يبدأ ظهر اليوم السبت الاجتماع الثالث في فيينا لبحث حل للقضية السورية بحضور الدول الفاعلة بالملف السوري والأخرى المعنية به، ويأتي هذا الاجتماع بعد فشل الدول المجتمعة بالاجتماعين السابقين في التوصل إلى موقف مشترك حيال مصير رأس النظام بشار الأسد في مستقبل سورية.

وسبق الاجتماع الثالث الذي سيعقد في العاصمة النمساوية اجتماعا عقد أمس على مستوى الخبراء، وبحسب معلومات حصلت عليها “السورية نت” فإن الاجتماع قد تعثر حيث لم يحضره الوفد الروسي (الداعي لعقد هذا الاجتماع) وبررت الخارجية الروسية ذلك في أن أمريكا حاولت التفرد بعمل اللجان وتحديد دعوات المشاركة.

ومن جانبها أبدت طهران عدم اهتمام في الاجتماعات على مستوى الخبراء، فمن جهة حضر الاجتماعات وفد إيراني لم يكن رفيع المستوى، ومن جهة ثانية انسحب الوفد بعد بداية الاجتماعات بطلب روسي. ويبدو أن غياب الروس وانسحاب الإيرانيين يأتي بسبب رفض الدول الفاعلة بالقضية السورية تصنيف فصائل من المعارضة السورية على لوائح الإرهاب، وهو المطلب الذي دعت إليه روسيا وإيران قبل عقد اجتماعات فيينا 3، فضلاً عن أن وضع قوائم لفصائل من المعارضة وتصنيفها على أنها إرهابية، يقابله مطلب من الدول الداعمة للمعارضة بوضع فصائل شيعية مدعومة من إيران على ذات القوائم، وهوما ترفضه طهران.

وغاب عن اجتماعات الخبراء أمس الحديث عن قوائم روسية لتحديد من هي الفصائل “الإرهابية” في سورية والأخرى التي يمكن التعامل معها.

وطرح في اجتماعات الخبراء وقف لإطلاق النار في سورية بين المعارضة والنظام، وذكرت مصادر موثوقة لـ”السورية نت” أن المقترح قوبل بالرفض لاسيما من قبل تركيا والسعودية وقطر، حيث طالبت أن يكون وقف إطلاق النار كبند ضمن خطة متكاملة للتوصل إلى حل سياسي في سورية.

والتوصل إلى وقف لإطلاق النار عرض روسي – إيراني ليس بعيداً عن رضى الجانب الأمريكي، وفي حال اتفاق الأطراف السورية عليه، فإن مجلس الأمن سيصدر قراراً بوقف إطلاق النار، وحينها سيصبح الدعم المقدم لفصائل المعارضة من الدول الداعمة لها غير شرعي، ما قد يكسب النظام دفعة نحو الأمام.

مؤتمر الرياض

وفي سياق متصل، علمت “السورية نت” أن السعودية ستنظم مؤتمراً للمعارضة السورية في العاصمة الرياض خلال أسابيع، وأشارت المصادر أن المؤتمر سيكون سوري –سوري ولن تحضره الدول، مضيفةً أنه من المتوقع أن ينعقد المؤتمر قبل نهاية العام الجاري.

وسيحضر مؤتمر الرياض شخصيات من الائتلاف والفصائل العسكرية، بهدف الخروج بوفد مفاوض يعيد الأنظار إلى اتفاق جنيف وتطبيقه، سيما وأن المؤتمر يلقى قبولاً من العديد من الدول على رأسها أمريكا والأخرى الداعمة للمعارضة السورية.

والتقى وفد سوري على هامش اجتماعات الخبراء أمس بمسؤولين من السعودية وتركيا وقطر، وضم الوفد رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خالد خوجة، ومصطفى الصباغ، وعبد الأحد اسطيفو، ومنذر ماخوس، وعالية منصور، وعبد الباسط سيدا، فيما غاب أي ممثل عن الفصائل العسكرية المعارضة لأسباب تتعلق بالحصول على تأشيرة للدخول إلى الأراضي النمساوية.وبحسب المعلومات فإن الجانب السعودي أعرب للوفد السوري عن إصرار بلاده على رحيل الأسد وخروجه من السلطة بشكل كامل. 

وعلى مستوى مواقف الدول بدا الموقف الألماني أكثر ابتعاداً عن الموقف الروسي، ومن المقرر أن يتوجه وفد من الائتلاف خلال الأيام القادمة إلى برلين للقاء مسؤولين ألمان، فيما بيّنت المصادر التي تحدثت لـ”السورية نت” عن أن الموقف المصري ما زال الأقرب إلى الرؤية الروسية للحل في سورية.

السورية نت