نيويورك – «الحياة»
أكدت الولايات المتحدة أنها وحلفاءها لن يشاركوا في إعادة إعمار سورية ما لم تنطلق عملية سياسية «ذات صدقية» سريعاً، على أن تؤدي هذه العملية الى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة «لأنه خسر شرعيته وحقه في السلطة».
وأعلن مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى دايفيد ساترفيلد بعد اجتماع وزراء خارجية 16 دولة والاتحاد الأوروبي بمبادرة من وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ليل الأثنين -الثلثاء أن الوزراء «أجمعوا على أن العمل العسكري والأمني وحده قد يؤدي الى انخفاض العنف لكنه لن ينتج سورية مستقرة»، مشدداًَ على أن «عملية سياسية ذات صدقية تعكس إرادة غالبية السوريين هي فقط ما يمكن أن يحقق هذا الهدف».
وقال ساترفيلد بعد الاجتماع «يجب أن تكون هناك عملية سياسية لكي تتم المشاركة الدولية في إعادة إعمار سورية».
وضم الاجتماع وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والأردن وتركيا وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر وكندا وهولندا والدنمارك والنروج والسويد وممثلة السياسة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغوريني ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جفري فلتمان، وعقد في مقر إقامة تيلرسون في فندق «بالاس»، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال ساترفيلد في لقاء صحافي بعد الاجتماع إنه «لا يمكن النظام (السوري) وداعميه إعلان النصر بناء فقط على خريطة ومواقع ملونة على الأرض. ومن دون عملية سياسية فإن المجتمع الدولي، كل الدول التي شاركت في الاجتماع اليوم، لن تساهم في إعادة الشرعية أو إعادة الإعمار في سورية»، مؤكداً في الوقت نفسه التزام هذه الدول استمرار دعم المساعدات الإنسانية في سورية.
وأوضح أن العملية السياسية ترتكز على مسار جنيف الذي ترعاه الأمم المتحدة، مشيراً الى أن الاجتماع تناول «كيفية إعادة التركيز على جنيف والمسار السياسي». وقال إن «الجميع أشار الى ضرورة البراغماتية والعملانية والواقعية، لكنهم أوضحوا أن ذلك لا يعني القبول بمصير يحدده النظام وداعموه بل أن نعمل على الانتقال بأسرع وقت من الحلول العسكرية أو الأمنية الى الخطوة التالية والتي هي بصراحة الخطوة الأصعب، وهي الانخراط السياسي».
وقال ساترفيلد إن «هزيمة داعش لا شك آتية وهي تتقدم بأسرع مما توقعنا، وهذا هو القسم السهل أما القسم الصعب فهو العملية السياسية التي أشدد على أن كل المشاركين هنا يؤمنون بها».
وعن الوجهة التي يجب أن تأخذها العملية السياسية قال «نحن لا نرى أن الأسد سيبقى (في السلطة) في نهاية العملية السياسية لأنه خسر شرعيته وحقه في الحكم، ولكن هذا قرار يعود الى الشعب السوري، وهو نتيجة العملية السياسية وعلى هذه العملية أن تبدأ».
وزاد أن الانتقال إلى العملية السياسية ضروري «في أسرع وقت لكي نصل إلى سورية غير مقسمة ومستقلة، وحيث لا يعمل وكلاء لأي دولة خارجية فيها، إيران وسواها، وهذا ما توافق عليه كل المشاركين».
وحذر من أنه ما «لم تتم إعادة إعمار سورية وإن لم يتحقق الاستقرار الفعلي، ليس بالعمل العسكري وحده، سيتجدد العنف الذي قد يأتي تحت مسميات جديدة، قد لا يكون داعش أو النصرة أو القاعدة ولكنه قد يكون شيئاً آخر».
وكان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أكد موقفاً مماثلاً، إذ قال إن بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا ودولاً أخرى لن تدعم إعادة بناء سورية حتى يكون هناك انتقال سياسي «بعيداً عن الأسد».
وقال جونسون «نعتقد أن السبيل الوحيد للمضي قدماً هو تسيير العملية السياسية وأن نوضح، كمجموعة ذات تفكير متشابه، للإيرانيين والروس ونظام الأسد أننا لن ندعم إعادة بناء سورية حتى تكون هناك عملية سياسية كهذه وهذا يعني، كما ينص القرار 2254، بأن يكون هناك انتقال سياسي بعيداً عن الأسد».