نعوه
أبو هشام، معضاد السويداء … يمضي
وداعاً معضاد قرقوط … وداعاً أبو هشام
بألمٍ تلقينا الخبر المفجع بوفاتك
برحيلك أوجعتنا
بتهذيبك غادرتنا
تاركاً حلمه أمانة في قلوبنا كي لا يموت مرتين
حملت آلامك وأحلامك وغادرت بصمت
غادرتنا جسداً وبقيت فينا روحاً
عرفناك مرهف الحس … نقيَّ السريرة … وفياً … صادقاً
فكنت نصيرا للحرية والكرامة، خصماً عنيدا للظلم والاستبداد، حلمت بوطناً تسوده الحرية والعدالة
لم توارب … لم تهادن … ولم تنحنِ …
حين كان طالباً في جامعة دمشق –شاباً يافعاً-ممتلأ حماسة وثقة بولادة سوريا حرّة تسودها العدالة ويحكمها القانون اندفع مع ثلة من الرفاق في مظاهرة يوم الأرض في منتصف السبعينات فاعتقل وعذّب، وناله ما نال خيرة شبابنا ورجالنا وقتذاك، وحين انطلقت الثورة السورية عام 2011، استبشر كجميع السوريين خيراً بقرب الخلاص من نظام الاستبداد والطغيان والفساد، وحين أصابت الثورة ما أصابها من تحولات مريره لم يفقد صلابته وإيمانه بها وبذاك الحلم البهي الذي عاش به ولأجله. لكن الكورونا المنفلتة في البلاد كما الحزن والخراب والدمار والفساد، استطاعت أن تغلبه جسداً. فغادنا ذاك المرهف الصدوق.
ولأن البلاد ليست عقيمة فمعضاد قرقوط كان امتداد لأبيه حمد قرقوط أحد وجوة الثورة السورية الكبرى على الاحتلال الفرنسي، سليل بيت يعرفه أهالي جبل العرب بالشرف والشهامة والثقافة.
يعزُ علينا أن نودع قامةً وطنيةً شامخة نشأت وترعرعت في بيت وطني عريق.
فلا كلمات تليق بحزننا يا أبا هشام
عزاؤنا بأبنائك ولأبنائك هشام ومنى ولميس ومها وأمل
عزاؤنا لأبناء السويداء وهم يهتفون في الشوارع مجدداً بشعارات الثورة ومطالبها المحقة.
عزاؤنا لرفاقك ، لأصدقائك ومحبيك.
—————————————-
لمحة عن الفقيد:
الرفيق معضاد حمد قرقوط من مواليد السويداء 1956م، خريج هندسة زراعية من جامعة دمشق
اعتقل في السبعينيات في أول انطلاقة ليوم الأرض عندما كان طالبا في الجامعة وتعرض للتعذيب.
منع من السفر على إثر نشاطه وكان حينها عضواً في الحزب الشيوعي (المكتب السياسي) / حزب الشعب الديمقراطي السوري الآن. كان ناشط في دمشق وجامعتها، وعند استقراره في السويداء كلِّف بمهام منظمة السويداء، ولم يتخلَ عن الاهتمام بالشأن العام السياسي والاجتماعي طيلة الفترة الماضية وكان آخر نشاطاته العمل في الهيئة الاجتماعية في العمل الوطني.
وافته المنية بتاريخ 27/8/2020 إثر تعرضه بالإصابة بفايروس كورونا .
ربّى أسرة متعلمة مكونة من شاب وأربع فتيات وقد كرّس جزءاً كبيرا من حياته في تربية وتعليمهم ليجد التفوق العلمي عندهم.
عاش وترعرع في بيت وطني عريق فكان والده منخرطاً في الثورة السورية الكبرى وأحد وجوهها وقد تعرض آنذاك منزلهم للاحتراق على أثر قصف الطيران الفرنسي .
دمشق 28 / 8 /2020
الأمانة المركزية
لحزب الشعب الديمقراطي السوري