سلامة كيلة المؤامرة هي “تنظيمٌ” يجري “في الخفاء” لفعل شيء ما، وهي عادة من فعل مجموعة أفرادٍ يسعون إلى إحداث انقلابٍ أو “ثورة”، أو اغتيال. أو هي من فعل أجهزة مخابراتٍ تعمل في الخفاء، لاغتيال شخصياتٍ أو تحقيق انقلاب. وهي تتميَّز عن الفعل الموضوعي، أو الفعل الذاتي المرتبط بفعل موضوعي. أي تتميَّز عن ثورات الشعب أو دور الأحزاب في تطوير حراك الشعب، لكي يصنع ثورة. لكنها تعبّر عن سياسات الدول لخدمة مصالحها، وكذلك التعبير عن ميول أفرادٍ يسعون إلى التغيير بـ “ضربة واحدة”، أي عبر قتل زعيمٍ أو رئيس، أو “إرهاب” الدولة من خلال قتل رموزها مدخلاً “حاسماً” لتغييرها. لهذا، المؤامرة صنع أجهزة أو افراد، لتحقيق مصالح أو أوهام. لكن، ما ينتجه “العقل العربي” هو تفسير كل ما لا يفهمه ...
أكمل القراءة »سورية وترامب: في انتظار الأسوأ
حسان حيدر يتسلم دونالد ترامب غداً مفاتيح البيت الأبيض، و «يتسلم» معها شرقاً أوسط مضطرباً ومنقسماً، بل مفتتاً تنهشه الحروب ومشاريع العنف والتطرف والدويلات. لكن القادم الجديد الى رئاسة الدولة الأقوى في العالم، لا يملك فكرة واضحة عن كيفية تعامله مع بؤرة التوترات هذه، باستثناء أن لديه صديقاً واحداً هو إسرائيل وعدواً واحداً هو «الإرهاب». هذا الاختصار السطحي لمشكلاتنا من وجهة نظره، يعني أن منطقتنا مقبلة على تطورات ليست في مصلحة تقدمها المنشود نحو الديموقراطية والاستقرار، وهو الشعار الذي رفعه الأميركيون زوراً منذ «ورثوا» الشرق الأوسط من أوروبا الكولونيالية، واعتمدته الإدارات المتعاقبة ذريعة لتبرير خيارات تدخلها فيه أو انكفائها عنه. لكن مواقف ترامب المبتسرة التي تشبه الأحاجي، تكشف رغبته في تعديل مفهوم السياسة الخارجية الأميركية وقصر دورها على مهمة رئيسة ...
أكمل القراءة »البحث عن اليقين والقربان في «مراجعات» سوريا
ياسين الحاج صالح تتواتر دعوات إلى «المراجعة» في أوساط معارضين سوريين، بارتباط ظاهر مع إعادة احتلال حلب من قبل الدولة الأسدية، وأسيادها من الروس والإيرانيين، وإدراك منتشر بمنعطف كبير في مسار الصراع السوري، تزامن مع نهاية عام 2016 المنقضي. ومنذ الآن هناك نصوص ومشاريع في هذا الشأن. لكن ما هو متاح من مقاربات يبدو أكثر تعجلاً من أن يكون مراجعة شاملة، وأقل بكثير من أن يكون مراجعة جدية. وهو في عجلة من أمره حتى أنه لا يخصص سطوراً لتقدير ما قد يعقب حلب: هل تترك إدلب مثلاً أكثر لتكون بؤرة قاعدية، يضفي وجودها الشرعية على الترتيبات الجديدة؟ والرقة التي بيد «داعش» هل تبقى موطناً آخر، محاصراً ومعزولاً، مخصصاً لمنبوذين لا يريد أحد عودتهم إليه، ما دام هناك فيتو أمريكي على ...
