تقرير عن المشاركة في مؤتمر “النزاعات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”

بتنظيم ودعم من مركز أولف بالمة الدولي والحزب الاجتماعي الديمقراطي في السويد ومشاركة أحزاب ومنظمات وناشطين من السويد، الهند، البرازيل، باكستان، اسبانيا، تركيا، كردستان العراق، قبرص، صربيا، أرمينيا، سوريا، تونس، ليبيا، لبنان، فلسطين، مصر، البحرين، الجزائر، الصحراء الغربية، وممثل عن حزب ميريتس اليساري الاسرائيلي، أقيم في العاصمة استوكهولم بين 8 و 9 كانون الأول 2017 مؤتمر النزاعات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا . مثّل حزب الشعب الديمقراطي السوري في المؤتمر كل من الرفيقة ناديا دريعي والرفيق إسماعيل الصبان.

برنامج المؤتمر مكون من 8 جلسات حوارية بالاضافة الى زيارة للبرلمان السويدي واجتماع مع وزيرة التجارة ووزيرة السويد في الاتحاد الاوربي Anna linde. شارك وفد حزبنا في جميع الجلسات الحوارية وأقام اتصالات وجلسات مع معظم المشاركين على هامش المؤتمر، عرّف خلالها عن حزب الشعب الديمقراطي السوري وشرح للوفود حقيقة القضية السورية ووجهة نظر الحزب من القضايا الإقليمية معتمدين في ذلك على بيانات الحزب ووثائقه لا سيما الرسالة السياسية الأخيرة للحزب.

التقى الرفيق إسماعيل خلال المؤتمر مع رئيس الاتحاد الدولي للشباب الديمقراطي الذي هو بنفس الوقت ممثل عن حزب القوات اللبنانية – هذا الاتحاد الذي يضم 142 حزباً سياسياً من 88 دولة تغطي القارات الخمس ومقره في بروكسل – بلجيكا كان قد نظّم نشاطات منذ العام 2011 لدعم الثورة السورية في أكثر من 37 دولة حول العالم – وبحث معه متطلبات وآليات الانضمام الى هذا الاتحاد وتم التوافق على إبقاء التواصل مفتوحاً بهذا الخصوص، كما التقى مع رئيسة الاتحاد الدولي للشباب وهو تجمع شبابي عالمي مقره ايطاليا لا يضم في عضويته أي حزب سياسي وإنما منظمات مجتمع مدني وأعضاء مستقلين ويعمل بدعم من قبل شخصيات عدة منها الأميرة بسمة بنت سعود بن عبد العزيز آل سعود وتم ابلاغ الرفيق أنه لا يمكن الانضمام للاتحاد بصفة سياسية وإنما بصفة شخصية. كما التقت الرفيقة ناديا مع وفد حزب التكتل التونسي والحزب الديمقراطي الاجتماعي المصري وممثل عن الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان كانت أيضاً قد التقت معهم في مؤتمر سابق.

وعلى الرغم من ضيق الوقت وكثافة برنامج المؤتمر وبعض المشاكل التنظيمية لدى المنظمين وعدم تخصيص جلسة خاصة للحديث عن الوضع السوري، الأمر الذي اعتذرت عنه الجهة المنظمة أمام جميع المشاركين، إلا أن وفدنا خرج من المؤتمر بانطباع ايجابي خاصة لجهة النقاشات التي دارت خلال الجلسات والاتصالات التي تمت مع المشاركين على هامش المؤتمر ونعتقد أن المشاركة في هكذا مؤتمرات هامّة للغاية بالنسبة للرفاق حيث تكسبهم خبرات جديدة وتوسع أمامهم آفاق العمل وكذلك للحزب بشكل عام عبر تبادل ومشاركة ما اكتسبه الرفاق مع بقية رفاقهم في منظمات الحزب. أبدى المنظمون شكرهم وتقديرهم لمشاركة وفد حزبنا في المؤتمر ومساهمتنا في إنجاحه، شفهياً وخطياً خلال رسالة وصلتنا عبر البريد الالكتروني.

ملاحظة : ملحق بالتقرير ملخص عن الجلسات وأهم ما دار فيها.
15-12-2017
حرّر التقرير
الرفيق إسماعيل الصبان

ملحق : الجلسات وأهم ما دار فيها.
الجلسة الأولى : الأمم المتحدة وحل النزاعات
أدار الجلسة رئيس مركز أولف بالمة وأهم ما قالته : إن قيادات بلادكم ليس لديها القدرة والرغبة في حل النزاعات بل هي من تقوم باشعالها، لذلك أنتم هنا اليوم من أجل المساعدة في ذلك وبحث إزالة العقبات التي تقف في طريق حل النزاعات وتحقيق السلام، نحن نؤمن بشكل مطلق بإمكانية التغيير ولدينا أمل كبير بكم.

