السيد مستشار جمهورية ألمانيا الاتحادية أولاف شولتزا المحترم

باسم حزب الشعب الديمقراطي السوري، نتقدم لكم وللحكومة الاتحادية بأكملها بتهانينا القلبية بمناسبة توليكم مقاليد الحكم.

نحن الديموقراطيون السوريون تابعنا باهتمام كبير تشكيل الحكومة الفيدرالية الجديدة. واطلعنا بارتياح على نتائج اتفاق التحالف الحكومي. لقد حددتم أهدافًا عالية لصالح الشعب الألماني، وأعلنتم بنفس الوقت التزامكم بالسلام العالمي والعدالة الاجتماعية العالمية. نشارككم التطلع لهذه الأهداف السامية التي تستحق النضال من أجلها، خاصة في بلدنا سوريا.

تتمتع جمهورية ألمانيا الاتحادية بثقل خاص في أوروبا، وهي شريك مهم في المجتمع الدولي. ونحن كحزب عضو في التحالف التقدمي العالمي، نتابع عن كثب أهداف السياسة الخارجية الألمانية التي سيكون لها انعكاسات على الوضع في بلدنا سوريا.

إن تحديات عصرنا، مثل مكافحة وباء كورونا، والنضال من أجل حماية المناخ، ومكافحة الفقر، والنضال من أجل السلام والحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية، هي مهمة مشتركة في زمن العولمة، وتتطلب تعاونًا وثيقًا من القوى التقدمية. والتضامن العالمي المتبادل.

اسمحوا لنا سيادة المستشار أن نقدم لمحة عن الوضع الراهن في سورية:

لقد عانينا نحن السوريين الكثير من الحروب والإرهاب والتهجير والدمار على مدى السنوات العشر الماضية. وسوريا اليوم هي في الواقع دولة محتلة ومدمرة اقتصاديًا. وصارت بلادنا ساحة معركة لخمسة جيوش ومليشيات أجنبية عديدة. فبعد أن ضمنت روسيا وإيران بقاء نظام دمشق، تعملان على ترسيخ وجودهما الدائم في سوريا. وفي غضون السنوات الماضية، وسعت إيران هيمنتها بشكل كبير على المجالات الاقتصادية والعسكرية، وكذلك على التعليم والثقافة في سوريا. وحكام طهران يعملون على التغيير الديمغرافي في البلاد، والبقاء فيها بقوة السلاح وضد رغبة الشعب السوري وإرادته.

إن أحداث العقد الماضي في سوريا هي نتيجة سياسة نظام وحشي، استهان بكرامة السوريين وحقهم في حياة حرة كريمة . واقترف نظام الأسد جرائم موصوفة بحق الشعب، فقام بقتل وتعذيب وتشريد الناس. لهذا يجب محاكمته أمام محكمة دولية لتحقيق العدالة وإنصاف الضحايا.

منذ بداية الثورة السورية، ناضلنا من أجل الحل السياسي، لأنه السبيل الوحيد لمنع الموت والدمار في سوريا. وهو يرتكز على الاعتراف بحقوق الشعب وفقاً لإعلان جنيف 1 الصادر عن الأمم المتحدة عام 2012 والقرارات الأممية ذات الصلة. واليوم، بعد تدمير سوريا واحتلالها، وفرار أكثر من نصف سكانها، قدمنا رؤيتنا من أجل إيجاد حل للقضية السورية على النحو التالي:

. 1- خروج جميع قوى الاحتلال الأجنبية والميليشيات الطائفية من البلاد

2- تأمين عودة طوعية وآمنة للاجئين السوريين إلى أراضي أجدادهم تحت حماية الأمم المتحدة دون خوف من الاعتقال والملاحقة والتصفية.

3- تنفيذ انتقال سياسي للسلطة وفق مخطط مجلس الأمن الدولي وقراراته، بعيدا عن دولة الأسد الدموية. والعمل على بناء دولة دستورية ديمقراطية تعددية، وفق جميع القرارات الأممية.

إن التطبيع مع نظام الأسد لا يمثل حلاً سياسياً لسوريا، بل يشجع المستبد على متابعة جرائمه في القتل والتدمير. وليس لإعادة إعمار بلدنا أن تبدأ إلا بعد أن يتحقق الحل السياسي بدون الأسد.

السيد المستشار:

نتمنى لكم التوفيق في نضالكم لتحقيق أهداف حكومتكم من أجل التقدم والرفاهية، ومن أجل السلام والمساواة والعدالة الاجتماعية.

جورج صبرة                                                       

الأمانة المركزية لحزب الشعب الديمقراطي السوري                              14 كانون الأول 2021