انتفاضة العطش التي يتأجج لهيبها في مدن وقرى الأهواز، عبر مظاهرات السكان السلمية العارمة، التي يحتجون بها على حرمانهم من أبسط حقوقهم الطبيعية، تحيل بمخزونها التاريخي وخطابها السياسي المرفوع في المظاهرات (الموت للديكتاتور وولاية الفقيه)، إلى إرهاصات ثورية عارمة على نظام ملالي طهران الاستبدادي، وسياساتهم العنصرية التي يمارسونها في الإقليم، القائمة على تهميش سكانه وإفقارهم وطمس هويتهم ولغتهم العربية، وحرمانهم من عائد ثرواتهم النفطية والمائية ومنعهم من المشاركة في إدارة أرضهم التاريخية.

   ابتدأت هذه السياسة العنصرية التمييزية منذ احتلال إيران- بالتواطؤ مع سلطات الانتداب البريطاني- إمارة الكعبيين وأسر حاكمها الشيخ خزعل الكعبي وإعدامه في نيسان 1925. ومن المفارقة أن احتلال إمارة بني كعب تزامن مع اكتشاف النفط فيها، الذي يشكل الآن حوالي 70% من الثروة النفطية الإيرانية. ولكن اضطهاد أهل الأهواز والسياسة العنصرية ضدهم على مستوى الإدارة والتوظيف والتعليم والحقوق السياسية والثقافية واللغوية قد تضاعفت إلى حد كبير بعد مجيء عهد الملالي وولاية الفقيه عام 1979. ومنذ بداية عهدهم، رسمت سياسة تجفيف إقليم الأهواز والتحكم بأنهاره الخمسة وبناء السدود عليها لجر مياهها إلى وسط إيران وحرمان أهلها من خيرات أرضهم.

  لم تبق الانتفاضة مقتصرة على مدن الأهواز، وإنما انتشر لهيبها إلى باقي الأقاليم، فامتدت إلى مدن إقليم اللور وإلى كرمنشاه الكردية، وتبريز عاصمة إقليم أذربيجان، وإلى مشهد وأصفهان وإلى العاصمة طهران. ويتوقع المحللون أن تشمل كامل أنحاء الدولة الإيرانية. وتركز المظاهرات على إسقاط الدكتاتور/ المرشد ونظام ولاية الفقيه. ولأول مرة يبدو حكم الملالي مرتبكاً وخائفاً من استمرار هذه الانتفاضة السلمية التي تطالب بالتغيير وتهدد النظام المترع بالشوفينية والاستبداد الديني المذهبي. فيطلقون الرصاص الحي على المتظاهرين، ويعتقلون الناشطين ويرسلونهم إلى أماكن مجهولة. وقد رفعوا نسبة الإعدامات في السجون، وأرسلوا مبعوثهم إلى الأهواز لتهدئة الأمور، فعاد بخفي حنين. ثم مبعوثاً من الحرس الثوري، ولكن المظاهرات والاحتجاجات مازالت مستمرة. 

إننا في حزب الشعب الديمقراطي السوري نعلن تضامننا مع انتفاضة الشعب الأهوازي والشعب الإيراني للخلاص من استبداد وإجرام وفساد نظام الملالي الذي دمَر المنطقة وشعوبها، وقد نال شعبنا السوري ووطننا سورية من هذا الإجرام – ولا يزال – نصيباً كبيراً. وندعم حق الأهوازيين في تقرير مصيرهم وإقامة البديل الديمقراطي في إيران. 

النصر للشعب العربي في الأهواز. النصر للشعب الإيراني على الاستبداد وحكم الملالي ونظام ولاية الفقيه.                                                                                                                               دمشق 2/ 8 / 2021  

                                                              الأمانة المركزية    

                                                        لحزب الشعب الديمقراطي السوري