تعود اليوم القضية الكردية في وجدان أصحابها كمظلومية طالما تعرضت للتآمر والخذلان، وتعود إلى الواجهة أقوال «شاعرية» من نوع جملة محمود درويش «ليس للكردي إلا الريح»، بل إن أحد مسؤولي الصدارة في الإدارة الذاتية صرّح بعد هزيمة عفرين أنه ليس للكردي سوى الجبال! هذا ليس غريباً على أية مظلومية، إذ تبـــدو قدَريّة أكثر منها سياسية، وتجد حلها تالياً في صراع مختلف نوعياً عن الصراع السياسي، وتجد تمثيلها الفكري في الأيديولوجيا وتنظيماتها لا في السياسة. في المظلومية أيضاً، نغادر منطق الخصومة السياسية، فالعدو ليس خصماً نشتبك معه، هو في المؤدى الرمزي «إسرائيلنا». هكذا مثلاً يمكن الجزم بانعدام الفوارق إزاء القضية الكردية من قبل أية حكومة تركية، بما أن الميل الدائم للأتراك هو رفض الحقوق الكردية. كذلك هو الحال في العراق، فأكراد ...
أكمل القراءة »ترامب سينسحب من سورية ومن بعده… الطوفان: حازم الامين
فاجأ دونالد ترامب العالم مجدداً! ها هو ينوي الانسحاب من سورية. الخطوة لم تكن متوقعة على الإطلاق، ذاك أن الرجل على أبواب مواجهة مع طهران، والانسحاب يعني للوهلة الأولى خطوة إلى الوراء في هذه المواجهة! محاولات إيجاد سياق لقرار الرئيس الأميركي لن تفضي إلى تصورٍ لمستقبل سورية والإقليم في ظل هذا الفراغ الجديد. فالخطوة الأميركية إذا ما بوشر في تنفيذها على نحو سريع ستفسح في المجال لما لا يحصى من مواجهات. وسيأخذ الاصطفاف الإقليمي أشكالاً جديدة. الانسحاب من سورية يعني مواجهة أكيدة بين تركيا والأكراد في سورية. والانسحاب يعني أيضاً تحويل احتمالات المواجهة بين طهران وتل أبيب إلى واقع شبه محسوم. والانسحاب يعني ترك فلاديمير بوتين لاعباً دولياً وحيداً في سورية، مع ما يعني ذلك من احتمالات استمالته مزيداً من ...
أكمل القراءة »بــــــازار الدَّم: أمجد آل فخري
هي حرب الحروب.. ومن المسلّمات القول إن القضية السورية لم تعُد محصورة في السوريين وحسب، بل كبرت لتكون همّاً عالمياً، حاضرة في قلب صراع جيوسياسي يزداد تعقيداً بازدياد احتمالات انفجاره وتطوّر الوضع –ربّما- إلى حرب إقليمية، هي إحدى مُخرجات حرب باردة جديدة بدأت ترفع رأسها معلنة حضورها. وعلى الرغم من ذلك لا تجد مَن يقف مع شعبها، كأنما لحم ودم أطفالها من تركيب لا يشبه تركيبه في أي طفل في العالم! سورية أشهى المواقع لتصفية حسابات الكلّ مع الكلّ، فالملفّات العالقة تنتظر دورها لتأخذ رقمها في أولويّة التداول، من أوكرانيا والقرم والعقوبات الاقتصادية، ومقتل الجاسوس الروسي الذي سيفتح ملف الكيماوي والمقاطعة الدبلوماسية الآن، إلى نووي وصواريخ إيران التي بدأت تطال السعودية عبر الحوثيين، إلى تغلغل داعش في إفريقيا! وعمّا قريب ...
