لندن – «الحياة»
شنت «قوات سورية الديموقراطية» الهجوم الأخير على الرقة لإنهاء وجود «داعش» في الجيب الأخير من المدينة. وتزامن الهجوم مع إعلان خروج 3 آلاف شخص من الرقة، بينهم مئات من عناصر «داعش» السوريين، إلى مناطق آمنة في جنوب شرقي سورية. وتوقع «التحالف الدولي» أن تكون المعارك الأخيرة عنيفة وأن تستغرق أياماً. ومع بدء العد التنازلي لتحرير الرقة، بدأت معركة إدارة المحافظة، التي كانت يوماً عاصمة الخلافة المفترضة في سورية، تلوح في الأفق وسط خلافات بين الأكراد وفصائل المعارضة والحكومة السورية.
وأكدت «سورية الديموقراطية» أن المعارك بدأت أمس فور أن غادرت قافلة تضم 3 آلاف من المدنيين وعناصر «داعش» السوريين الرقة، تاركة قلة من «الدواعش» الأجانب الذين لم يسمح لهم «التحالف الدولي» بمغادرة المدينة.
وقال طلال سلو الناطق باسم «سورية الديموقراطية»، إن 275 من عناصر «داعش» السوريين غادروا الرقة بموجب اتفاق للانسحاب وتركوا خلفهم ما بين 200 و300 عنصر معظمهم أجانب. وأوضح أنه تم توفير ممر آمن لجميع المدنيين تقريباً في الجيب الذي تسيطر عليه «داعش» في الرقة في إطار الاتفاق.
ومع بدء معارك الجيب الأخير باتت سيطرة «سورية الديموقراطية» على الرقة وشيكة. وقال الكولونيل رايان ديلون الناطق باسم «التحالف الدولي»: «لا نزال نتوقع قتالاً ضارياً».
وقال مصطفى بالي وهو ناطق ثان باسم «سورية الديموقراطية»، إن الدفعة الأخيرة من عناصر «داعش» الذين وافقوا على الرحيل غادرت المدينة ليل السبت- الأحد. وأضاف أن «المعركة ضد الباقين مستمرة». وذكر أن القافلة ضمت عناصر «داعش» السوريين فقط، ووصف المدنيين الذين غادروا بأنهم دروع بشرية. وقال إن عناصر «داعش» أرادوا إبقاء المدنيين معهم حتى يصلوا إلى مقصدهم لضمان سلامتهم.
من ناحيته، قال عمر علوش المسؤول في «المجلس المدني» لمدينة الرقة، الذي أسسته «سورية الديموقراطية» وحلفاؤها لإدارة المدينة، إن بعض عناصر «داعش» الأجنبية غادرت أيضاً.
وذكر علوش أن القافلة توجهت إلى المنطقة التي لا تزال خاضعة لـ «داعش» في جنوب شرق سورية. لكن مصدراً عسكرياً في الرقة قال لوكالة «فرانس برس»، إن الحافلات تتجه إلى محافظة دير الزور.
وأكد ديلون أمس أن «التحالف» لم يشارك في عملية الإجلاء، لكنه أضاف: «قد لا نتفق كلية مع شركائنا في بعض الأحيان. لكن علينا أن نحترم قراراتهم». وذكرت «سورية الديموقراطية» إن مجلس الرقة المدني وشيوخ العشائر توسطوا في الاتفاق من أجل تقليل الخسائر بين المدنيين.
ومع بدء العد التنازلي لإنهاء وجود «داعش» في المحافظة بدأت التساؤلات حول من سيحكمها بعد طرد «داعش».
وفيما تعتبر السلطات السورية أن الرقة ستدار من قبل السلطة المركزية في دمشق، ترى «سورية الديموقراطية» أنها بالتعاون مع العناصر العربية التي حاربت معها أحق بإدارة المحافظة. وهو توجه تدعمه أميركا.
وقال روبرت جونز نائب قائد «التحالف الدولي» لمحاربة «داعش»، إن التحالف «جاد بدعم مجلس الرقة المدني الموجود في عين عيسى، هو المجلس الذي سيدير الرقة، وسيحصل على ما يحتاج ليساهم بإعادة دورة الحياة إلى طبيعتها في المناطق المحررة من داعش».
وتم الإعلان عن تشكيل «مجلس الرقة المدني» في نيسان (أبريل) 2017 برئاسة عربية- كردية مشتركة في بلدة عين عيسى شمال مدينة الرقة. ويرى المجلس المدني أنه الجهة الوحيدة المخولة بإدارة محافظة الرقة. وأوضح طلال سلو، أنهم سلموا فعلياً إدارة بعض البلدات المحيطة بمدينة الرقة إلى المجلس بعدما تم طرد عناصر «داعش» منها. ولم يلق الإعلان عن المجلس المدني حماسة لدى السلطات السورية أو المعارضة الممثلة بالائتلاف السوري المعارض. ويرى الائتلاف أن المجلس المدني مجرد واجهة لـ «وحدات حماية الشعب الكردية»، ويخشى ضم المحافظة لاحقاً إلى الفيديرالية التي تم الإعلان عنها في شمال سورية أخيراً.