بيان

   مازن ابسيس الحماده مناضل من أسرة وطنية مناضلة ضد نظام الطغمة التسلطية المجرمة منذ عقود، عرفت بتضحياتها وعطاءاتها من أجل الحرية والكرامة وانتصاراً الثورة.
  كان مازن في طليعة شباب الثورة ونشطائها منذ الأيام الأولى. تعرفه ميادين التظاهر وساحات الاعتصام في مدينته دير الزور، كما تعرفه دمشق وريفها كناشط في الحقل السياسي والإغاثي والإنساني في فضاء الثورة واحتياجاتها، مما عرضه للاعتقال ثلاث مرات، كان آخرها عام 2012 هو الأصعب والأشد قسوة وإيلاماً في أقبية المخابرات الجوية، حيث أمضى سنة وسبعة أشهر داخل زنازين التوحش والقتل والموت المحقق لمن يدخلها. وتعرض لأبشع أنواع التعذيب الوحشي والممارسات البربرية التي ترخص الإنسان ولا تعبأ بقيم أو حقوق. وكان لحمه شاهداً على أفظع أشكال التنكيل والإهانة والاستهانة بالروح الإنسانية، وكان شاهداً حياً على ما كان يتعرض لها رفاقه وأصدقاؤه على مدار الساعة. حيث يصبح الموت أقصى أمنية المعتقل في تلك الأقبية الدموية المظلمة.

  خرج مازن من السجن عام 2014، وتمكن – بعد معاناة مريرة – من مغادرة البلاد والوصول إلى هولندا والإقامة فيها كلاجئ سياسي. وقد نذر نفسه لفضح النظام وممارساته وارتكاباته أمام العالم من موقعه كضحية وشاهد عيان مزود بالأسماء والأرقام والتفاصيل للجلادين والضحايا. وكان لنشاطاته في هذا الميدان بمواجهة الإعلام وأمام الجهات المعنية واللجان المتخصصة بقضايا حقوق الإنسان دور كبير في لفت النظر إلى تجربته ومعاناته وشهادته وأهميتها في الكشف عما يجري في سجون النظام. فعل ذلك في الولايات المتحدة أمام الكونغرس وفي مختلف الدول الأوروبية على المستويين الشعبي والرسمي. كما استعاد نشاطه السياسي في إطار منظمة هولندا للحزب ومساهماته وحضوره في إطار نشاطات الثورة وفعالياتها في مختلف الدول والمواقع (هولندا، فرنسا، بلجيكا، ألمانيا، سويسرا، تركيا).

   غير أن الرفيق مازن وبسبب صدقه وحساسيته المفرطة، ونتيجة لبشاعة صنوف التعذيب والإهانة والإذلال التي حملها في ذاكرته وروحه الشفافة، تعرض منذ عامين لحالة اعتلال نفسي حادة، أثرت على سلوكه وحياته وعلاقته مع الآخرين. فانفصل عن الحزب، وانعزل عن محيطه الاجتماعي غارقاً في حالة من اختلال التوازن والتأزم النفسي والجسدي أكثر فأكثر، مما جعله هدفاً سهلاً بالنسبة للنظام.

   وبسبب الدور الهام والملموس الذي قام به في تعرية النظام وفضحه وإدانته، وضعه النظام في دائرة الاستهداف من أجل إسكاته وإنهاء دوره. ويبدو أنه نجح في استدراجه إلى السفارة السورية في ألمانيا، حيث تولى الجلاوزة والشبيحة أمر اختطافه وإخفائه.

  إننا نحمل النظام كامل المسؤولية عن حياة الرفيق مازن الحمادة، وما يمكن أن يتعرض له في هذه المحنة الجديدة. ونطالب الحكومة الألمانية بمساءلة السفارة السورية في برلين عن جريمة اختطافه والكشف عن مصيره، وندعو منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة للإضاءة على هذا الحدث كجريمة جديدة يرتكبها النظام، ومساعدتنا في البحث عن الرجل ومعرفة مصيره، والعمل على تحريره من قبضة القتلة. 

نشكر جميع الأصوات الحرة في فضاء الثورة – والتي تعرف مازن جيداً واختبرته طويلاً – التي تفهمت ظروف الرجل، وقدرت نضاله ومعاناته، وتعاطفت معه في الحالة الراهنة والمحنة الصعبة التي يتعرض لها. حقاً إن الثورة تعرف أبناءها والذين ضحوا من أجل انتصارها.

الحرية للمناضل مازن الحمادة ابن الثورة الأصيل. 

الحرية لجميع المعتقلين والمغيبين في سجون النظام ومعتقلاته.

دمشق في 26 / 2 / 2020 

                                                                             حزب الشعب الديمقراطي السوري 

                                                                                       الأمانة المركزية