مناف الحمد

“لما كان التخندق الأيديولوجي بين التيارات المختلفة معضلة كبرى أسهمت الأحداث الهائلة في كشفها أكثر، إن لم تسهم في تكريسها أيضًا، فإن الوصول إلى مشتركات بين المنتمين إلى تيارات مختلفة – يمثل القطبين المحوريين لها التياران الإسلامي والعلماني غير ممكن إلا عبر حوار جاد يتطلب أداتين أساسيتين:

الأولى: أن يكون اختيار الوسائل بدالة الغايات المتفق عليها، وهي غايات نظن الوصول إلى ضبطها وتحديدها سهلًا كلما كانت غايات عامة تمسّ مصلحة الإنسان من حيث هو. وهو ما يسمى بالاستدلال الحواري الذي يختلف عن الاستدلال البرهاني الذي طالما أرهق المتحاورين؛ لأنه يناقش قضايا جدلية يحاول كل طرف إثباتها إثباتًا قطعيًا، ودون ذلك خرط القتاد.

والثانية: الوعي بالمغاير، وهو وعي لا يكتفي بالانطلاق من منظور واحد، وإنما وضع المحاور نفسه في وضع محاوره، وتفهم موقفه ومنطلقاته للخروج من الوعي بالذات والوعي بالمغاير إلى وحدة جدلية أرقى. وهو ما يثمر تقاربًا في المواقف العملية تجاه مسائل سياسية ومجتمعية واقتصادية وثقافية مثل طبيعة النظام السياسية، والموقف تجاه الحريات العامة، والموقف تجاه فصل السلطات وغيرها…”

 

يمكن الاطلاع على البحث كاملًا من خلال الرابط