المركز السوري للعدالة و المساءلة:26/3/2020

قررت محكمة ألمانية عقد أولى جلسات الاستماع في جلسات المحاكمة الغير المسبوقة لمسؤول حكومي سوري سابق ومرؤوسه بتهمة التعذيب، وهي أول محاكمة جنائية على مستوى العالم حول التعذيب المدار من قبل الدولة في سوريا. وقد حددت المحكمة الإقليمية العليا في كوبلينتس بألمانيا بدء محاكمة أنور ر. و إياد ا. في 23 أبريل. وفي حين أن هناك بعض النقاش حول مدى المسؤولية الأخلاقية للمتهمين الذين انشقا عن الحكومة السورية في وقت مبكر من النزاع، فلا شك أن الجرائم التي يتهمون بها خطيرة للغاية. وتعد هذه سابقة مهمة، حيث نجح مسؤولون في الحكومة السورية بشكل كبير في الإفلات من المقاضاة حتى هذه اللحظة. سيراقب المركز السوري للعدالة و المساءلة هذه المحاكمة من خلال مراقب محكمة محلي مدرب، وسينشر تحديثات حولها بانتظام. بعض الأمور التي يجب النظر إليها هي ما إذا كان المتهمون سيطعنون في التهم الموجهة إليهم و إلى أي مدى. هل سيدلون بشهاداتهم و يسلطون الضوء على أنظمة الانتهاكات التي تنتهجها الحكومة السورية أم أنهم سيلتزمون الصمت؟ هل سيزعمون أنهم ببساطة كانوا يتبعون الأوامر (ليس تبريرا قانونيا، بل استراتيجية غالبا ما تستخدم في مثل هذه المحاكمات)؟ قبل بدء المحاكمة، يقدم المركز السوري للعدالة والمساءلة نبذة عامة عن القضية، بما في ذلك معلومات عن المتهمين اللذين سيمثلان في المحكمة في أبريل.

من هو أنور ر. ؟

ولد أنور ر. عام 1963 في تلدو – الحولة بريف حمص لأسرة سنية من المزارعين. درس الحقوق ثم تطوع في الشرطة قبل أن يتزوج ويصبح ضابط شرطة. نقل بعد ذلك إلى جهاز المخابرات العامة وهو برتبة نقيب إبان العقد الأول من حكم بشار الأسد. بدأ عمله في 2005 كمحقق ضد الإسلاميين ، الذين تم تدريبهم من قبل أجهزة مخابرات تابعة لنظام الأسد لنشر الإرهاب -على حد زعمه- كما صرح في مقابلة مع جريدة دير شبيغل الألمانية.

في مقابلة أجريت مع أحد المعتقلين السابقين، زعم الأخير أن العقيد أشرف بنفسه على تعذيبه والتحقيق معه في الفرع 251 عام 2007 عندما كان لا يزال برتبة رائد أو مقدم.  بعد مرور 8 أشهر تم الإفراج عنه لكي يتم إعادة اعتقاله من قبل الفرع الذي ترأسه العقيد عام 2010.

انشق أنور ر. عن حكومة الأسد في ديسمبر 2012. انتقل بعد ذلك إلى الأردن قبل أن يتوجه إلى تركيا، حيث انضم إلى الائتلاف السوري الوطني وتم تعيينه كمستشار أمني له. كما وشارك في مؤتمر جنيف 2 في فبراير 2014 موفدا من قيادة أركان الجيش الحر كمستشار أمني/عسكري. يدعي المحققون الألمان أن أنور ر. قد انشق بسبب خطف المعارضة لصهره وتهديد حياة ابنته وابنه، إلا أنه يدعي أن انشقاقه كان لأنه لم يرد قتل المدنيين في سوريا.

وصل أنور ر. إلى ألمانيا في 26 يوليو 2014 وتم اعتقاله في برلين في فبراير 2019 ويمكث في الوقت الراهن في حجز ما قبل المحاكمة منذ ذلك الحين.

