شدّدت منظمة العفو الدولية على ضرورة الإفراج الفوري عن جميع سجناء الرأي والمعتقلين السلميين لدى النظام السوري، محذّرةً من تفشّي فيروس كورونا المستجد (كوفيد ـ 19) بينهم، سيّما أنّ النظام يمتلك “سجلاً طويلا” في حرمان المعتقلين من تلقي العلاج والأدوية.
وأكّدت المنظمة نهاية الشهر الماضي على وجوب تعاون النظام بشكل كامل مع وكالات الأمم المتّحدة والمنظمات الإنسانية لمنع انتشار فيروس كوفيد 19 في السجون، ومراكز الاحتجاز، والمستشفيات العسكرية في البلاد.
وفي حين قالت إنّ الوباء العالمي (كورونا) يمكن أن ينتشر في معتقلات النظام بسرعة بسبب سوء الصرف الصحي والاكتظاظ الشديد، شدّدت لين معلوف، مديرة البحوث للشرق الأوسط بمنظمة العفو الدولية على ضرورة “الإفراج فوراً، ودون قيد أو شرط، عن جميع سجناء الرأي – وهم النشطاء السياسيون والمدافعون عن حقوق الإنسان، وغيرهم ممن سجنوا لمجرد ممارستهم لحقوقهم بصورة سلمية. كما ينبغي النظر في الإفراج المبكر أو المشروط عن السجناء المعرضين لخطر شديد، مثل السجناء المسنين أو أولئك الذين يعانون من ظروف صحية خطيرة”.
وزادت بأنّ لدى النظام “سجل طويل في حرمان السجناء والمحتجزين من تلقي الرعاية الطبية والأدوية التي هم في أمس الحاجة إليها. ويجب أن يحصل كل شخص محتجز على خدمات الوقاية والعلاج حيث أن وباء فيروس كوفيد – 19 يهدد الحياة”، حسبما نقل الموقع الرسمي للمنظمة.
وطالبت 43 منظمة حقوقية ومجموعات سورية معارضة في بيان مشترك الشهر الماضي، النظام السوري “بالإفراج الفوري عن المسجونين والمحتجزين السياسيين والحقوقيين، وعدم القيام بأي عمليات اعتقال جديدة” للحد من انتقال الفيروس.
جرائم ضد الإنسانية
ولا يوجد أرقام دقيقة لعدد المعتقلين في سجون النظام السوري إلّا أن الأمم المتّحدة تقدّر أعدادهم مع المفقودين أو المختطفين منذ عام 2011، إلى 2019 بنحو 100 ألف شخص، فيما وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان اعتقال النظام لنحو 130 ألف شخص.
وقد خلصت منظمة العفو الدولية إلى أن استخدام النظام بشكل ممنهج للتعذيب، والوفيات الجماعية للمحتجزين في مراكز الاحتجاز في سوريا، يرقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية.
وقد وثقت منظمة العفو الدولية بشكل مستفيض الظروف اللاإنسانية في السجون العسكرية في سوريا، بما في ذلك صيدنايا، ومراكز احتجاز أخرى. وتشمل هذه الظروف الاكتظاظ الشديد في الزنازين، وعدم الحصول على الأدوية وتلقي العلاج الطبي، وعدم توفر مرافق الصرف الصحي، والغذاء، والمياه. كما أبلغ محتجزون سابقون منظمة العفو الدولية أنهم احتُجزوا في زنازين لعدة أيام مع جثث لمحتجزين توفوا في الحجز. وقال آخرون إنهم تعرضوا للتعذيب والمعاملة السيئة.
وفي عام 2014، أثارت 55 ألف صورة لأحد عشر ألف معتقل قضوا تحت التعذيب في معتقلات النظام، الرأي العام العالمي، بعد أن سرّبها سوري منشّق عن النظام معروف باسم “قيصر”.
وأظهرت الصور جثاميناً لمعتقلين يحملون على جباههم أرقاماً، بعضهم بلا عيون، وعليهم آثار التعذيب.
كورونا في سوريا
في آخر إحصائية أعلنت عنها وزارة الصحة التابعة للنظام وصل عدد المصابين بالفيروس 16 إصابة بينهم وفيّتان، حيث أعلنت الصحة الخميس عن 6 حالات إضافية.
وفرض النظام اليوم الحجر الصحّي على بناء في شارع الحرامات في منطقة السيدة زينب بسبب الاشتباه بحالة إصابة بالفيروس، لتكون المكان الثاني الذي يخضع للحجر الصحي، حيث أعلنت الصحّة أمس أنّها قرّرت عزل بلدة منين في ريف دمشق، التي توفيت فيها امرأة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد ـ 19) قبل 3 أيام، وسط مخاوف من تفشّي الفيروس.
وتشير تقارير صحافية إلى أن عدد المصابين بالفيروس أكبر من المعلن عنه، متّهمةً النظام بالتكتّم عن تلك الحالات.