أكمل القراءة »هل اقتربت نهاية “جبهة فتح الشام”؟
حسن أبو هنية يبدو أن جبهة فتح الشام وهي التسمية الجديدة لجبهة النصرة وتنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الشام تسير على خطى تنظيم القاعدة المركزي وفروعه الإقليمية التي تعرضت للتفكك وفقدان الملاذات من خلال برنامج القتل المستهدف الذي تنفذه الولايات المتحدة الأمريكية عبر الطائرات بدون طيار حيث تطورت مصفوفات القتل باستهداف مجموعات منتقاة داخل النصرة توصف بالراديكالية المعولمة كمجموعة “خراسان” لتتوسع قائمة الاغتيال لتطال منظومة القيادة والسيطرة من القيادات الميدانية في مركز التنظيم في مدينة إدلب. تسارعت واتسعت قائمة القتل المستهدف لقيادات فتح الشام في إدلب منذ بداية العام الحالي وقد تدرجت الولايات المتحدة في التعامل مع قاعدة الشام وذلك بجمع المعلومات الاستخبارية وتقسيم المنظمة إلى أجنحة وتيارات معتدلة ومتطرفة وعناصر محلية وأجنبية وتحديد خريطة الانتشار والنفوذ وعملت وأثمرت الاستراتيجية ...
أكمل القراءة »هل انتهت الثورة السورية؟
ما من شك في أن سقوط حلب، وما أعقبه من تراجع في إمكانية تحقيق إنجازات عسكرية استراتيجية للفصائل المقاتلة، قد نشر جواً من التخبط والتشاؤم في صفوف القوى الاجتماعية العديدة التي وقفت مع الثورة في مراحلها المختلفة، وقدّمت تضحيات هائلة من أجل نجاحها. ولأن العديد منها لم يعد واثقاً من ثمار هذه التضحيات، يسود إحباط كبير بين صفوف جمهورها والشعب الذي افتداها بكل ما يملك. ويساعد هذا المناخ الغامض والمشكك الكثير من الأفراد والمجموعات التي تفتقر لوعي وطني أو التزام اجتماعي على أن تتقدم الصفوف، لتطبق أجنداتها الخاصة، وتجيّر الثورة لأهداف مختلفة عن أهدافها الأصلية. أما تلك القوى التي لم يكن لها منذ البداية أمل كبير بالثورة، أو التي لم تؤمن بها، ولا تتعاطف مع شعاراتها ومشروعها، فهي تشعر اليوم ...
أكمل القراءة »مشاريع اتفاق سورية ـ سورية برعاية تركية ودولية
محمد زاهد غول لا تخفي السياسة التركية دورها في السعي لإيجاد حل سياسي في سوريا، منذ بداية الثورة الشعبية فيها، فقدرها الجغرافي أن تتحمل مسؤوليات إنسانية واجتماعية وسياسية مع الشعب السوري، وألا تغلق أبوابها مهما بلغ عدد اللاجئين إليها، بل تأمين كل ما يلزمهم من حياة كريمة وفرص عمل وغيرها. وفي الوقت نفسه العمل لانقاذ تركيا من تداعيات الصراع في سوريا، فقد تعرضت تركيا لهجمات إرهابية وعدوان متواصل على أراضيها بالصواريخ وقذائف الدبابات الحدودية مرارا، وأوقعت هذه الاعتداءات العديد من القتلى من المواطنين الأتراك المدنيين والعسكريين، ما جعل الأزمة السورية على سلم أولويات اجتماعات مجلس الأمن القومي التركي، وطرق كل أبواب المؤتمرات الدولية التي عقدت باسم الامم المتحدة لإيجاد حل سياسي يوافق عليه الشعب السوري. بذلت السياسة التركية جهودا كبيرة ...
أكمل القراءة »حلب وآستانة: ما بينهما وما بعدهما
عبدالباسط سيدا تتكاثر الإشاعات هذه الأيام حول المستقبل الذي ينتظر سورية والسوريين، وحول طبيعة النظام السياسي الذي من المفروض أن يلملم أشلاء سورية أرضاً وشعباً. كما تتناول هذه الإشاعات أسماء الأشخاص الذين سيناط بهم إنجاز مهام المرحلة الانتقالية، أو أولئك الذين سيشاركون في مؤتمر آستانة الخ… والإشاعات، بموجب معطيات علم النفس التطبيقي، تنتشر في ظل توافر عاملين أساسيين هما: الأهمية والغموض. فكلما ارتفعت درجة هذين العاملين تزايدت الإشاعات، وارتفعت وتيرة انتشارها، لا سيما إذا أخذنا في اعتبارنا واقع تقدّم وسائط التواصل الاجتماعي غير الخاضعة لأية ضوابط تمكّن المتعامل معها من التحقق من مصداقية الأخبار وأشباهها. فالوضع السوري يمثّل أهمية قصوى بالنسبة إلى المواطن السوري الذي بات يتعلّق بقشة، كما يقال، للخروج من النفق المظلم. كما أن الوضع المعني يمتلك حيوية ...