أكمل القراءة »الغرب يشحذ قرون بوتين الناطحة: صبحي حديدي
حتى إذا شاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ــ من باب كسر الرتابة وإضفاء التنويع، مثلاً ــ طيّ صفحة «الديمقراطية التبادلية» الدورية التي جمعته مع رئيس وزرائه المزمن دميتري مدفيديف، كما تردد بعض التقارير الصحفية؛ فإنّ قلّة قليلة من مراقبي الشأن الروسي سوف يباغتهم القرار. لا مفاجآت، البتة كما يتوجب التشديد، في دورة بوتين الرابعة والأخيرة؛ أو، بالأحرى، لا طارئ على أحوال قصر الكرملين يمكن أن يدخل تحت توصيف المفاجئ! ثمة، مع ذلك، طرافة خاصة في قراءة طبائع العلاقات بين الاتحاد الروسي، أو روسيا بوتين الراهنة على وجه التحديد، من جهة؛ ودول الـG7، أي أمريكا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان وكندا، من جهة ثانية. الأبرز في ذلك الملفّ قد يكون تهافت هذه الدول على توفير أفضل ما يتوفر من عناصر مختلفة، ...
أكمل القراءة »دوما: سباق المفاوضات وتحضيرات المجزرة: أحمد حمزة
“المدينة دُمرت بشكل شبه كامل، لا بنية تحتية، ولا أغذية كافية، ولا مستشفيات، والسكان ما زالوا يقيمون في الأقبية منذ شهر وعشرة أيام. الجميع يترقب نتائج المفاوضات الجارية مع الضباط الروس”، بحسب عدنان سقباني، وهو ثلاثيني من أهالي مدينة دوما. وعلى الرغم من إبدائه أملاً “بألا يتم تهجيرنا كما تم تهجير حرستا والقطاع الأوسط”، فإنه يوضح أن “الأيام القليلة المقبلة ستكون مصيرية، وكثيرون هنا استعدوا لكافة الخيارات”. وفيما تتسارع وتيرة عملية “الترانسفير” الجماعي في مناطق القطاع الأوسط من الغوطة الشرقية، مع وصول نحو 20 ألف شخص، ما بين مدني ومقاتل إلى شمال غرب سورية، تسود حالة من الترقب مدينة دوما، آخر معاقل المعارضة السورية المسلحة شمال الغوطة، إذ يعيش أكثر من مائة ألف مدني، إضافة إلى عسكريي “جيش الإسلام”، وهم ...
أكمل القراءة »لا «إسلام سياسياً» في الغوطة ولا «بي كي كي» في عفرين: عبدالوهاب بدرخان
المنتصر دمّر سورية. المهزوم ساهم في التدمير. كلاهما خاسر، والرابحون معروفون ومتسلّطون عليهما. نظام بشار الأسد يعتقد أنه باقٍ ويتوسّع لكنه قلق من الحلفاء والأعداء. المعارضة شعرت بهزيمة في الغوطة لكنها تلقي المسؤولية على الفصائل التي كانت تقاتل فيها. ما انتصر واقعياً هو نهج التقاسم والمقايضة بين الدول المتدخّلة، وقد اختُصر أخيراً بـ «عفرين (لتركيا) مقابل الغوطة (لروسيا وإيران)». ليس للنظام أو للمعارضة وجود فعلي في هذه اللعبة إلّا في نطاق الأدوار التي أوليت إليهما. لم يعد أحد يتحدّث عن «حلٍّ» قريب أو بعيد. إذا حصل إحياء للبحث عن «حل سياسي» فلن يحصل قبل السنة المقبلة، وبعد أن يُصار إلى تغييرٍ في معالمه وأطرافه، بل هناك مَن يتوقّع قراراً دولياً آخر وربما مبعوثاً أممياً آخر، وعموماً كانت صلاحية المبعوث الحالي ...
أكمل القراءة »محصلة صفرية لحروب إيران السورية
بشير عبد الفتاح بعدما أخفق في إقناع العالم بعدم تدخل بلاده عسكرياً في الأزمة السورية، جنح نظام «الولي الفقيه»، إلى تبرير نشاطاته العسكرية المكثفة داخل سورية منذ العام 2012، من خلال ذرائع عدة على شاكلة حماية العتبات المقدسة والمراقد الشيعية السورية، علاوة على الحيلولة دون إسقاط نظام الأسد. وبمرور الوقت، بدأت تنجلي حقيقة المآرب الاستراتيجية للتدخل العسكري الإيراني في سورية، من قبيل: الحيلولة دون انتقال عدوى ثورات وانتفاضات ما عرف إعلامياً بـ «الربيع العربي» إلى الداخل الإيراني الملتهب عبر سورية المجاورة، وإيجاد موطئ قدم إيراني دائم داخل سورية عبر ترسيخ دعائم تموضع عسكري طويل الأمد في ربوعها، إضافة إلى إيجاد طريق استراتيجي يمتد من إيران إلى البحر المتوسط مروراً بالعراق وسورية، فضلاً عن تعزيز نفوذ إيران في دول العالم العربي ...
