مقالات

فدوى سليمان: فارق الأنثى وتنميط الطائفة: صبحي حديدي

خلال الأسابيع الأولى من انتفاضة الشعب السوري، وابتداءً من 15 آذار (مارس) 2011، قبيل تظاهرات درعا في 18 منه؛ كان سلوك الفنانة والشاعرة السورية فدوى سليمان (1970 ـ 2017) منسجماً، على نحو متطابق تماماً في الواقع، مع سلوك المئات من الناشطات والناشطين الشباب، خلال تظاهرات الجامع الأموي وساحة عرنوس، وأحياء الميدان ومدحت باشا والحريقة. لقد وقّعت على «بيان الحليب» الشهير، وهتفت بالشعارات الأولى، التي تنادي بالسلمية، وتناشد «حماة الديار» بالتوقف عن إطلاق النار، وتعلن أنّ الشعب السوري واحد، وتطالب بالحرية والكرامة؛ قبل أن يرتفع الشعار الحاسم، والفارق: «الشعب يريد إسقاط النظام». كان ثمة فارقان، جوهريان، بين فوارق أخرى، ميّزا شخصية سليمان، وحفنة من الناشطات اللواتي شاطرنها هذين الفارقين: 1) أنها أنثى، امرأة شابة، ممثلة سينما ومسرح، تذهب إلى خيم العزاء ...

أكمل القراءة »

سوريا بين «القيصر» و«المرشد» ونتنياهو!: أسعد حيدر

«القيصر» فلاديمير بوتين، يشعر والعالم يوافقه على شعوره، بأنه «المنتصر الأكبر» في سوريا. لقد حقّق بوتين حلم كل «القياصرة» الروس في التمركز على شاطئ البحر الأبيض المتوسط والغطس في مياهه الدافئة. قبلاً كان الجيش السوفياتي موجوداً على هذا الشاطئ، لكن ضمن اتفاقات تحدّ كثيراً من حرّيته واستقلاليته. الآن بوتين هو السيد الذي يأمر فيُطاع، وهو يكاد يَملك «شيكاً على بياض» من واشنطن لمتابعة سياسته القائمة على استراتيجية مدروسة جيداً، أهم ما فيها أن تبقى التكلفة محدودة، والأرباح متصاعدة. عندما حطت أسراب السوخوي الروسية وغيرها في مطار «حميميم» السوري، ومن ثم استخدمت مطار همدان في إيران، كان «لاعب الشطرنج» بوتين، يعرف جيداً أن عليه اللعب بحذر شديد لأنه ليس وحيداً. توجد واشنطن المنافسة، وطهران الحليفة – المزاحمة، وإسرائيل المشكّكة والمتطلّبة. استراتيجية ...

أكمل القراءة »

العودة عن التغيير تأبيد للخراب: سمير الزبن

النظرة العميقة لما يحدث في البلدان العربية، تعطي صورة أخرى غير تلك التي تظهر على السطح، خاصة وأنها صورة مركبة وأكثر تعقيدا مما تبدو عليه. فقد مرّ الزمن الذي كان فيه الوضع يبدو أنه يسير خطيا باتجاه تغيير سلس، وهذا لم يغير من أن سيولة عالية ذات طابع معقد تعيشها المنطقة، وهذه السيولة تتنازعها عدة تصورات واتجاهات تحاول أن تدفع الأحداث في اتجاهات تخدم هذه التصورات. ورغم أن جلّ ما يجري فيها هو نتاج لسياق عوامل وتطورات موضوعية، إلا أن هذا الموضوعي يتضمن الكثير من المصنوع، أقول المصنوع ولا أقول الذاتي. منذ زمن بعيد، تحتاج المنطقة العربية إلى تغيرات عميقة تطال كل مستويات الحياة في الدولة العربية، وكان يمكن للنخب الحاكمة أن تكون مبادرة وترى وجهة التاريخ وتتكيف معها وتقدم ...