ضيف الجلسة الأولى هانس كوريل : مستشار في الامم المتحدة ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون القانونية لمدة عشر سنوات وكان مستشار كوفي عنان أثناء مهمته في العراق وكذلك أثناء مهمته كمبعوث الى سوريا.
تحدث عن فشل الأمم المتحدة في حل النزاعات وعن أهمية إصلاح مجلس الأمن وكان قد أعد دراسات لهذا الشأن وأكد على ضرورة تفعيل قانون الحماية الدولية للشعوب التي تتعرض للإبادة من قبل حكوماتها.

قدّم الرفيق اسماعيل مداخلة تحدث فيها عن الوضع في سوريا ووجه سؤالا للمستشار هانس :” سعادة المستشار كونك خبير قانوني دولي وعلى دراية واطلاع عن كثب على الوضع السوري، فأنتم تعلمون حقيقة المأساة في سوريا والتي وصفت من قبل الأمم المتحدة بأنها الكارثة الإنسانية الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية، لقد حاول السوريون شتى الطرق والوسائل وطرقوا جميع الأبواب ، مجلس الأمن مقفل بوجهنا عبر الفيتو الروسي، عدة جولات من المفاوضات في جنيف وفيينا واستانا لم تجد نفعا، ولا زالت المذبحة مستمرة في سوريا، فما الذي يمكن أن نفعله الآن ؟ وهل من الممكن أن نرى يوماً ما من ارتكب جرائم حرب في سوريا وجرائم ضد الانسانية يمثلون أمام محكمة دولية؟”

أجاب المستشار هانس بمداخلة مفصلة على الشكل التالي :
دعوني أبدأ من الوضع في العراق ، عندما ذهب كوفي عنان الى العراق كان له مستشاران الأول الأخضر الابراهيمي والثاني أنا، وكنا قد أرسلنا قبل ذهابنا الى العراق شخص للقاء الرئيس صدام حسين واستطلاع الوضع قبل وصولنا هل تعلمون من كان هذا الشخص ؟؟ إنه ستيفان ديميستورا !!
وكما رأيتم الذين فشلوا في العراق ، فشلوا أيضاً في سوريا . قبل استقالة كوفي عنان من مهمته في سوريا بأسبوع اتصل بي وأبلغني أنه سيستقيل وعندما سألته عن المستجد ، قال لي : “يا هانس لا يريدون حل الأزمة في مجلس الأمن ولكن إدارتها”.
أثناء عملي في الأمم المتحدة كان سيرغي لافروف لا يزال مندوب روسيا ولقد تعرفت إليه عن قرب وعندما أنهى مهمته في الأمم المتحدة وعاد إلى بلاده ليستلم منصب وزير الخارجية الروسي قلت أن هذا الرجل لن يساهم في السلام العالمي.
لقد قلت للجميع أنه حتى يكون هناك حل في سوريا يجب على مجلس الأمن أن يتحرك وإن لم يتحرك مجلس الأمن سنواجه سوريا أخرى في مكان ما من العالم، ماذا يمكن فعله الآن ؟ بصراحة لا أعلم . ولكني على يقين أن مجرمي الحرب في سوريا سيمثلون يوماً ما أمام المحاكم دولية كما مثل المجرمون في دول أخرى أمام محاكم دولية ونالوا ما يستحقون ولكن علينا جمع وتوثيق الأدلة المطلوبة وهذا ما نعمل عليه.

الضيف الآخر في الجلسة كانت سارة سميث مسؤولة برنامج السلام في مؤسسة داغ همرشولد وبدورها تحدثت عن المنظمة ودورها على الصعيد الدولي في تعزيز ثقافة الحوار والسلام ودعم الشباب فيما يتعلق بتطبيق قرار الأمم المتحدة 2250 الصادر عام 2015 والذي يتحدث عن دعم وتمكين الشباب.

