-الجيش الروسي سيبقى سنواتٍ طويلةٍ على الأراضي السورية، ولن ينسحب منها، حتى ولو تم القضاء على تنظيم داعش-الوجود الروسي على الأراضي السورية لا يعتبر بالنسبة لإسرائيل أمرًا سلبيًا، بل بالعكس، فإن الجيش الروسي يمكنه أنْ يعمل على تهدئة حزب الله، وحتى منعه من القيام بعمليات عسكرية ضد أهداف إسرائيلية، انطلاقًا من الجزء المحرر من مرتفعات الجولان.

–  المخابرات الإسرائيلية تؤكد بشكل غير قابل للتأويل بأن محادثات جنيف بين المعارضة والنظام لن تُفضي إلى حل سياسي للحرب الأهلية الدائرة في سورية.

مجلة العصر-

نقلت تقارير إعلامية عن مصادر أمنية إسرائيلية أن روسيا باشرت مؤخرا ببناء مدينة عسكرية كبيرة جدا على الأراضي السورية، إلى الجنوب من مدينة اللاذقية، بعد اتفاق بين النظامين الحاكمين في كل من دمشق وموسكو.

ورأت هذه المصادر في هذه الخطوة، التي اعتبرتها إستراتيجية، تؤكد على أن الجيش الروسي سيبقى سنواتٍ طويلةٍ على الأراضي السورية، ولن ينسحب منها، حتى ولو تم القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، على حد تعبيرها.

ووفقا لمحلل الشؤون الأمنية والعسكرية في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، أليكس فيشمان، فإن الاتفاق بين فلاديمير بوتن وبشار الأسد تم التوصل إليه مؤخرًا، وهو شبيه إلى حدٍ كبير بالاتفاق الذي تم التوقيع عليه بين البلدين في الخامس والعشرين من شهر أغسطس من العام الماضي، والذي يسمح للجيش الروسي باستخدام مطار الحميميم.

ونقلت مصادر روسية أن الرئيس بوتين يريد الحفاظ على التوازن العسكري في سورية ومنع انهيار قوات النظام، لفرض تسوية سياسية وتشكيل هيئة حكم انتقالية على أساس بيان جنيف.

كما أشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن مجموعة من الضباط والجنود الروس وصلت في الثلث الأخير من شهر أغسطس الماضي إلى قاعدة “حميميم” العسكرية في جبلة قرب اللاذقية، وهي تشغل قسمًا من “مطار باسل الأسد الدولي”، وتحدثت الصحيفة عن أراضٍ واسعة محاذية، أُقيمت فيها البنى التحتية لمطار ومعسكر يضم طيارين ومغاوير، ربما يصل عددهم، الآن، إلى ألف عسكري، لكنه سيصل، على الأرجح، إلى ثلاثة آلاف.

ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مصادر إسرائيلية وغربية مُتطابقة قولها إن الانخراط الروسي في سورية تضمن إرسال ضباط رفيعي المستوى وتسليم مقاتلات ميغ-31 الاعتراضية وطائرات استطلاع، إضافة إلى ذخيرة وقوة تدميرية أكبر، ووصول ناقلات جند ومشاركة روسية في بعض المعارك من بينها المواجهات مع مقاتلي المعارضة في ريف اللاذقية، على حد تعبيرها.

وأفادت المصادر الإسرائيلية، نقلا عن صحيفة (يديعوت أحرونوت)، أن المدينة العسكرية الروسية على الأراضي السورية ستمتد على مساحة عشرات الكيلومترات، زاعمة أنه بحسب الاتفاق بين دمشق وموسكو لا يُسمح لأي سوري بالدخول إلى المدينة الجديدة، التي ستكون سرية للغاية، وأن السماح للسوريين بالدخول إليها، يتم بعد الحصول على إذن من قائد المدينة الجديدة، التي أطلقت عليها المصادر في تل أبيب اسم “روسيا الصغيرة”، لافتة إلى أنها ستكون مدينة روسية مستقلة بالمرة، ولا يُسمح للسوريين باعتراض من يخدمون فيها، بما في ذلك، لدى دخولهم أوْ خروجهم من سورية عبر المطارات، أيْ أنهم سيتمتعون بحصانةٍ.

وأشار المحلل الإسرائيلي إلى أن ما يقُض مضاجع صناع القرار في تل أبيب هو أن إقامة هذه المدينة تحمل في طياتها رسائل عديدة لأطراف مختلفة، وأهمها بالنسبة للدولة العبرية، أنها إذا أرادات العمل العسكري، البري، البحري أوْ الجوي، على الأراضي السورية، يتحتم عليها التفكير في ذلك مرتين على الأقل، لأن موسكو لن تسكت عن هكذا خطوات عسكرية، بحسب المصادر الإسرائيلية.

في السياق ذاته، نقل المحلل “فيشمان” عن مصادره في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قولها إن التقدير السائد لدى المخابرات الإسرائيلية يؤكد بشكل غير قابل للتأويل بأن محادثات جنيف بين المعارضة والنظام لن تُفضي إلى حل سياسي للحرب الأهلية الدائرة في سورية.

 وأضافت الصحيفة العبرية قائلة إن الوجود الروسي على الأراضي السورية لا يعتبر بالنسبة لإسرائيل أمرًا سلبيًا، بل بالعكس، فإن الجيش الروسي، أضافت المصادر، يمكنه أنْ يعمل على تهدئة حزب الله، وحتى منعه من القيام بعمليات عسكرية ضد أهداف إسرائيلية، انطلاقًا من الجزء المحرر من مرتفعات الجولان.