أكمل القراءة »

ماجد كيالي: كيف أضرّت الجماعات العسكرية «الإسلامية» بالثورة السورية

منذ إنشائها دخلت الجماعات العسكرية «الإسلامية»، أي التي تتغطّى بالإسلام، أو تعتبره بمثابة مرجعية لها، بحسب فهمها الضيق له، في عمليات متواصلة من التنافس والإزاحة والاقتتال في ما بينها، ما أضرّ بها وبصدقية الثورة السورية وبالسوريين عموماً، كما بصورتهم عن أنفسهم وإزاء العالم. هكذا سقطت مناطق القصير والزبداني وكثير من مناطق القلمون والغوطة وريف دمشق ودرعا وإدلب وحلب، بسبب اقتتال الجماعات العسكرية الإسلامية في ما بينها، وبسبب خذلانها لبعضها في مواجهة «داعش» أو «النصرة» (الانسحابات الفجائية)، وهذا الأمر ما زال قائماً، على الأرجح، رغم كل المآسي والأهوال التي خبرها السوريون، وعلى رغم كل التراجعات التي منيت بها ثورتهم، على الصعيدين السياسي والعسكري. هذا ما يحدث في الغوطة (في ضاحية دمشق الشرقية)، هذه الأيام (ومنذ نيسان/ابريل 2016)، حيث الاقتتال بين «أخوة ...

أكمل القراءة »

فزاعة التعددية في العقلية السورية: مصطفى أوسو

خاص فرض واقع رسم خارطة الدولة السورية الحديثة، بعد الحرب العالمية الأولى، وقائع أخرى جديدة، جعلت من المشهد السياسي فيها معقداً بدرجة كبيرة جداً، ومنها: أن أحد أركانها – الشعب- بات يتكون من، قوميات وديانات ومذاهب وطوائف، لها خصوصياتها وخصائصها المميزة، وأنه أيضاً وزع هذه المكونات بين عدد من دول المنطقة المجاورة، فبقيت العلاقة بينها قائمة، وخاصة القومية منها والكُرد بشكل أخص، وروابطها الطبيعية، قوية راسخة، رغم الحدود المصطنعة وقمع الأنظمة الحاكمة. وإذا كان الانتماء الوطني، هو الجامع بين عموم أبناء الشعب السوري، فإنه لا يتعارض مطلقاً مع وجود الانتماءات الأخرى، القومية أو الدينية أو المذهبية أو الطائفية، التي يجب احترامها وعدم تجاهلها وإهمالها، والعمل على إزالة الغبن التاريخي بحقها – الترتيبات الجديدة لم تأخذ مصالحها بعين الاعتبار – وتوفير ...

أكمل القراءة »

حروب السيادة والتسوية المؤسسة للسياسة: ياسين الحاج صالح

حيث ثمة دولة متمكنة في المجال العربي أقصي الإسلاميون من السياسة. لكن هذا الواقع المستمر منذ نصف قرن وأزيد يحجب مسألة بدأت تظهر بوضوح بعد الثورات العربية، وبخاصة في المختبر السوري: هل يطلب الإسلاميون السياسة؟ هل يريدون أن يكونوا منظمات سياسية مثل غيرهم تعمل في إطار تعددي؟ ما ظهر بعد الثورات هو أن ما يطلبه الإسلاميون هو السيادة وليس السياسة، أعني الولاية العامة (بعد تعريف العام بأنه إسلامي) والتحكم بأدوات العنف. يشكو الإسلاميون بحق مما تعرضوا له من تمييز وتعذيب ومجازر، لكنهم لا يريدون أن يكونوا أحزاباً أو منظمات إلى جانب أحزاب ومنظمات أخرى في دولة تنفي التمييز والتعذيب والمجازر: يريدون أن يكونوا الدولة. وهو ما يعني ببساطة أن الإسلاميين لا يقبلون المساواة حتى وهم يعترضون على التمييز ويتطلعون إلى ...

أكمل القراءة »

عن إعدام الأسد للمبرمج الفلسطيني باسل خرطبيل

في نهر الدم المندفع في كل مكان من الجغرافيا السورية قد لا يعني الكشف أمس عن عملية إعدام النظام السوري للمبرمج الفلسطيني باسل خرطبيل (المعروف أيضا بباسل الصفدي)، التي جرت في تشرين الأول/أكتوبر 2015، قضيّة تلفت النظر، فمئات الطائرات والمدافع والصواريخ تصبّ حممها على البشر والشجر والأبنية والجسور ودور العبادة، وعشرات الدول والميليشيات والأحزاب والقوى والأجندات تتصارع وتشارك في مقتلة لا يبدو لها آخر. يحتاج مقتل خرطبيل وقفة خاصّة لأسباب كثيرة، أهمّها، ربما، هو كسر الاعتياد العربيّ المريع على الموت الذي تحول إلى رقم يظهر على عداد القتل اليوميّ، وما يحمله ذلك من الاستهانة الفظيعة بحياتنا نحن، الأحياء الذين ننسى أننا نحن أيضا نموت كلما مات شخص بريء على يد الإجرام، في استعادة ضرورية دائمة للآية الكريمة «من قتل نفسا ...

