يرحل المناضلون تباعًا، لكن شعلة الحرية ستبقى مرفوعة

بيان صادر عن الأمانة العامة لإعلان دمش

يترجل المناضلون واحدًا في أثر الآخر دون أن تصل أحلامهم ونضالاتهم إلى مبتغاها، بأن يعيشوا وشعبهم في دولة ديموقراطية ودولة حريات وقانون وعدالة، حال جدار الاستبداد المنيع دون الوصول إليها بقوة القهر والأمن والسجون والمنافي، ورفيقنا عبد الحميد الأتاسي المولود في حمص 1932كان واحدًا من أولئك الذين حملوا مشعل الحرية منذ شبابه الباكر، كمناضل في صفوف الحزب الشيوعي السوري، وعندما كان يدرس في باريس في خمسينيات القرن الماضي، ناضل بالكلمة إلى جانب الثورة الجزائرية، وعوقب بالفصل من الجامعة، وأضطر لإكمال تعليمه في تشيكوسلوفاكيا، حيث عاد بعدها إلى سورية وعمل في سد الفرات كمهندس، ثم اضطر عام 1976 إلى مغادرة سورية بفعل معارضته نظام الاستبداد، ولم يعد إليها ، وها هو يرحل بعد أن أمضى أربعة عقود ونيف محرومًا من زيارة بلده.

لقد أمضى رفيقنا أبا كمال القسط الأكبر من حياته مناضلًا من أجل حياة ديموقراطية في بلده، فقد كان عضوًا في اللجنة المركزية لحزب الشعب الديموقراطي، ثم كان عضوًا في إعلان دمشق للتغيير الوطني الديموقراطي في أمانة المهجر وعضوًا في مجلسه الوطني في المهجر، وبعد انطلاقة الثورة السورية العظيمة آذار 2011 وتأسيس المجلس الوطني السوري كان عضوًا في أمانته العامة أيضًا.

على المستوى الإنساني فإن كل من عرفوه وتعاملوا معه عن قرب في باريس، يشهدون له بلباقته واحترامه الآخر وحضوره الجميل، وعدم مساومته على أفكاره وقناعاته وحلمه بالتغيير في سورية، التي كان يريدها ككل الوطنيين السوريين منارة للحريات والبناء والابداع، منع الاستبداد والتوازنات الإقليمية والدولية من تحقيق هذا الهدف، على الرغم من التضحيات الهائلة التي قدمها الشعب السوري على مدار ستة عقود، وكان أكثرها مأساوية وكلفة ما شهدته سورية في العقد الأخير على يد النظام وحلفائه الإيرانيين والروس.

يرحل المناضلون تباعًا، لكن شعلة الحرية ستبقى مرفوعة، والشعب السوري مازال على تصميمه بالوصول إلى أهدافه المشروعة في الحرية والكرامة والعدالة.

وداعًا أبا كمال ولترقد روحك بسلام، وخالص العزاء لذويك ورفاقك وكل الأصدقاء.

تحية لأرواح الشهداء
عاشت سورية حرة وديموقراطية

دمشق في 15/7/2021

الأمانة العامة لإعلان دمشق
للتغيير الوطني الديموقراطي