بعد تأخّر مديد استمر لنحو سبعة أشهر لمؤتمر الرياض، الذي عزمت المملكة العربية السعودية على عقده في عاصمتها في مايو/ أيار الماضي، كشفت مصادر مطلعة لـ”الخليج أونلاين”، عن نية المملكة عقد “مؤتمر أبها” للم شمل المعارضة السورية وتوحيدها؛ وذلك تمهيداً للمفاوضات التي ستجري مطلع العام المقبل بين نظام بشار الأسد، والمعارضة، وفق ما أعلن المجتمعون في مؤتمر فيينا مؤخراً.
– مؤتمر أبها
وأكد مصدر مطلع في أحد أبرز التشكيلات السورية العسكرية المدعومة من قبل السعودية، أنّ تشكيله الذي تلقى دعوة من قبل المملكة لحضور المؤتمر، أُبلغ أن المؤتمر سيكون بداية الشهر المقبل ديسمبر/ كانون الأول، مشيراً إلى أن الموعد المحدد بدقة لم يتم الإعلان عنه بعد، لكنه على الأغلب في الأسبوع الأول من الشهر القادم.
وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته أو اسم فصيله، إن المؤتمر سيعقد بمدينة أبها (عاصمة منطقة عسير جنوب غرب السعودية)، وأفاد أن “المؤتمر لن يستثني أحداً” من فصائل وتشكيلات المعارضة السورية السياسية والعسكرية.
وأوضح المصدر، في حديثه لـ”الخليج أونلاين”، أن هدف المؤتمر هو تكوين وفد برؤية موحدة ليمثّل المعارضة السورية في المفاوضات المزمع عقدها مطلع العام المقبل مع نظام الأسد، التي سترعاها الأمم المتحدة والدول الكبرى، تمهيداً لمرحلة انتقالية، لافتاً إلى أن المملكة كُلّفت من قبل مجموعة أصدقاء سوريا بتشكيل وفد المعارضة؛ وهي من أجل ذلك وضعت إقامة المؤتمر على رأس أولوياتها.
وكان الإعلامي السعودي البارز جمال خاشقجي، المقرب من السلطات السعودية، قد قال في تغريدة له في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على حسابه على تويتر، إنه “حان وقت المؤتمر الوطني السوري العام في الرياض”، وهو ما فهم منه حينها أنه تسريب لعزم المملكة إقامة مؤتمر للمعارضة في أراضيها قريباً.
ويأتي الحراك السعودي بالتنسيق مع تركيا، التي استضافت مؤخراً قمة الـ20 بحضور أبرز قادة العالم؛ من بينهم، فضلاً عن الرئيسين الأمريكي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين، العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي كان من أول الواصلين إلى أنطاليا، وعقد اجتماعاً مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
كما يأتي بالتنسيق مع دولة قطر، التي استعادت العلاقات معها عافيتها وتحسنت إلى أقصى حد بعد تولي الملك سلمان سدة الحكم في المملكة، وانعكس ذلك على توحّد في وجهات النظر تجاه القضية السورية.
واستعاد الحديث عن تحالف سعودي قطري تركي زخمه بعد فترة خفوت، مع فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات النيابية، وما يعكسه ذلك من استقرار في الجارة القوية لسوريا، على ما يرى مراقبون.
وكانت أحاديث عن تحالف سعودي قطري تركي، قد انتشرت، بعد عاصفة الحزم التي تقودها السعودية ضد مليشيات الحوثيين الموالية لإيران في اليمن، إلا أن طول مدة العمليات العسكرية هناك أدى إلى تراجع الحديث عن ذلك التحالف، قبل أن يبرز مجدداً إثر التدخل الروسي في سوريا، وفوز حزب العدالة والتنمية في تركيا.
وكان وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، قد شدد في حديث هاتفي مع رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية، خالد خوجة، الثلاثاء، على ضرورة توحيد المعارضة السورية لضمان مشاركتها الفاعلة والجدية في مفاوضات مع النظام برعاية الأمم المتحدة، وبحث الجانبان “أهمية الخطوات القادمة ومن بينها تجمع شامل وواسع للمعارضة السورية”.
وعقد اجتماع دولي ضم 17 دولة، تمثل مجموعة الاتصال الخاصة بسوريا، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة؛ لبحث وضع حل للأزمة السورية مطلع الأسبوع الحالي.
وشاركت إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا كل من السعودية وإيران، دون مشاركة ممثلين من سوريا.
وكانت قضية مستقبل بشار الأسد واحدة من أصعب النقاط الخلافية التي طرحت في الجولة الثانية.
وأشار البيان الصادر عن اجتماع فيينا إلى موافقة الأطراف على البدء بوقف إطلاق نار في سوريا، وعملية سياسية متوافقة مع بيان جنيف 2012.
وأكد البيان أنه تم التوافق على البدء بمفاوضات رسمية بين ممثلين عن النظام السوري والمعارضة، تحت مظلة الأمم المتحدة في إطار بيان جنيف، وقرارات الاجتماع الثاني في فيينا 30 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
واتفق المشاركون في محادثات فيينا، على جدول زمني لإجراء انتخابات في سوريا، وجاء في البيان الختامي أن الهدف هو عقد لقاء بين ممثلي النظام السوري وممثلين من المعارضة بحلول الأول من يناير/ كانون الثاني.
ووفقاً للبيان، فقد تم التوافق على إجراء انتخابات شاملة وبالمعايير الدولية، وبمشاركة كل السوريين، بمن فيهم أولئك الموجودون في الشتات، فيها، تحت إشراف الأمم المتحدة.
الخليج اونلاين