أكمل القراءة »

لينا الخطيب: معارك عرسال أداة دعاية لـ «حزب الله»

بعد مضي أحد عشر عاماً على إعلان «حزب الله» انتصاره على إسرائيل عام 2006، ما لبث أن أعلن عن «إنجازٍ» آخر له، وإن كان على نطاقٍ ضيق، ضد من سمَّاهم «بالجهادين التكفيريين» على الحدود السورية اللبنانية. وقد أَعلَن «حزب الله» عن هذا الإنجاز بعد أسبوعين من شنِّه سلسلة هجمات على ضواحي بلدة عِرسال الواقعة في سهل البِقاع اللُبناني استهدفت مقاتلي «داعش» وتنظيم «فتح الشام» كما «احرار الشام» وبعض مقاتلي «الجيش السوري الحر» في المنطقة. تُعد عِرسَال بشكلٍ عام منطقة غير مُستقرة ومضطربة، بخاصة بعد أن اختطفت جبهة «النُصرة» عام 2014 عدداً من الجنود اللبنانيين في المنطقة، والذي على إثره دارت المعارك بين هذه الجبهة من جهة والجيش اللبناني و «حزب الله» من جهة أخرى. وكان موقع بلدة عِرسال الجغرافي على ...

أكمل القراءة »

السيد أمين شلبي: ما بعد «داعش»: ثلاث قضايا

عندما لاحت مؤشرات هزيمة تنظيم «داعش» في الموصل وقرب هزيمته في الرقة، ثار السؤال في شأن مستقبل المنطقة التي سينسحب منها، وعن مصيره هو كتنظيم هدَّد المنطقة والعالم، وهل ستكون هزيمته العسكرية نهاية له، أم أنه سيظل معنا لفترة قد تطول. عن القضية الأولى كانت إعادة إعمار المدن والمناطق التي انسحب منها «داعش» في مقدم الاهتمامات، ما دفع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الى أن يخاطب مبكراً المجتمع الدولي ليتحمل مسؤولياته السياسية والأخلاقية في هذا الشأن، باعتبار أن أعباء هذا الإعمار تفوق قدرات الحكومات المحلية، كما أنها تتصل مباشرة بإعادة الحياة الطبيعية والاستقرار السياسي والاجتماعي. وفي مسؤوليات المجتمع الدولي، علينا تذكر تجارب مماثلة حين عقدت مؤتمرات دولية لإعادة إعمار بعض المناطق، مثل غزة، إذ قدمت وعود بالبلايين ...

أكمل القراءة »

خيار أميركا في دير الزور يكسر «الهلال الفارسي» أو يكمله: عبدالوهاب بدرخان

في معركة الرقّة ملامح كثيرة مما سيكون في المعركة التالية في دير الزور، وقد صُوّرت الأولى بأنها «أسهل» من الثانية بمقاييس كثيرة أبرزها أن تنظيم «داعش» سيخوض في دير الزور معركته الأخيرة، من أجل هزيمته النهائية. لكن وقائع الرقّة لا تُظهر استعداداً داعشياً لانكفاء وشيك أو سريع، فمَن يقاتلون الآن هم جميعاً محلّيون بعدما رحل الغرباء الذين تدبّروا فرارهم أو استسلامهم باكراً، ومَن تبقّى منهم هبطت طائرات نقل جند أميركية في أحد المطارات لسحبهم وفقاً لترتيب مسبق. وفي خلفية القتال لا يزال الصراع دائراً حول مَن سيدير المنطقة بعد تحريرها، إذ إن تركيبة المجلس المحلي المقترح تثير خلافات بين الفصائل العربية فضلاً عن حساسيات عربية- كردية بسبب «زرع» ثلاثة أكراد من أصل عشرة أعضاء، على رغم عدم وجود سكان أكراد ...

أكمل القراءة »