أكمل القراءة »كأنّهم كلّهم… بعثيّون
حازم صاغية في أزمنة القلق والارتباك حيال الحاضر والمستقبل، يقوى الماضي بوصفه هاجساً ومثالاً. أمّا العودة المستحيلة إليه فتغدو الهدف والخلاص في آن معاً. هكذا، وفي الأربعينات السوريّة، مع ذواء الانتداب وبدايات الاستقلال، وفي موازاة توسّع الإدارة والجيوش، وانطلاق الهجرات الريفيّة إلى المدن، وفيما العالم كلّه يتدبّر أمره مع انتهاء الحرب العالميّة الثانية، ولد حزب البعث العربيّ. وإذا صحّ أنّ الأخير لم يكن أكثر الأحزاب القوميّة التي عرفها العالم العربيّ حينذاك تعويلاً على الماضي المتخيّل، إلاّ أنّه كان ماضويّاً بما فيه الكفاية. فاسم الحزب نفسه يقول إنّ المستقبل الزاهر لا يكون إلاّ تكراراً لماضٍ ينبغي «بعثه». أمّا الذين جرفوا الأمّة عن عظمتها المفترضة وفصلوا ذاك الماضي المجيد عن حاضرنا الرديء، فليسوا نحن. إنّهم أغراب وأجانب و «شعوبيّون»، كالأتراك والفرس. هذه ...
أكمل القراءة »تهميش طهران في سورية
عقل العقل عبرت إيران في الآونة الأخيرة على لسان عدد من مسؤوليها أنها تشعر بالتهميش في التطورات السياسية والميدانية في الملف السوري. ردود الفعل الإيرانية تأتي بعد إعلان الهدنة الشاملة في سورية قبل أسبوعين، وعلى رغم أنها ماتزال هدنة هشة إلا أن الضامنين لها ليست إيران من ضمنهم، فالهدنة وما يرتب له من اجتماع في «الأستانة» كله بترتيب وضمانة من روسيا وتركيا، بل إن وزير الخارجية التركي مولود صرح بشكل واضح ومحدد قبل أيام عندما قال: «إن على جميع المقاتلين الأجانب بمن فيهم حزب الله مغادرة سورية». إن هذا التصريح الذي ينم عن أن الحل النهائي هو بخروج حزب الله من سورية، وهذا يمثل خسارة فادحة للسياسة الإيرانية في سورية والمنطقة، فنحن نعرف أن هناك آلاف المقاتلين الأجانب في الداخل ...
أكمل القراءة »تفاهم روسي – أميركي – تركي يكبح إيران؟
جورج سمعان رسائل كثيرة تتوالى يومياً من قادة الحلف الثلاثي في سورية. مواقف متبادلة من أعلى القمة في كل من موسكو وطهران وأنقرة. بعضها ودي وبعضها الآخر يحمل في طياته صراعاً خفياً. وثمة أوساط في المعارضة السورية تراهن على صدام مقبل بين روسيا وإيران. أو بالأحرى تأمل بقيام حلف ثلاثي بديل تحل فيه الولايات المتحدة محل الجمهورية الإسلامية. وترى إلى مثل هذا التطور خطوة تعوضها الكثير من الخسائر التي منيت بها بعد استرجاع النظام مدينة حلب. المواقف التي يعلنها أهل الحلف القائم لا تشي بأنهم على سكة واحدة، أقله في النظر إلى مستقبل الأزمة السورية وسبل تسويتها. يكفي أن طرفاً، ومعه النظام، لا يزال يعتقد بأن الحسم العسكري هو الحل الوحيد. ويصر على مواصلة هذا النهج. فيما طرفان آخران ينشطان ...
أكمل القراءة »