مراسل سوري – وكالات
كشف موقع “ستراتفور” الاستخباراتي الأميركي عن سيناريو محتمل توقّع بموجبه أن تجتاح تركيا الأراضي السورية، منطلقاً من نية أنقرة تطهير الممر الممتد على طول حدودها المشتركة معها من تنظيم “داعش”، بالإضافة إلى عمليات إزالة الألغام التي باشرت بها مؤخراً بالقرب من مدينة جرابلس، الخاضعة لسيطرة التنظيم.

ولفت الموقع إلى أنّ نقاشاً حول هذه الخطة دار بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية من جهة، وأن موسكو وافقت على عدم عرقلة جهود أنقرة من جهة ثانية، على ألاّ تسعى الأخيرة إلى توسيع نطاق المنطقة العازلة التي تعتزم إنشاءها لتصل إلى البحر الأبيض المتوسط؛ وهو شرط خضعت له تركيا، بحسب ما تردد.

كما أكّدت مصادر للموقع أنّ ضباط ارتباط من تركيا وروسيا والولايات المتحدة سينسقون فيما بينهم لتجنب أيّ تصعيد بين القوات التركية والروسية، إذا ما استجدت أحداث قد ينتج عنها ذلك.

واستند الموقع إلى تقرير نُشِرَ سابقاً أكّد رغبة تركيا في تنفيذ عملية دولية لتطهير حلب الواقعة شمال سوريا من “داعش”، مشيراً إلى أنّ إنشاء منطقة عازلة على طول حدودها مع سوريا قد تشكِّل الخطوة الأولى في اتجاه بلوغ هذا الهدف.

وفي هذا السياق، لفت الموقع إلى أنّ هذه الغاية، إذا ما تحققت، ستلقي بظلها على التنظيم الذي يعاني جرّاء تقدّم الجيش السوري و”قوات سوريا الديمقراطية” والضربات المدفعية التركية المكثفة من ناحية أولى و”وحدات حماية الشعب” الكردية التي وصلت مؤخراً إلى نهر الفرات من ناحية ثانية.

في المقابل، اعتبر الموقع أنّ تدخل روسيا المباشر في القتال السوري، وحادثة إسقاط “السوخوي” عقّدا الخطط التي تنوي تركيا تنفيذها على أراضيها، لافتاً إلى أنّها إذا نجحت سيكبر دورها في هذا الصراع الذي شارف على بلوغ عامه الخامس.

وبمساعدة واشنطن، تحاول أنقرة التوصل إلى تفاهم مع موسكو لحلّ النزاع القائم بينهما تجنباً لأي اشتباك جديد في منطقة الحرب السورية قد يؤدي إلى تصعيد غير مسبوق، بحسب الموقع.

ورأى الموقع، أنّه حتى إذا نجح الطرفان في ذلك، تبقى النتيجة غير مضمونة، بسبب إصطفاف كلّ منهما في موقف، ناهيك عن أجواء انعدام الثقة التي تحكم العلاقات بينهما.

وعلى المستوى العسكري، وَضَعَ الموقع الضربات الجوية التركية المكثفة على طول حدودها مع سوريا لمساعدة حلفائها من مقاتلي المعارضة وتدمير أهداف تنظيم “داعش”، في إطار مساعيها الهادفة إلى اجتياح الأراضي السورية براً.

أمّا على المستوى النظري، فأكّد الموقع أنّ اجتياحاً برياً تركياً قد يحدث في أيّ لحظة على طول المنطقة الواقعة بقبضة تنظيم “داعش” على طول الحدود المشتركة مع سوريا، مرجحاً أن تنفذه القوات التركية إذا تقرر الانطلاق من جرابلس، حيث تجري عمليات إزالة الألغام.

وخلص الموقع إلى أنّ الاجتياح التركي البري إذا حصل سيضيِّق الخناق على “داعش”، محذراً من أنّه سيعقِّد العمليات العسكرية التي تقودها الدول الكبرى على الأراضي السورية، في الوقت نفسه.
المصدر: “لبنان 24” – ترجمة فاطمة معطي