تتضمن لائحة اتهام المدعى عليه -وفق الموقع الإلكتروني لمحكمة كوبلينتس- الادعاء بمسؤولية المتهم عن تعذيب ما لا يقل عن 4000 شخص في فرع المخابرات 251  “فرع الخطيب” في العاصمة السورية دمشق. يقال أن أنور ر. كان له دور قيادي في هذه الجرائم، والتي أسفرت عن قتل 58 معتقل على الأقل. كما يواجه المدعى عليه اتهاما بالإغتصاب وباعتداءات جنسية مشددة.

من هو إياد ا. ؟

يبلغ المدعو إياد ا. 43 عاما من العمر. من مدينة الموحسن – دير الزور. دافع عنه بعض الثوار من دير الزور وزعموا أن المتهم كان يرغب بالانشقاق مبكرا وأنه كان يساعد المتظاهرين. قد يعزى هذا الدفاع إلى “القرابة والتكاتف المحلي” على لسان المقال الناشر.

بدأ عمله عام 2010 في فرع أمن الدولة (الفرع 251) والذي كان مسؤولا عن مطاردة المعارضين و الإسلاميين ومنع الهجمات الإرهابية. في عام 2011 تم تعيينه قائدا لمجموعة تعمل تحت إمرة الفرع 251، والتي كانت مسؤولة عن مهاجمة واعتقال المتظاهرين. يزعم أن مجموعته كانت تعتقل بشكل يومي قرابة 100 شخص. في دوما و أنه في أحد المرات قد طارد إياد ا ومجموعته المتظاهرين في المدينة وقاموا بإعتقالهم جميعاً وجلبهم إلى الفرع 251 حيث كان أنور ر. رئيس قسم التحقيق.

انشق المدعى عليه عن الحكومة في مطلع عام 2012، وغادر سوريا في فبراير 2013، وانتهى به المطاف في ألمانيا في 25 أبريل 2018. اعتقل في فبراير 2019 في مدينة تسفايبروكين – مقاطعة راينلاند بفالتس. أطلق سراح إياد ا. مؤقتا من الحجز في مايو 2019. منذ بداية يونيو 2019 ظل رهن حجز ما قبل المحاكمة.

يواجه المدعى عليه اتهامات باعتقال متظاهرين و تسليمهم إلى الفرع 251، بالإضافة لدوره في خطف وتعذيب 30 معتقلا على الأقل في الفترة ما بين 01 سبتمبر 2011 إلى 31 أكتوبر 2011، وفقا الموقع الإلكتروني لمحكمة كوبلينتس.

كيف سيقوم المركز السوري للعدالة و المساءلة برصد المحاكمة ؟

قام كل من المركز السوري العدالة و المساءلة و المركز الدولي للبحث و توثيق محاكمات جرائم الحرب ICWC بعمل تعاون مشترك لرصد المحاكمة. يسعى كلا الطرفين إلى مشاركة وإعلام الجمهور من السوريين والألمان والمجتمع الدولي على حد سواء عن التقدم المحرز والاحتمالات والقيود على المحاكمات الجارية وفقا للاختصاص العالمي للجرائم الوحشية المرتكبة في سوريا. سوف يكون لدى المركز السوري للعدالة والمساءلة عضو مدرب من فريقها يحضر المحاكمات ويراقبها. بالنظر إلى الطابع المتخصص للغاية للمحاكمة والإجراءات الجنائية الألمانية، سيشرف المركز الدولي للبحث و توثيق محاكمات جرائم الحرب على تدريب مراقب المحاكمة وستوفر مراقبين إضافيين للجوانب الرئيسية من المحاكمة. كما و سيقدم الأخير مشورة الخبراء حول المعايير و الإجراءات القانونية الألمانية.

ولضمان مشاركة الوقائع الأساسية والتطورات الإجرائية، سيصدر هذا المراقب تقارير باللغتين العربية والإنجليزية بشكل أسبوعي، وسيتم نشرها على موقع المركز على الإنترنت. من جانب آخر سيعنى المراقب بالتواصل مع الصحفيين السوريين والدوليين لتعزيز الرسائل المتعلقة بقضايا الاختصاص العالمي.

يمكنكم متابعة تطورات المحاكمة من المركز عبر فايسبوك وتويتر ونشرتنا الأسبوعية.

للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على info@syriaaccountability.org. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.