نعوه 

رياض الترك في ذمة الوطن …

وفي ضمير الإنسانية

   مع الساعات الأولى من العام الجديد انطفأ القلب الكبير … وأغمض ” ابن العم “عينيه إلى الأبد، بذلك توقفت تلك الإرادة الصلبة التي لم تعرف الانكسار يوماً، تلك الإرادة التي هزمت أعتى سجون الطغاة ومعتقلاتهم على مدى سنوات عمر هذا المناضل الكبير الذي امتد حوالي أربع وتسعين سنةً؛ لم يشغله فيها سوى قضية الشعب السوري؛ وإن كان قد قضى ربعها تقريباً في المعتقلات أو تحت الملاحقة الأمنية.  

  لن ينسى الشعب السوري أن الراحل الكبير هو أول من تجرَّأ على كسر عصا الاستبداد في وجه المدرسة البكداشية   وتبعيتها   للمدرسة السوفييتية التي عُرفت الستالينية، وذلك في بداية السبعينيات، فهو الذي رسّخ مدرسة جديدة في الفكر السياسي   تنطلق أساساً من القضية الوطنية باعتبار أن الهم الوطني هو الأساس، وإن الشعب السوري هو صاحب المصلحة الحقيقية في التغيير والبناء، فشكل ذلك منطلقا لمعارضة جديدة تنهج طريق التغيير الوطني الديمقراطي ضد الاستبداد السياسي الذي رزحت بلادنا تحته ومازالت إلى اليوم.   

إذا كان” رياض الترك” قد غادرنا اليوم فإن أفكاره قد استنبتت أجنحتها وحلّقت في فضاء لا تطاله الزنازين أو المعتقلات ولا السجون الضيٌّقة أو الواسعة مهما كانت ومهما تعددت أذرع الجلادين وأدواتهم، إن شعلة الحرية والديمقراطية ستبقى حية عند الأجيال الجديدة ولن تنطفئ مهما اشتدت عليها رياح القمع والهمجية.

3/ 1 / 2024 

                                                                             منظمة الساحل

                                                                     لحزب الشعب الديمقراطي السوري