اختتمت رئيسة مركز أولف بالمة الجلسة بقولها إن رفاه وتقدم البشرية يتطلب السلام ، والسلام يتطلب الديموقراطية.
الجلسة الثانية: دور الشباب في حل النزاعات
المتحدثون كانوا من الهند وباكستان والسويد والبرازيل وعرضوا بشكل أكاديمي تعريفات ومصطلحات تتعلق بحل النزاعات والسلام وذلك من وجهات نظر مختلفة وتم الاتفاق على أن أهم دور للشباب في حل النزاعات هو أن لا يكونوا في الأصل جزءاً منها، منهم من رأى أن تسييس الشباب لن يسهم في حل النزاعات كون أن من يناط به حل اي نزاع يجب أن يكون محايد ولا يوجد شيئ اسمه حياد في السياسة ومنهم من قال أنه لا بد من انخراط الشباب في السياسة حتى يفهموا أساس النزاع وبالتالي تكون لديهم القدرة على الحل.
زيارة البرلمان واللقاء مع وزيرة التجارة
في زيارة للبرلمان تم تعريف المشاركين على خريطة الاحزاب السياسية في البرلمان السويدي والحديث عن موضوع صعود الاحزاب العنصرية ليس فقط في السويد وإنما في كل أوروبا وما من شأنه أن يشكل تهديدا للأمن والسلام وفي لقاء مع وزيرة التجارة السويدية في احدى غرف البرلمان شرحت للمشاركين كيف تستخدم السويد التجارة كأداة لنشر قيم وثقافة الديموقراطية.
الجلسة الثالثة: الثورات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
المتحدثون من تونس وليبيا ورئيس الاتحاد الدولي للشباب الديمقراطي أدار الجلسة رئيسة الاتحاد الدولي للشباب. عرض فيها المشاركون من ليبيا وتونس لتجاربهم أثناء الثورات في بلادهم وتحدث رئيس الاتحاد الدولي للشباب الديمقراطي عن النشاطات التي قام بها الاتحاد لدعم الثورات في الدول العربية.
وتم التأكيد على أن الربيع العربي لم يفشل فهو فكرة والأفكار لا تموت وأن الثورات لا تحقق منجزاتها بين يوم وليلة فهي عملية مستمرة وليست لحظة من الزمن أو حدث مؤقت وهذا ما يجب على الشباب أن يدركوه.
الجلسة الرابعة :السلام في اسرائيل وفلسطين
المتحدثون ممثل عن الشباب في حركة فتح وممثل عن الشباب في حزب ميريتس اليساري في اسرائيل. غلب على الحديث قرار ترامب الأخير بخصوص القدس وتهديده لعملية السلام بين فلسطين واسرائيل وتم الاتفاق على أن الحل هو الدولتين والعودة الى حدود 1967.
الجلسة الخامسة : الصحراء الغربية
المتحدثون ناشطة من الصحراء الغربية ومتحدثان من اسبانيا قدموا عرض مختصر للمشكلة وتم التأكيد على أن حل النزاع هناك يتطلب جهود مشتركة من المغرب والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة.
الجلسة السادسة : القضية الكردية
المتحدثون أكراد من العراق (ممثل عن الحزب الديمقراطي الكردستاني وممثل عن الاتحاد الوطني الكردستاني) وتركيا (ممثل عن حزب الشعوب الديمقراطي) عرضوا لقضيتهم وتحدثوا عن موضوع الاستفتاء في كردستان العراق وتأزم الوضع بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة اقليم كردستان ومطالبة الأكراد بحقوقهم وتحدث مدير الجلسة وهو خبير في القضية الكردية يعمل مع الأمم المتحدة عن استغلال النظام في سوريا للورقة الكردية وموضوع الأقليات وتم التأكيد على وجود خلافات في الأهداف والايديولوجيا بين الأحزاب الكردية في سوريا والعراق وتركيا.
الجلسة السابعة : قبرص – التسوية وإعادة الوحدة
المتحدثون ممثل عن الشباب في قبرص التركية وآخر عن قبرص اليونانية تحدثوا عن قضية قبرص والنشاطات الشبابية في سبيل عملية التسوية واعادة الوحدة منها تنظيم رحلات مشتركة للشباب وقيامهم بزيارات جماعية لقمسي الجزيرة لازالة رواسب النزاع.
الجلسة الثامنة : تركيا – الطريق إلى الديموقراطية والسلام
المتحدثون ممثل عن الحزب الجمهوري التركي وممثل عن حزب الشعوب الديمقراطي بالاضافة الى كاتب صحفي سويدي. عرض المتحدثون تراجع الديمقراطية في تركيا والاعتقالات التعسفية التي تمت بعد مرحلة الانقلاب في تركيا لا سيما الصحفيين حيث قال الصحفي السويدي أنه في عام 2007 كان هناك صحفي واحد معتقل في تركيا أما اليوم فهم بالالاف كما تحدث أن الدعم الأمريكي لأكراد سوريا هو مؤقت والسؤال الآن هو متى ستتوقف الولايات المتحدة عن دعمهم؟ بينما أكد المتحدثون الأتراك عن أن وصول أردوغان للحكم وممارساته هو مسؤولية الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وبعض دول المنطقة.