TOPSHOT - Destroyed buildings are seen on August 12, 2018 following an explosion at an arms depot in a residential area in Syria's northern Idlib province city of Sarmada in which 12 people were reportedly killed. (Photo by OMAR HAJ KADOUR / AFP)

دمشق، عفرين، بيروت، إسطنبول – «الحياة»، أ ف ب

هزّ انفجار مستودع ذخيرة في إحدى بلدات الشمال السوري على الحدود التركية، موقعاً عشرات الضحايا، في حين واصل طيران النظام غاراته على ريف إدلب وبعض مناطق حلب، بالتزامن مع إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تكثيف جهوده العسكرية والديبلوماسية لتجنب «كارثة» في إدلب على غرار مناطق أخرى، من خلال مزيد من المناطق الآمنة.

وأسفر انفجار مستودع الأسلحة الذي هزّ بلدة سرمدا في ريف إدلب الشمالي، والذي لم تحدد أسبابه، عن قتل 39 مدنياً، بينهم 12 طفلاً. ووفق معلومات المرصد السوري لحقوق الإنسان، أدّى الانفجار إلى انهيار مبنيين في شكل كامل في البلدة (التي تبعد نحو 30 كيلومتراً إلى الشمال من مدينة إدلب).

ويعود المستودع المستهدف، وفق المرصد، إلى تاجر أسلحة يعمل مع «هيئة تحرير الشام» التي تسيطر على الجزء الأكبر من محافظة إدلب، فيما تنتشر فصائل إسلامية في مناطق أخرى منها، وقوات النظام في ريفها الجنوبي الشرقي. وفي رواية أخرى، نفت مصادر محلية وجود مستودع الأسلحة، مشيرة إلى رصد صاروخين أُطلقا من البوارج الروسية في طرطوس.

وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن غالبية الضحايا والجرحى من مهجري محافظة حمص ومن عائلات مقاتلين في هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) نزحوا من محافظة حمص (وسط سورية)، مرجحاً ارتفاع الحصيلة لوجود «عشرات المفقودين».

في غضون ذلك، خيّم هدوء حذر على محافظتي إدلب وحلب بعد سلسلة من الغارات والضربات التي استهدفت جنوبها، وخلّفت 53 قتيلاً، بينهم 28 طفلاً، إضافة إلى عشرات الجرحى، في وقت يواصل النظام السوري حشد قواته قرب جسر الشغور في ريف إدلب الغربي.

وبينما تواصل قوات المعارضة تنظيم صفوفها في سباق مع الزمن لمواجهة عملية عسكرية مرتقبة تستهدف إدلب، تُطرح تساؤلات حول إمكان نجاح جهود أنقرة في منع الهجوم على المنطقة التي تنشر فيها تركيا قوات عسكرية في 12 نقطة مراقبة. وكان لافتاً تصريح الرئيس طيب رجب أردوغان عن تكثيف الجهود الديبلوماسية والعسكرية في محافظة إدلب لتجنب حدوث «كارثة» كتلك التي وقعت في مناطق أخرى من سورية. وأضاف أن بلاده استكملت الترتيبات اللازمة لإقامة المزيد من المناطق الآمنة داخل الأراضي السورية.

في موازاة ذلك، أعلن تنظيم «الجيش الوطني السوري»، المدعوم من تركيا، أنه قد يتوحد مع قوات المعارضة في المحافظة. ولم يستبعد قائده العقيد هيثم العفيسي، في تصريح لوكالة «رويترز» في بلدة أعزاز قرب الحدود التركية، دمج قواته بسرعة مع فصائل المعارضة المدعومة من تركيا في إدلب إذا اقتضت الضرورة.

وأوضح العفيسي تعليقاً على وجود مجموعات مسلحة متشددة، على رأسها «جبهة النصرة»، تقاتل الفصائل الأخرى في المنطقة: «يمكن أن يكون الدمج قريباً في حال كانت الرؤية واحدة تماماً، ونحن جاهزون، ونمد يدنا إلى كل تشكيل يمثل أهداف الثورة».