كشفت مصادر اميركية رفيعة المستوى أن الولايات المتحدة وروسيا اتفقتا على مبدأ أنه يحق لرأس النظام في سورية بشار الأسد ترشيح نفسه في الانتخابات المقبلة إذا أراد، مشيرةً أن الجانبين اتفقا بخصوص المرحلة المقبلة المتعلّقة بسورية والمتصلة بمستقبل الأسد، وتسوية الأوضاع العسكرية المتعلقة بحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، وجرّ العدد الأكبر من المنظمات المموّلة من دول المنطقة الى طاولة المفاوضات.

وتشرح المصادر التي صرحت لصحيفة الراي الكويتية، يوم الأحد، أن “ما تطلبه روسيا بالفعل هو الاعتراف بشرعية الأسد من المجتمع الدولي، وتالياً ضمان عدم ملاحقته مستقبلاً أو توجيه اتهام (مجرم حرب) له، وعندها يتعلق الأمر بالأسد نفسه إذا أراد المضي في ترشيح نفسه من عدمه، وقد علمنا ان روسيا سألت الأسد إذا كان يرغب في خوض الانتخابات وإذا كان واثقاً من الفوز فأجاب بالإيجاب”، حسب قول المصادر التي لم تذكر الصحيفة اسمها.

 وتوافق الطرفان الروسي والأميركي على أن “مبدأ الانتخابات والمرشحين يتعلّق بالشعب السوري وحده ولن يكون مصدر تجاذب بيننا وبين دول المنطقة، فما على المجتمع الدولي إلا أن يعمل جاهداً لإسقاط الأسد عن طريق صناديق الاقتراع”.

وتؤكد المصادر ذاتها أنه “تم الاتفاق على شخصية رئيس الوزراء المقبل لسورية مهما كانت نتائج الانتخابات الرئاسية على أن يكون شخصاً يوافق عليه الطرفان، وهو رجل أعمال معروف يمثّل المعارضة المعتدلة وستكون له مهمّتان أساسيتان، هما وضع دستور جديد للبلاد، والبدء بإعادة الإعمار والمصالحة الوطنية”.

وتضيف المصادر: “إلا أننا نعي جيداً صعوبة وقف النار وتنفيذه على منظمات تكفيرية سلفيّة ترفض المصالحة مثل جبهة النصرة، وأحرار الشام وغيرهما، إلا اننا اتفقنا على اعتبار كل مَن يرفض وقف النار، برعاية الامم المتحدة، عدواً وهدفاً مشروعاً مهما كان مصدر تمويله أو مرجعتيه السياسية الإقليمية”.

وتلفت المصادر إلى أن أمريكا اكدت لروسيا أنها تحتاج لبعض الوقت لدمج منظمات متفرقة تعمل تحت رايات مختلفة لإقناعها بوقف النار ولتحويل البندقية باتجاه كل فصيل يريد الاستمرار بالقتال، ومن الممكن أن تكون المدة المتفق عليها بـ 6 أشهر قليلة لتحقيق هذا المطلب الأساسي للتحضير للانتخابات. إلا أن روسيا أكدت أن عملياتها العسكرية ضد المتطرفين وكل مَن يقاتل في صفوف (القاعدة) أو تنظيم “الدولة الإسلامية” هي هدف مشروع سيبقى حتى القضاء عليهم جميعاً.

ومن شأن هذا الاتفاق الأمريكي الروسي أن يثير حفيظة المعارضة السورية ورفضها لبقاء الأسد في السلطة، إذ تعتبر هذا الأمر مبدأً أساسياً لا يمكن التنازل عنه، كما أنه قد لا يحظى بموافقة دول غربية وإقليمية تصر على رحيل الأسد عن السلطة.

السورية نت