دمشق – محمد القاسم: كلنا شركاء

كثّفت أجهزة النظام الأمنية من حواجزها في العاصمة دمشق، تزامناً مع توتر واستنفار من كافة الأفرع الأمنية الموجودة في المدينة.

وقالت مصادر ميدانية إن حواجز النظام في العاصمة دمشق ازدادت في الآونة الأخيرة، وازداد معها التشديد على المارة وخاصة الشباب منهم بسبب عدم التحاق قسم كبير منهم بالخدمة الإلزامية، فيطلب عناصر الحاجز منهم إبراز وثائق تثبت إنهاءهم للخدمة الإلزامية أو إعفاءهم منها، وإلا فيتم اعتقالهم مباشرة، وبعدها يتم فرزهم على جبهات القتال، لتأدية الخدمة الإلزامية، والتي باتت مصدر رعب بالنسبة للشباب في دمشق.

وبالنسبة لعناصر المخابرات، فتقوم بالانتشار في أحياء دمشق بلباس مدني، ويقومون بإنشاء حواجز طيارة لاعتقال الشباب المتخلفين عن الخدمة الإلزامية، وقد وثقت “كلنا شركاء” اعتقال أكثر من مئة شاب في الأسبوعين الأخيرين، خرج بعضهم بعد أن أثبت أنه أنهى الخدمة الإلزامية، فيما تم إرسال البقية إلى الثكنات المسؤولة عن التعبئة، لفرزه إلى القطع العسكرية، وإلى الجبهات المشتعلة.

وأضافت المصادر أن هذه الحملات المتلاحقة للنظام ضد شباب دمشق، تهدف إلى تجنيدهم كعناصر في قوات النظام، بعد الخسائر البشرية التي تلقاها الأخير على الجبهات، في ظل توتر في مناطق شرق العاصمة دمشق، وخصوصاً القريبة من خطوط الجبهات المشتعلة.

اعتقالات متكررة في المالكي

وقال “أبو رامي” أحد أبناء العاصمة دمشق لـ “كلنا شركاء”، ” كنت شاهداً على عدة حوادث اعتقال في شارع مستشفى الشامي، المتجه إلى ساحة الأمويين، حيث يجبر الحاجز العسكري جميع الحافلات على التوقف، ليتم إنزال الشباب منها، والتحقق من عدم تخلفهم من الخدمة الإلزامية، وفي إحدى المرات قام باعتقال خمسة شباب من إحدى الحافلات.

وأيضا في حي المالكي قامت عناصر من المخابرات بإغلاق مداخل ومخارج الحي الاسبوع الفائت، ليجمع فيه عدد من الشبان، جرى تفتيشهم والتحقق من أوراقهم الخاصة بالخدمة العسكرية، ليتم بعدها اعتقال قسم كبير منهم، وفي نفس الوقت وداخل (الماسة مول) في حي المالكي أغلقوا أبواب المول، وقاموا بتفتيش جميع من هم داخل المول، من فئة الشباب للتأكد من المطلوبين، وتكررت الحادثة على حاجز قوات النظام تحت جسر الثورة، وكذلك حاجز مستشفى المجتهد.

مواليد 1983-1988 للخدمة الحتياطية

وأكد الناشط الإعلامي “أبو القاسم الدمشقي” لـ “كلنا شركاء” أن النظام يقوم حالياً بحملة تعبئة عامة بالنسبة لقواته، ويطلب الشباب للاحتياط من مواليد (1988) إلى (1983) وبأعداد كبيرة جداً، وشعبة التجنيد تضم قائمة مطلوبين بنحو (500) اسم في حي “ركن الدين”، و (400) اسم من “القلمون”.

وأضاف أنه في يوم الأربعاء الماضي وحينما كان متواجداً بالقرب من قصر العدل، كانت عناصر قوات النظام تختبئ في بعض المحلات التجارية، وعند مرور أي شاب يمسكون به ويطلبون منه أوراقاً تثبت إنهاءه للخدمة الإلزامية، في حين ظهر حاجز في حي “الشعلان وآخر في “العفيف”.

فيما أكد “الدمشقي” اعتقال قوات النظام لباصين مليئين بالشباب، يحملان قرابة خمسة وثلاثين شاباً بالقرب من حديقة “الجاحظ” في حي “المالكي” بالقرب من جامع “بدر”، في الثامن عشر من الشهر الجاري.

وبحسب شهادة أحد الأشخاص المتواجدين في مكان الحادثة، كان من ضمن المعتقلين شاب وحيد لوالديه، وتنص قوانين الخدمة الإلزامية على إعفائه من الخدمة، وأعطت والدته لعناصر المخابرات البطاقة العائلية وبيان عائلي يؤكد أنه وحيد، وتتوسل إليه، رغم ذلك قاموا باعتقاله.

في الوقت نفسه تم رصد حواجز مماثلة في حارات “عين الكرش” و “السمانة” وسط دمشق، ويصف ناشطون التفتيش على حاجز قسم الأربعين بـ “الغير مسبوق”.

الأقبية تحولت لثكنات

وأفاد ناشطون داخل حي التجارة في العاصمة دمشق، بأن أغلبية أقبية الأبنية السكنية في الحي تحولت إلى ثكنات عسكرية، يقيم بها عناصر من قوات النظام بشكل دائم، وإن كل بناء موجود في منطقة قريبة من حاجز أو فرع أمني أو منطقة استراتيجية، يقوم الأمن والمخابرات بالاستيلاء على القبو الخاص بالبناء.

وتم رصد الحواجز التالية: حاجز “الأوقاف” استولى على قبو في منبى قرب مدرسة “زكي الأرسوزي”، والحواجز الموجودة في شارع “فارس الخوري” شرق دمشق، أيضا حاجز “الجبة” استولى على القبو المتواجد بالقرب من الصيدلية القريبة من ساحة “الميسات”، وحاجز “الشلال” استولى على قبو مبنى يطل على الساحة، وحاجز “الملك العادل” استولى على قبو المبنى المتواجد بالقرب من ساحة “بردى”، ويحضر عناصر قوات النظام عاهرات إلى هذه الأقبية، الأمر الذي أزعج القاطنين في الأبنية المتواجدين فيها، ولكن خوف الأهالي من الاعتقال يجعلهم يسكتون.