عبّر رئيس فريق منظمة الصحة العالمية للوقاية من الأخطار المعدية عبد النصير أبو بكر عن قلقه من نقص حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد المبلغ عنها في سوريا واليمن.

وقال لشبكة “سي أن أن”: “نتوقع إنفجاراً في الحالات، معظم هذه البلدان لديها حالات باستثناء سوريا واليمن وهذا يشعرنا بالقلق بعض الشيء، لأن الدول التي قد لا تكون لديها حالات هي ذات صحة ضعيفة ونظام مراقبة ضعيف”.

وأضاف: “في حالة سوريا، أنا متأكد من أن الفيروس ينتشر لكنهم لم يكتشفوا الحالات بطريقة أو بأخرى، هذا هو شعوري، لكن ليس لدي أي دليل لإظهاره، ولكن عاجلاً أم آجلاً، قد نتوقع انفجار حالات هناك”.

وأوضح أبو بكر، أن”غالبية حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في الشرق الأوسط تتعلق بالسفر إلى إيران”.

وأكد أبو بكر أن الشرق الأوسط تصرف بشكل أسرع مما فعله الأوروبيون في التعامل مع إنتشار الفيروس، ومع ذلك فإن “التدخلات غير العادية” لإيران كما وصفها، جاءت “متأخرة للغاية”.

في المقابل ما زال النظام يؤكد عدم تسجيل أي إصابات بالفيروس في البلاد، ووفقاً لوزارة الصحة السورية، فإن من بين 103 إختبارات أجريت حتى الآن على المرضى الذين يعانون من أعراض مشبوهة، لم تثبت أي حالة إصابة.

وتساءلت صحيفة “لوموند” الفرنسية عن السر وراء عدم إعلان النظام السوري لأي حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد، الذي تسبب في وفاة أكثر من 8800 شخص حول العالم.

وقالت في تقرير: “في الوقت الذي تكافح جميع دول المنطقة المرض، لم تسجل أية حالة إصابة في سوريا”، مضيفة باستغراب “مع ذلك يؤكد نظام بشار الأسد أن الشعب سليم من كوفيد- 19”.

وعلّقت الصحيفة على قول وزير الصحة نزار يازجي إن “الجيش السوري طهّر سوريا من العديد من الجراثيم ولا توجد حالة من الفيروسات التاجية في الوقت الراهن”، بالقول: “يبدو إن يازجي كان يقصد المعارضين لنظام بشار الأسد بقوله الجيش طهّر الجراثيم”.

وأضافت “لوموند” في تقريرها: “من غير المعقول ألا تتأثر البلاد، نظراً للعلاقات الوثيقة مع إيران، المصدر الرئيسي لانتشار الفيروس في الشرق الأوسط، فبالإضافة إلى آلاف من رجال الميليشيات، الذين تم حشدهم إلى جانب القوات الحكومية، ترسل طهران إلى سوريا العديد من مجموعات الحجاج إلى المزار الشيعي السيدة زينب جنوبي دمشق”.

ونقلت “لوموند” عن دبلوماسي غربي يعمل في الملف السوري قوله “السلطات السورية في حالة إنكار ومنظمة الصحة العالمية عالقة هناك”، مضيفاً “ممثل المنظمة في دمشق يعرف جيداً أنه إذا أصدر بياناً يتناقض مع موقف الحكومة، سيتم وضعه على متن طائرة، وهو ما لا نرغب فيه”.

أما صحيفة “يو أس نيوز” نقلت عن المتحدث باسم منظمة إنقاذ الطفولة غير الحكومية في وحدة الاستجابة في سوريا أمجد يمين قوله “الحقيقة هي أنه بعد تسع سنوات من الصراع، تم تدمير النظام الصحي والبنية التحتية التي ستكون حيوية في مواجهة أي حالة طوارئ صحية عامة”.

وأضاف يمين “سيكون من الصعب للغاية السيطرة على تفشي المرض بين ما يقرب من مليون نازح جديد في ظروف مزدحمة يعوقها قتال شرس”.

وأمر النظام بإغلاق المدارس وتطهير الحافلات ومطار دمشق ظاهرياً كإجراءات وقائية، وأمرت الحكومة أيضاً الثلاثاء بإغلاق المطاعم وصالات الرياضة وأماكن التجمع الأخرى.

المدن