أكدت المحكمة الدولية الخاصّة بلبنان أن المتهمين في قضية اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري ينتمون إلى “حزب الله” اللبناني، وأنه يُشتبه بأن لـ “حزب الله” وسوريا مصلحة بالاغتيال، لكن “لا دليل مباشر على علاقتهما بالاعتداء”.

وبدأت المحكمة عند الساعة 12 من ظهر اليوم الثلثاء بتوقيت بيروت، مداولات النطق بالحكم في قضية اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في لاهاي، بحضور الرئيس سعد الحريري وعدد من المتضررين جراء الاغتيال.

والمحاكمة هي محاكمة غيابية لتعذّر معرفة مكان وجود المتهمين الذين لم تحتجزهم السلطات، كما أنهم لم يشاركوا في المحاكمة وذلك على الرغم من أن القضاة قضوا بأن المتهمين على علم بالاتهامات الموجّهة لهم. والمتهمون هم:مصطفى بدر الدين، وسليم عياش، وحسين عنيسي وأسد صبرا، وحسن حبيب مرعي.

ويتكوّن الحكم من نحو 3 آلاف صفحة، بُنيت على تحليل لأدلة الاتصالات وإفادات 297 شاهداً في القضية.

وأكدت المحكمة أن اغتيال الحريري “عمل إرهابي”، وربطت الاغتيال بالسياق السياسي للأحداث في لبنان، معتبرة أن “الخلفيات السياسية وفّرت دافعاً لارتكاب الاعتداء”.

وإذ أكدت أن المتّهمين ينتمون لـ”حزب الله”، أشارت المحكمة إلى أن الأدلة أظهرت سيطرة سوريا على النواحي العسكرية والأمنية في البلاد، وأن اغتيال الحريري تزامن مع زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى لبنان، واجتماع معارضين لسوريا في العاصمة بيروت، لكنّها في الوقت نفسه اعتبرت أن غرفة الدرجة الأولى تشتبه بمصلحة “حزب الله” و”سوريا” بالاغتيال، لكن لا دليل مباشر على علاقتهما بالاعتداء”.

وشدّدت المحكمة على أن متابعة تنقّلات الحريري تؤكد أنه كان يخضع للرصد.
وحول الجريمة وكيفية تنفيذها، أشارت المحكمة إلى استخدام مواد شديدة الانفجار في الاغتيال، لكنّها استنتجت أن الانتحاري الذي نفذ الاعتداء ليس أبو عدس، وأن المتفجرات تم تحميلها في مقصورة شاحنة “ميتسوبيشي” سُرقت من اليابان وبيعت في طرابلس لرجلين مجهولي الهوية.

تحليل للاتصالات

ومن خلال تحليل أدلة الاتصالات، تبيّن أن مستخدمي الهواتف التابعة للشبكة الحمراء أجروا اتصالات قبل اغتيال الحريري بدقائق ولم تُستخدم الهواتف بعدها.
  وفي تفاصيل تحليل الاتصالات، أشارت المحكمة إلى أنه على الرغم من أن عملية نسب الهواتف للمتهمين ومصطفى بدر الدين معقدة، إلا أن المحققين تمكنوا من تحديد نمط استخدام الهواتف وقدّموا أدلة على تورّط عياش عبر نشاطه الخلوي.
  وشرحت أن المتهم سليم عياش لم يسافر لأداء فريضة الحج كما زعم بل بقي في لبنان، وأن أدلة من هاتفين خليويين أثبتت دور المتهم حسان مرعي، وأن بدر الدين شارك في مؤامرة مع المتهمين الـ 4 لاغتيال الحريري، حيث تولّى عملية رصد الشهيد الحريري وقام بتنسيقها مع عياش تمهيداً للاعتداء.

المصدر: “النهار العربي”