إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

بيان إلى الرأي العام حول مجزرة السويداء!

قامت قطعان داعش المتواجدة على أطراف بادية السويداء الشرقية والشمالية الشرقية بمعرفة كافة الأطراف المعنية بالصراع الدائر في سورية، بهجوم غادر على العديد من القرى في المنطقة فجر الأربعاء الواقع في 25/تموز يوليو/2018، وقتلت غيلة وغدرًا 250 مواطنًا آمنًا من النساء والأطفال والرجال، وجرحت العشرات وخطفت أربعين آخرين من النساء والأطفال، وقد تصدى لهم أبناء المنطقة ومن آزرهم بشكل بطولي بما توفر لديهم من سلاح، وقتلوا منهم أكثر من ستين ارهابيًا.
أثارت هذه الجريمة النكراء كثيرًا من التساؤلات حول الظروف والملابسات التي رافقتها، ودارت حول كيفية تمكن داعش المرتبطة بكل أجهزة المخابرات الدولية والإقليمية والمحلية من التخطيط وتنفيذ هذه الجريمة غير المبررة، وما هي الأهداف التي رمت إليها، ولماذا تدفع السويداء هذا الثمن الكبير من دماء أبنائها الذين رفض أغلبهم الخوض في دماء أخوتهم من السوريين، واكتفوا بالدفاع عن مناطقهم، ورفضت الانجرار إلى الفتنة التي أريد لها أن تخوض فيها، وهي التي استقبلت أعداد كبيرة من اللاجئين الهاربين بأطفالهم من الموت من مختلف المناطق السورية، وأكرمتهم خير إكرام.
الجريمة التي وقعت قد لا تكون الأخيرة، إنها عقاب ومحاولة إخضاع. فالسويداء بموقعها الجغرافي ومواقفها وتاريخها الوطني، ستكون ضحية للتسويات الدولية والإقليمية الجارية على قدم وساق في سياق إعادة ترتيب مناطق النفوذ والسيطرة في سورية وعموم المنطقة، لذلك فإن التعويل على وعي أبنائها وتلاحمهم وثباتهم على خيارهم الوطني في التصدي وإفشال ما يبيت لها.
كانت مواقف مواطني السويداء وتلاحمهم الاجتماعي والوطني، من خلال تصديهم لداعش، مأثرة لبقية الشعب السوري الذي أثبت أنه عظيم وقت المحن والمصائب، كما بينت من خلال حجم التعاطف الوطني لعموم السوريين مع ضحايا الهجوم الغادر، أن الشعب السوري الذي رفع في بداية ثورته شعار” الشعب السوري واحد” مازال عند شعاره الأول على الرغم من الاحتلالات المتعددة التي يرزح تحتها، والأثمان الباهظة التي تحملها من دمائه وعمرانه، أنه مازال مصرًا على وحدة المصير السوري حتى تحقيق أهداف ثورة الحرية والكرامة وقيام سورية دولة مدنية ديمقراطية لكل مواطنيها.
تحية لأرواح الشهداء
عاشت سورية حرة وديمقراطية
دمشق في 28/7/2018
الأمانة العامة لإعلان دمشق
للتغيير الوطني الديمقراطي