الجزائر ـ «القدس العربي»:
تحولت الساحة السياسية في الجزائر إلى حلبة صراع بين الموالاة والمعارضة، على خلفية الجدل الذي وقع بشأن قانون المالية والميزانية لسنة 2016، والذي تم التصويت عليه الاثنين في أجواء مشحونة، ليتواصل الصراع والتراشق بالتصريحات بين عدد من أحزاب الموالاة والمعارضة.
وكان عمار سعداني الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني (الأغلبية) قد اختار أن يتصدر للدفاع عن الحكومة وعن مشروع قانون المالية والميزانية الذي صوت عليه مجلس الشعب، في جلسة شهدت مشادات وصدامات بين نواب المعارضة والموالاة. وقد خصص سعداني جزءا من كلامه لإفراغ جام غضبه على لويزة حنون زعيمة حزب «العمال» التي سخر منها ومن حزبها، وقال إن حزبها لا يمثل شيئا وإنها لا تمتلك مناضلين، وذهب أبعد بوصفها بالدجاجة التي تصيح كثيراً من دون أن تبيض. كما تحداها أن تقرأ البسملة، مشددا على أنها إذا فعلت فإنه سيستقيل من الأمانة العامة لحزب جبهة التحرير الوطني.
كما اعتبر أن حنون دخلت في حالة من الهستيريا بعد سقوط عرَّابها، في إشارة إلى الفريق محمد مدين المعروف باسم الجنرال توفيق قائد جهاز المخابرات السابق، متهما إياها بعدم قول أي شيء بعد اغتيال الرئيس الأسبق محمد بوضياف سنة 1992، وهو كلام فتح الباب للتساؤل حول المغزى من ربط حنون بملف اغتيال بوضياف!
واتهم سعداني زعيمة حزب العمال بالتجسس على ندوة سانت إيجيديو منتصف التسعينيات التي شارك فيها رموز المعارضة مع قيادات من الجبهة الإسلامية للإنقاذ (المحظورة) للبحث عن أرضية حل للأزمة الأمنية والسياسية التي كانت تعصف بالبلاد، مشيرا إلى أنها شاركت في الندوة من أجل نقل أخبارها إلى عرَّابها، الذي لم يذكره بالاسم.
ولم يتأخر رد حزب «العمال» كثيراً، لكنه جاء على لسان النائب والقيادي رمضان تاعزيبت، الذي اتهم سعداني بأنه فقد صوابه، وأنه أرهب نواب حزبه من أجل حملهم على تمرير قانون المالية، وذلك تنفيذا لرغبة الأوليغارشيا المتحكمة في مؤسسات الدولة.
واعتبر تاعزيبت أن نواب جبهة التحرير الوطني فقدوا بوصلتهم داخل الحزب، ولم يعودوا يشعرون بالانتماء إلى هذا الحزب، الذي تحول إلى ملجأ لرجال الأعمال الذين أضحوا يشغلون مناصب مسؤولية في البرلمان.
واتهم سعداني بأنه ينتمي إلى أولئك الذين استغلوا مناصبهم من أجل جمع ثروات طائلة، متسائلا كيف لعامل بسيط في شركة «نافطال» لتوزيع الوقود أن يتحول إلى ملياردير بالدينار وبالعملة الصعبة، وكيف يمتلك عقارات في الخارج وفي الجزائر؟
واعتبر رمضان تاعزيبت أن سعداني يمثل خطرا على الدولة وعلى وحدة البلاد، مشددا على أنه قزم حزب «جبهة التحرير» وجعله أداة في يد الأوليغارشيا، وأنه يمهد لإفلاس الدولة.
وأكد أن زعيم الأغلبية الذي فقد كل المبررات المقنعة راح ينغمس في سياسة الشتم والإساءة للأشخاص، مشيرا إلى أن كلامه دليل على أنه معادٍ للمرأة.