هبة محمد

دمشق «القدس العربي»: تفاوتت أراء العارضين للنظام السوري، حول الردع الأمريكي لبشار الأسد، ما بين صحوة القيم الإنسانية الدولية مقابل التوحش العالمي في المرحلة السابقة، وازاهق أرواح الأبرياء في سوريا ممن لا حول لهم ولا قوة، بما تحوي من تصحيح لمفهوم محاربة الإرهاب الدولي المتمثل بنظام بشار الأسد، ومن خلفه من روسيا وإيران، وما بين عملية إعادة خلط الأوراق، وما ستعود على أثارها من اصطفافات دولية، على اعتبار الضربة، رسالة عسكرية أمريكية تكتيكية، ورسالة سياسية استراتيجية لدول العالم.
وقال المحلل السياسي والمعارض السوري محمد بلال في تصريح خاص لـ»القدس العربي» على خلفية الضربة الأمريكية الأولى للنظام السوري، والتي استهدفت قاعدة الشعيرات العسكرية في حمص فجر امس الجمعة، ان الضربة الأمريكية جاءت» بمثابة عقاب محدود، بناء على ضغوط دولية، أرادت منها إدارة ترامب الرد على منتقديها، واتخاذ قرار واضح، بانها لن تقف مكتوفة الأيدي، حيال النظام السوري، ولتقليم أظافر الروس ومن خلفهم إيران على الأراضي السورية، وتدمير القاعدة العسكرية التي انطلق منها الكيميائي، لكي لا يكون هناك ضحايا بشرية جديدة في المستقبل بهذا النوع من السلاح المحرم».
ورأى المتحدث العسكري بأن الضربة الأمريكية بداية لتصحيح المسار، إلى صدارة الدول المؤثرة بما يجري في العالم، وموقع اتخاذ القرار، وأضاف «لعلها ضربة للمفاصل الإيرانية التي لا تستهدف العمق، وضربة للحشد الشعبي وميليشيات إيران الطائفية المتواجدة على الأراضي السورية».
وأضاف «لا بد أن إدارة ترامب أرادت بالضربة المحدودة التي «لا أتوقع ان يكون لها ضربات تالية، العودة في تصدر الموقف العالمي اتجاه ما يجري من أحداث، وارسال رسالة إلى النظام السوري في حال تجاوز أي خط أحمر مرسوم له، بأنه سيتم ضربه دون الرجوع أو أي تفويض من مجلس أمن، ولابد من الإشارة إلى ان الإرهاب في العالم ليس ما يسمى الإرهاب الإسلامي، انما هو إرهاب نظام بشار الأسد والدول المساندة له».
المواجهة عبر الضربة الأمريكية برأي الناشط الإعلامي سهيل عصوم هي مواجهة بين السياسة الخارجية الأمريكية والسياسة الخارجية الروسية والإيرانية، ولو أن أمريكا تعتبر ان قتل الشعب السوري بكل الأسلحة مسموحا الا بالسلاح الكيميائي، ولعلها أرادت رسم خطوط حمراء ليس للنظام السوري فقط، وانما لحكومة طهران، فالضربة فعليا محددة ضد هدف محدد، ولغاية محددة، وهي عبارة عن رسالة عسكرية بمضامينها العسكرية وضعت النظام السوري والإيراني والروسي بالزاوية الضيقة.