Military planes fly in formation during a NATO military exercise at the Birgi NATO Airbase in Trapani, Italy October 19, 2015. NATO and its allies opened their largest military exercise in more than a decade on Monday, choosing the central Mediterranean to showcase strengths that face threats from Russia's growing military presence from the Baltics to Syria. REUTERS/Tony Gentile

تستغرب المعارضة السورية السياسية كما العسكرية «كم التناقض» الذي يطبع التصريحات الرسمية الروسية بشأن تعاملها مع القوى المعتدلة٬ فبعد أيام من اعتبار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن «تقسيم الإرهابيين بين معتدلين وغير معتدلين أمر غير صحيح لأن جميعهم أعداء الحضارة البشرية»٬ خرج وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالأمس ليعرب عن استعداد القوات الجوية الروسية في سوريا لتقديم غطاء للجيش السوري الحر٬ المدعوم من الغرب والذي يقاتل ضد الرئيس السوري بشار الأسد٬ لمواجهة تنظيم داعش. لافروف قال في مقابلة مع قناة «روسيا 1» التلفزيونية: «نحن مستعدون أيضا لدعم المعارضة الوطنية جويا٬ بما في ذلك ما يسمى الجيش السوري الحر». وأضاف: «المهم بالنسبة لنا هو التواصل مع الأشخاص الذين يمثلونها ويمثلون مجموعات مسلحة تحارب الإرهاب». ورًدا على كلام الوزير الروسي٬ اعتبر رامي الدالاتي٬ عضو المجلس الأعلى للقيادة العسكرية للجيش السوري الحر٬ أن الروس «باتوا يبحثون عن مخرج لـ(ورطة) ضرب الجيش الحر بعدما قطعوا كل العلاقات معه». وأردف أن الجيش الحر «لن يمد يده لموسكو بعد كل ما اقترفته يداها على الأراضي السورية٬ والأهم أنه لن يوجه بندقيته باتجاه (داعش) قبل إسقاط النظام». وتابع الدالاتي في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «الثورة قامت ضد استبداد النظام٬ و(داعش) ما ُوجد أصلا لولا تمادي هذا النظام ببطشه وجرائمه٬ وبالتالي٬ نؤكد أننا لسنا مستعدين للجلوس مع الروس في خندق واحد لقتال (داعش)». ورأى الدالاتي أّنه «قد يكون من المفيد في الوقت الحالي أن ينصرف الروس لتحديد من هم المعتدلون بنظرهم ومن هم المتشّددون٬ علما بأننا أصلا لم ولن نلتزم بما يقررونه بهذا الصدد». وأضاف: «أما بشأن ماُيحكى عن طروحات تسوقها موسكو لحل الأزمة في فيينا٬ فنؤكد أننا غير معنيين بها خاصة أنه لا طرف سورًيا يشارك في الاجتماعات التيُتعقد هناك». وتساءل الدالاتي «أيظنون (أي الروس) أنهم قادرون على أن يفرضوا علينا حلولاً يصوغونها هم وفق مصالحهم الخاصة وبغياب المعارضة السورية والجيش الحر؟» مستطرًدا «إنهم مخطئون كثيرا إذا ظنوا أننا قد نسير بسيناريو حل… يسلم المجلس العسكري كامل السلطات٬ فما نسعى إليه عملية إصلاح شاملة لا تعيد إنتاج السلطة الحالية بقالب جديد». ومن جهة ثانية٬ صّرح أحمد السعود٬ المتحدث باسم الفرقة 13 المدعومة من الغرب٬ لوكالة الصحافة الفرنسية بأن «روسيا ضربت فصائل الجيش الحر٬ والآن تريد التعاون معنا٬ وهي متمسكة بالأسد٬ لم نفهم شيئا من روسيا!» وكانت «الشرق الأوسط» قد أوردت بالأمس تفاصيل الخطة التي ترّوج لها موسكو وتقضي بتجميد القتال مع «الجيش السوري الحر» وفك الحصارات المتبادلة٬ وإجراء انتخابات برلمانية٬ وحكومة انتقالية٬ وانتخابات رئاسية٬ من دون أن تضع روزنامة واضحة للتسلسل الزمني لهذه الخطوات أو لمصير الأسد. وفي هذه الأثناء٬ اعتبر أحمد رمضان٬ عضو «الائتلاف» السوري المعارض٬ أن «ما يرّوج له الروس٬ وخاصة تصريحاتهم المتناقضة مع أفعالهم بخصوص التعاطي مع الجيش السوري الحر والمعارضة المعتدلة٬ كلها تعكس حجم المأزق الذي وقعوا فيه٬ خاصة٬ أّنه قد تبّين لهم أّنهم غير قادرين على تحقيق أي تقدم ُيذكر على المستوى الميداني في ظل تنامي موجة غضب عارمة في العالم الإسلامي٬ كما في العالم أجمع٬ بوجههم بعدما تبين للجميع أن الروس يستهدفون المدنيين والجيش الحر وليس (داعش)». وتابع رمضان في حديث أدلى به لـ«الشرق الأوسط»: «نحن كمعارضة على اطلاع على طرح روسي ينص على 3 نقاط: النقطة الأولى تتحدث عن انتخابات برلمانية بَمن حضر. والنقطة الثانية تشير إلى انتخابات رئاسية بعد انتهاء ولاية الأسد أو انتخابات مبكرة يشارك فيها الأخير. أما النقطة الثالثة فتشير إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية. كل هذا طرح نرفضه جملة وتفصيلاً٬ ولقد أبلغنا الروس كما الأطراف المعنية بذلك لأننا نعتبره بمثابة عملية إنتاج جديدة للأسد ونظامه». وأشار رمضان إلى أن المعارضة السورية «مقتنعة حاليا بعدم جدية الجانب الروسي بالتوّصل إلى تسوية سياسية للأزمة»٬ وأردف «قد يفكر (الجانب الروسي) جدًيا في الموضوع بعد شهر أو اثنين حين يدرك أّنه غير قادر على تحقيق أي تقدمُيذكر على أرض الواقع».

الشرق الاوسط:25/10/2015