رام الله ـ غزة ـ الناصرة ـ «القدس العربي» من فادي أبو سعدى وأشرف الهور ووديع عواودة: مع تواصل انضمام العشرات من الأسرى إلى الإضراب المفتوح عن الطعام الذي دخل يومه الثاني من أسبوعه الثاني، أعلنت اللجنة الإعلامية لإضراب الحرية والكرامة ونادي الأسير الفلسطيني أمس عن تدهور خطير طرأ على الوضع الصحي للأسير النائب في المجلس التشريعي وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح مروان البرغوثي، وقائد الإضراب الجماعي الذي يشارك فيه أكثر 1500 أسير لليوم الثامن.
وحسب اللجنة فإن البرغوثي رفض طلب مدير سجن «الجلمة» الذي يقبع فيه، بأخذ علاج فوري. ورفض الأسير المضرب ناصر أبو حميد طلبا من مدير السجن لإقناع الأسير البرغوثي بتلقّي العلاج، إِلَّا أنه رفض الانصياع. وقال إذا ما فقد الأسير البرغوثي الحياة فإنه «سيموت شهيدا». وعقابا لرفضه نقلت إدارة السجن الأسير أبو حميد من «الجلمة» إلى سجن «ايشل».
وقالت أماني سراحنة، المتحدثة باسم نادي الأسير لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه على الرغم من هذا «التطور الخطير»، فإن البرغوثي (57 عاما) «يرفض تلقي أي علاج».
وأنكر متحدث باسم مصلحة السجون الإسرائيلية «ملاحظة أي تدهور في صحته»، مشيرا إلى أنه «إن كان البرغوثي يشعر أنه في حالة سيئة، فعليه أن يأكل».
وحذرت كتلة القائمة المشتركة البرلمانية من لجوء سلطات السجون إلى الإطعام القسري لكسر الإضراب. ودعت المشتركة نقابة الأطباء العامة في إسرائيل إلى الإيفاء بتعهدها بعدم السماح لأي طبيب للقيام بإطعام قسري، الذي اعتبرته النقابة نفسها قبل سنوات شكلا من أشكال التعذيب، تبعا للقانون الدولي ومواقف منظمات الأطباء الدولية.
وناشدت المشتركة منظمات حقوق الإنسان والقيادة الفلسطينية والنقابات الصحية الاستعداد لمواجهة هذه الخطوة الخطيرة، التي تعلن السلطات الإسرائيلية جهارا أنها ستلجأ إليها قريبا، استنادا إلى قانون «الإطعام القسري»، الذي أقره الكنيست.
إلى ذلك أكد مسؤولون فلسطينيون ناشطون في مجال الدفاع عن الأسرى، أن عمليات العزل الانفرادي والتنقلات الواسعة ومنع زيارات المحامين، التي طالت الأسرى المضربين، لن تفلح في قطع كل قنوات الاتصال بينهم والخارج،. وقالت إن هناك «خطة مسبقة»، وضعها قادة الإضراب للتعامل مع هذا الموقف، في الوقت الذي استمرت الفعاليات التضامنية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وكشف أحد المسؤولين المتابعين لملف الأسرى، أن المضربين، درسوا كل الاحتمالات قبل بدء المعركة، من بينها شروع إسرائيل بضخ كميات كبيرة من الإشاعات، في مسعى لإحباط عزيمة الأسرى، تكون في مقدمتها تراجع عدد عن الاضراب.
وأكد المسؤول في تصريحات لـ «القدس العربي»، أن هذه الخطة هي ما يحد بالأصل من قدرة الإشاعات الإسرائيلية في التأثير على قادة الإضراب والأسرى المضربين، مشيرا إلى أن هذا الأمر اتبع في إضرابات سابقة عديدة خاضها الأسرى.