موجع كان هذا الصباح …وأبو يوسف يغادرنا! يترك حلمه العظيم، أمانة في أعناقنا ويمضي … عاش عمره متخفّياً ملاحقاً لعشرين عاماً …مطارداً من أجهزة القمع والاستبداد، مناطحاً كلَّ محاولات الإلغاء المتكررة لحزبٍ آمن بخطه السياسيّ وبرؤيته لسوريا بلداً خالٍ من الاستبداد، وبلداً للحرية والديمقراطيّة والعدالة.
وحين انتخب أميناً أول للّجنة المركزية في الحزب بعد المؤتمر السادس 2005. اضطرَّ بعد فترة قصيرة لأسباب خاصة وضاغطة للتخلي عن منصبه، لكن لم يتخلّ َعن تصميمه في مواصلة عمله الحزبيّ، وظلَّ المدافع الشرس المؤمن بكرامة السوريّ وحقه في حياة أفضل وأفق أرحب، وخاصة بعد اندلاع الثورة التي كان يرقبها ويتهجى تباشيرها في أيّ تفصيل حياتيّ واعد.
ومن المؤلم أبا يوسف أنّك عانيت أوجاع الوطن وفداحة مآلات ثورته مثل كلّ السوريين المقهورين ليكون المرض العضال تعبيراً طبيعيّاً متوقعاً لأيّ منا ولك أيضاً.
يموت شيء فينا حين يموت الأحبة.
ويصمد جزءٌ منا حين يودعوننا أحلامهم ويغادرون
شكراً للسنين التي عرفناك بها … شكراً لحلم تشاركناه معك ودفع بنا نحو قيامة لا ندري آخرها … لكنّها منّا وعلينا وفينا بأجسادنا وأجساد أهلنا وأحبتنا ورفاقنا.
خالص عزائنا لأسرته، ليوسف وريم ولأصدقائه ورفاقه ومحبيه.
دمشق 8/ 12/ 2018
الأمانة المركزية
لحزب الشعب الديمقراطي السوري