نعوه

إبراهيم الحكيم “أبو فرح” يلطم قلوبنا!

في العامية يصف المفجعون مثلَ هذا الموت بكلمة “صواب”، ويعنون به موت غفلة وفجيعة.

وهو كذلك يا إبراهيم، صواب كبير 

بكل حسرات الحزن الموجع، وألم الفراق الغادر غصت قلوبنا لوعة واسى على رحيل مفاجئ، لواحدة من سنديانتنا التي نعتز بها والتي تعمدت طهرا وكبرياء في ساحات نضالنا الوطني والدمقراطي، وبقيت تظلل في أفيائها سنوات عمر مديدة من الوفاء والاخلاص والتفاني. 

بلوعة واسى ننعى رفيقنا وعزيزنا المحامي الرفيق إبراهيم الياس الحكيم عضو اللجنة المركزية لحزبنا. بعد رحلة كفاح عامرة بالتضحيات ماتزال بصماتها حية في وجدان كل من عرفه ورافقه في مسيرته من الرفاق والاصدقاء والحلفاء.

كذا يكون الرجال، كذا هي النزاهة مع القضية والوطن.

لكن ما هكذا كان يجب أن يكون الرحيل.

لكأنما أبيت على نفسك إلا الكرامة فلم تثقل إلا الطغاة طوال حياتك.
باسمك الذي يكاد يشابه أسماء الأنبياء، بفكرك السبّاق المستنير، بأخلاقك برقيَ طباعك وإنسانيتك تستشرف الغد، وتسعى لتحقيق حلمك بالحرية والكرامة كمن يسعى إلى اليقين. 

بعد خمسة عشر عاماً في سجون الاستبداد أمضيتها ما بين سجن مزة العسكري وصيدنايا سييئ الذّكر، خرجت لمواجهة الحياة ثانية، ليس في جعبتك إلا الثبات على الحلم بوطن الحرية والكرامة والعدالة وسيادة القانون، الحلم بوطن نظيف خالٍ من الاستبداد والطغيان والفساد، والكثير الكثير من حب الناس لكل الناس 

لعدة عقود متواصلة لم تنقطع، بدأها أبو الياس منذ يفاعته متشربا من اسرته ذات التاريخ الوطني الحافل بالقيم الوطنية والانسانية من أصفى مناهلها ليخوض معترك النضال بحسه العفوي وقلبه المتوثب متشحا بمبادئها ويتدرج في معارجه كحقوقي متفتح مدافعا صلبا عن حقوق الانسان وكرامته، ومحاميا لا تلين عريكته عن القضايا الوطنية والانسانية بإصرار ومثابرة قلً نظيرها.

كان أبو الياس صديق الجميع، عرف بانفتاحه ومرونته المميزة، وقدرته على جمع المختلفين، وبراعته في الحوار مع الرأي الأخر وحرصه الدائم على وحدة الصف، متسلٌحا بوداعة طفل وصلابة مقاتل عنيد، وظل متعطشا ابداً للوصول الى اقصى دروب الحرية والدمقراطية التي وحدها تصنع الانسان المناضل والمؤثُر في بيئته ومحيطه.

لم تثنه سنوات السجن الطويلة، ولا الملاحقات الامنية، ولا صنوف التعذيب، ولا مكايدات النضال السري ومخاطرها عن مقارعة الاستبداد والتسلط وظل يكافح بلا هوادة لاستئصال جذوره من حياتنا حتُى تحقيق حلمه الاثير للعيش في ظل وطن يحفظ الحقوق والحريات وتسوده العدالة والقيم الانسانية، ويصون كرامة المواطن. وطن سداه وحدة الشعب في ظل دولة المواطنة والتعددية السياسية، ولحمته حرية الانسان وتحرره من كل اشكال القهر والطغيان ومن كل عوامل الاستعباد والتسلط. 

صافيتا اليوم تمسك بخاصرتها وجيعة مكلومة، فمن فقدته لا يعوض، ولا تجود بمثليه الأيام إلا نادراً.
عزاؤنا لصافيتا … لدمشق. 

لكل بقعة في سورية تركت فيها أثراً من طيبك وساندت أحد أبنائها في قاعات المحاكم.
عزاؤنا لأهلك ولأسرتك الرائعة، لزوجتك الخلوق ابتسام، ولبناتك المميزات، لولديك الياس وحكم لأخوتك حكمت وحسان، لرفاقك في الحزب الذي حملته على أكتافك كما تحمل اسمك، لأصدقائك لكل من يعرفك فيتعلق بك ويجلُّ فيك مواقفك وأحلامك.
عزاؤنا أولاً وأخراً لمن يشاركوك حلمك بسورية الحرية والكرامة ووطن للجميع. 

13 /12 / 2021 

                                                                          اللجنة المركزية
                                                                  لحزب الشعب الديمقراطي السوري