بيان موقف مؤتمر القوى الوطنية السورية من مسرحية الانتخابا

أيها السوريون الأحرار

  تستمر مأساة السوريين منذ عشر سنوات وإلى الآن، والمجتمع الدولي مع الأمم المتحدة ومجلس أمنها يراقبون مذابح شعبنا وإبادته وتهجيره قسرياً بالملايين دون أن يحركوا ساكناً، في سابقةٍ استثنائية و سقوطٍ أخلاقي لم يشهد  التاريخ المعاصر له مثيلاً. 

فمنذ بدء الثورة السورية، توالت على شعبنا المؤتمرات الدولية وتنوعت، فكانت كلها وجميع ما ورد فيها من مقرارات وبيانات واتفاقات وتعهدات، تؤكد على لزوم الانتقال السياسي، وإنهاء حكم الاستبداد والفساد والإجرام في سورية. 

إلا أن نظام الأسد لم يقدّم للسوريين ولا للمجتمع الدولي حتى الأن أي تنازل سياسي أو قانوني يذكر، وهو لم يكتف بذلك وحسب، بل عبر عن رفضه لجميع تلك القرارات الدولية وأجرى انتخاباته الهزلية فوق جماجم ورفاة الملايين الذين قتلهم بشتى صنوف الأسلحة والتعذيب الوحشي، 

انتخابات لا تستوفي الحدود الدنيا من المعايير الدولية لأي انتخابات حقيقية وشرعية، 

انتخابات تقام في ظل غياب تام لحقوق الإنسان، ولبيئة آمنة تحمي السوريين، وتمكنهم من التعبير عن آرائهم في ظل وجود مناطق نفوذ متصارعة للجيوش والمليشيات الأجنبية، وغياب أكثر من نصف الشعب السوري بين مهجّر ونازح ومعتقل ومفقود. 

إن القرار الروسي الإيراني بالتجديد للأسد عبر انتخابات صورية يعني استمرار التشرد لملايين السوريين،  واستمرار الفقر والجوع والإذلال اليومي بحثاً عن الحد الأدنى للبقاء على قيد الحياة لملايين الرازحين منهم تحت القبضة الأمنية و الاستبداد والفساد والهمجية، كما يضع المجتمع الدولي بكافة هيئاته على المحك لاسيما بعد  بيانات الإدانة وعدم الاعتراف التي صدرت عن القوى الدولية الفاعلة التي اعتبرت أي انتخابات قبل تطبيق القرار الدولي 2254  انتخابات فاقدة للشرعية. 

أيها السوريون الأحرار  

إن أنظار العالم موجهةٌ اليوم نحوكم تراقب تحركاتكم ومواقفكم من انتخابات الأسد الباطلة، وأمام غيبوبة كاملة للهياكل الرسمية في المعارضة السورية، وتغييب متعمد لأي قرار وطني سوري ومستقل. 

وفي ضوء هذه الانتخابات الباطلة التي يجريها نظام العصابة في دمشق، وأمام جميع المستجدات الخطيرة التي ستترتب عليها، نعلن موقفنا من خلال النقاط التالية: 

1- الرفض القاطع لترشيح وانتخابات مجرم الحرب بشار الأسد وكل ما يترتب عليها، واعتبارها باطلة وغير شرعية. 

2- العمل على استصدار قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة بتجميد عضوية النظام السوري في الأمم المتحدة، ونزع الصفة التمثيلية عنه، وطرد سفيره منها نظراً لإمعان ذلك النظام في انتهاك مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، واعتباره نظاماً مارقاً رفض الانصياع لكل القرارات الدولية بما فيها قرارات مجلس الأمن و َالجمعية العامة، وإيقافه فوراً عن مباشرة حقوق العضوية ومزاياه فيها، وذلك وفقاً للمواد 5 و 6 على التوالي من ميثاق الأمم المتحدة. 

3- توحيد الجهود السورية والعمل على استصدار قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة بإحالة بشار الأسد ومرتكبي جرائم الحرب في سورية إلى محكمة الجنايات الدولية، لضمان عدم إفلاتهم من العقاب على الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب السوري، وفتح تحقيق في جميع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، بما فيها جريمة التهجير القسري التي ارتكبها هذا النظام المارق بحق السوريين. 

4- نثمن الروح الثورية العالية التي ظهرت جلياً في مظاهرات الحراك الشعبي للثورة السورية من جنوب سوريا إلى شمالها، معلنةً رفضها القاطع لانتخابات الأسد، وعدم العودة إلى حياة الذل والعبودية من جديد، وندعو السوريين في الداخل و في بلاد المهجر واللجوء لمواصلة  هذا الحراك وتلك المظاهرات في شتى أنحاء العالم. 

5- إن التخلص من نظام الأسد المارق وبناء سورية الجديدة يعني جميع السوريين، بمن فيهم أهلنا وشعبنا القابع تحت إرهابه وإرهاب الاحتلالين الروسي والإيراني وميليشياته الطائفية المجرمة. 

– وعليه فلا يمكننا نحن السوريين، ولا المجتمع الدولي بعد اليوم القبول بترشيح مجرم حرب استخدم كافة الأسلحة المحرّمة دولياً، بما فيها السلاح الكيماوي ضد شعبه، وحرمهم أبسط حقوق الإنسان. 

– إننا في مؤتمر القوى الوطنية السورية نعاهد الشعب السوري على الاستمرار بالعمل والنضال في سبيل إسقاط هذا النظام، وبناء نظام سياسي يؤسس لدولة ديمقراطية تداولية، دولة القانون والمؤسسات والمواطنة في سوريا المستقله والموحده، لا لدولة عصابات و مافيات ومجرمي حرب. 

النصر لثورتنا ولشعبنا الحر الكريم. 

اللجنة التحضيرية لمؤتمر القوى الوطنية السورية. 

26-5-2021