Fire and explosions are seen in what purported to be the Mountain 47 region, countryside south of Hama city, Syria, April 29, 2018 in this picture obtained from social media. Abody Ahfad Khaled /via REUTERS THIS IMAGE HAS BEEN SUPPLIED BY A THIRD PARTY. MANDATORY CREDIT. NO RESALES. NO ARCHIVES. MANDATORY CREDIT. CREDIT: ABODY AHFAD KHALED

قُتل فجر أمس 26 مسلحاً غالبيتهم إيرانيين، إثر ضربات صاروخية استهدفت قواعد عسكرية تابعة لقوات النظام السوري في وسط وشمال البلاد، توجهت أصابع الاتهام إلى إسرائيل التي لم تؤكد أو تنفي كعادتها. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن مقر اللواء 47 في حماة (وسط) ومطار النيرب في حلب (شمال)، حيث تتمركز قوات إيرانية، تعرضا لضربات صاروخية ليل- الأحد، تسببت في سقوط «26 قتيلاً بينهم أربعة سوريين والغالبية من الإيرانيين، إضافة إلى مقاتلين من ميليشيات موالية لإيران من جنسيات أجنبية». وأوضح مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن أن الموقعين المستهدفين يضمان «مستودعات صواريخ أرض- أرض»، لافتاً إلى أن «طبيعة الأهداف ترجح أن تكون الضربة إسرائيلية»، فيما نقلت صحيفة تشرين السّورية عن مصادر ميدانية قولها إن الهجوم جاء انطلاقاً من القواعد الأميركية والبريطانية شمال الأردن، وقالت على صفحتها على موقع «فايسبوك» إن الهجوم كان عبر إطلاق 9 صواريخ على القواعد العسكرية.

وكانت وكالة الأنباء السورية (سانا) نقلت عن مصدر عسكري قوله: «عدوان جديد تعرضت له بعض المواقع العسكرية في ريفي حماة وحلب بصواريخ معادية»، من دون أن يحدد الجهة التي أطلقتها.

وتضاربت الروايات الإيرانية بين تأكيد ونفي مقتل عسكريين إيرانيين، جراء القصف الصاروخي، فبينما أكدت وكالة «إيسنا» أن هناك 18 عسكرياً إيرانياً من بين 40 قتيلاً و60 جريحاً سقطوا، نقلت وكالتا «تسنيم» و «فارس» التابعتان للحرس الثوري، عن مصدر مطلع نفيه لوجود إيرانيين بين القتلى. ونقلت «تسنيم» تأكيد قائد لواء فاطميّون أن «قاعدة اللواء قرب مدينة حلب سالمة مئة بالمئة، ولم يقتل أحد من عناصره». وفي رد على أسئلة إذاعة الجيش الإسرائيلي، قال وزير النقل الإسرائيلي المكلف بالاستخبارات إسرائيل كاتس إنه «ليس على علم بالحادث».

ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ ضربات في سورية، لكن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان توعد في مناسبات عدة الشهر الماضي، بأن «كل موقع نرى فيه محاولة لتموضع إيران عسكري في سورية سندمره، ولن نسمح بذلك مهما كان الثمن».

وغداة القصف، التأمت الحكومة الإسرائيلية المصغرة للشؤون الأمنية والسياسية (كابنيت). وقالت مصادر صحافية إسرائيلية إنه تقرر عقد الاجتماع على عجل، وأنه تمت الإشارة في دعوة الوزراء للاجتماع إلى أنه سيدور حول مصير الاتفاق النووي مع إيران، وأنه سيتم إطلاعهم على «تطور» في الموضوع، لم تُشر إلى طبيعته. وأشارت صحيفة «هآرتس» إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو تحادث هاتفياً مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، للمرة الثانية خلال الشهر، قبل الأخبار عن تعرض المواقع في سورية إلى القصف وأنهما تناولا «المشكلات الناجمة عن نشاط النظام الإيراني في الأراضي السورية الذي يزعزع الاستقرار في المنطقة». وجاءت المحادثة بعيد لقاء نتانياهو في القدس وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو. ولم تستبعد الصحيفة أن يكون هدف القصف أمس التشويش على مساع إيران للانتقام من قصف (إسرائيل، كما يبدو) مطار «تيفور» ومقتل عدد من جنودها قبل أسبوعين. وكتب المعلق العسكري في الصحيفة عاموس هارئيل أن «ثمة شعوراً برياح حرب يقودها نتانياهو على إيران مدعوماً بقوة من الرئيس الأميركي». وأضاف أن «الهجوم الخامس المنسوب لإسرائيل منذ أيلول (سبتمبر) الماضي لا يترك مجالاً للشك بأن إسرائيل عازمة بكل قوتها على طرد القوات العسكرية الإيرانية من سورية». ووصف المعلق ما يدور على حدود إسرائيل الشمالية بـ «مواجهة مباشرة ومتواصلة بين إسرائيل وإيران حددت فيها إسرائيل الخط الأحمر، وأعلنت أنها مستعدة لفرضه بالقوة». وزاد أن نتانياهو يعيش «مزاجاً ترامبياً» وأنه على الرغم من مشكلاته الداخلية (داخل الائتلاف الحكومي) فإن القضايا الأمنية ما زالت في رأس اهتماماته ومستعد للمخاطرة إلى درجة المجازفة، «وهذه المرة، وفي شكل استثنائي تدعمه المؤسسة الأمنية، وليس كما كان قبل سنوات حين عارضت الأخيرة قصف المواقع النووية في إيران».