أكمل القراءة »ساركوزي واقتياد الديغولية أمام القضاء الفرنسي: صبحي حديدي
ليست قضية التمويل غير المشروع لحملته الانتخابية عام 2007 هي الوحيدة التي وضعت، أو تضع، الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي أمام القضاء في بلده؛ بل تبلغ الحصيلة عشر قضايا، حتى الساعة بالطبع، ولا أحد يعرف ما يخبئه المستقبل من مفاجآت. بين أبرز القضايا الأخرى حسابات حملة العام 2012 (أو «قضية بيغماليون»، عن تمويل غير مشروع، ومستوى التورط فيها هو توجيه الاتهام)؛ قضية التنصت (أو «ازيبرت»، حول الفساد وإساءة استخدام السلطة، وانتهاك السرّ المهني، والمستوى توجيه الاتهام أيضاً)؛ قضية برنار تابي (ارتياب في تدخل ساركوزي، عن طريق وزارة المال، لصالح تعويض رجل الأعمال بمبلغ 404 ملايين يورو)؛ قضية كراتشي (سمسرة بمبالغ طائلة للباكستان والسعودية لقاء بيع معدات عسكرية فرنسية بغرض تمويل حملة رئيس الوزراء إدوار بالادور في الانتخابات الرئاسية، وكان ساركوزي ...
أكمل القراءة »الذكرى السابعة والثورة لن تموت: حسين خطيب
لم تكن الثورة السورية عسكرية في البدء. كانت تطالب بالحرية وبوطن يحمل على عاتقه هموم السوريين وأوجاعهم. هذه بضع أحلام ترسخت في عقول الثوار. وعقب تدخلات النظام العسكرية، واقتحامه مدنا وبلدات خرجت تطالب بالحرية، كان لا بد من ظهور قوة عسكرية، تدافع عن السوريين، وتؤمن حقوقهم وتحافظ على أرضهم من انتهاك الأعداء. في السنة الأولى للثورة، كانت الحرية ترفرف على أبواب السوريين، قبل اندلاع المواجهات العسكرية، التي أجبرت المعارضة على ترك الحراك السلمي، والتوجه إلى الحراك العسكري، إذ لم يكتف النظام بحقده، بل توسع بانتهاكاته في السنة الثانية من الثورة السورية، إذ دمر وفتك بآلاته العسكرية الأبنية السكنية وقتل السوريين بجنوده وشبيحته. وصلت الثورة السورية، في إحدى مراحلها، إلى مكاسب كبيرة جداً، ولم يرض هذا الأمر حلفاء نظام الأسد، إذ ...
أكمل القراءة »بعد عفرين… هل يتلاشى حلم قوميي أكراد سورية؟: أمين العاصي
بدأت آمال جهات حزبية سورية كردية في فرض إقليم ذي صبغة كردية في شمال سورية وشمال شرقها بالتلاشي، إذ إنه من الواضح أن الجيش التركي ليس بوارد السماح لهذا الإقليم بالظهور حتى لو اضطر لخوض معارك متلاحقة غربي نهر الفرات وشرقه، ضد الوحدات الكردية التي وضعت ثقلها في سلة واشنطن. وتلقّى المشروع الكردي في سورية ضربة، عقب سيطرة الجيش التركي والجيش السوري الحر على منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية من السكان، ومن ثم بات وجود الوحدات الكردية برمّته غربي نهر الفرات معرّضاً للزوال، في ظل إصرار تركي على طردها من شمال حلب وشمال شرقها، حيث تل رفعت ومحيطها ومنبج وريفها. مع العلم أن حزب الاتحاد الديمقراطي سبق له أن وضع خرائط حول الامتداد الكردي على طول الحدود السورية ـ التركية ...
أكمل القراءة »