مركز مقاربات يُحَاور الأستاذ جورج صبرا ، كيف تحاول روسيا إنقاذ النظام من سكرات الموت
جولة لافروف على الدول العربية
حاولت روسيا تسويق النظام و إعادته للجامعة العربية …….
برأيكم أستاذ جورج ، هل ستنجح روسيا في اختراق الجدار السميك ؟ أم أن ما نسمعه منها سمعناه سابقاً ونتائجه معروفة سلفاً ؟
فأجاب الأستاذ جورج :
بالتأكيد ، لن تستطيع روسيا اختراق الجدار السميك ؛ لإنها ليست المحاولةالأولى في إعادة تأهيل النظام ، فقد فشلت في اللجنة الدستورية – وهيمشروع روسي – وفشلت في استدراج الدول الاوربية من أجل إعادة الإعمار، وكان فشلها ذريعاً عندما عقدت مؤتمرَ إعادة اللاجئين في دمشق ، وكانالمؤتمر فاشلاً بكل المقاييس ، فلا دول حضرت ، ولا اهتمام من المنظماتالدولية ، وبالتالي لا أموال أتت ، وها هي لازلت تستمر بالمحاولات ، وأعتقدأن هذه المحاولات ستفشل ، وخاصة أن المواقف الأوربية تتناسق مع بعضهاالبعض ، ويزداد كشفاً ، ليقول : إن النظام السوري لم يعد إلى الحياة .
الروس يحاولون طرح معادلة قدرتهم على إبعاد إيران
تحاول روسيا بيع كرت إيران ، وإبعادُها عن النظام مرتبطٌ بالتزاماتٍ مالية…..
فهل نحن أمام تنسيق خفي روسي إيراني ؟ أم خلافٍ إيراني روسي ؟ أم أن روسيا تستغفل العالم ، وهي في حلفٍ متينٍ مع إيران ؟
فقال الأستاذ جورج :
من الطبيعي أن نلحظ تبايناً في السياسات الإيرانية والروسية في بلدنا ،ويجب ملاحظة أمرٍ مهمٍ ، أن الروسي جاء لإنقاذ النظام السوري بناء علىطلب الإيراني ، بعد أن فشل في تثبيت أركان النظام وبث الحياة في عروقه .لذلك فإن الفضلَ في التدخل الروسي يعود لإيران .
وإن تثمير هذا التدخل ، والاستغلال للمقدرات السورية خلقت شكلاً منأشكال التزاحم والتنافس ، وخاصة إن أجهزة الدولة أصبحت بشكل كبيرتخضع للروس ، بينما كان الإيراني يعمل اجتماعياً بعمليات الاحلالالديموغرافي ، ولابد أن نعلم أن الروسي يمهد الطريق – و بشكل مستمر – أمام اتفاقاتٍ ما ، يمكن الحصول عليها مع أوربا وأمريكا ، وهذا بعكسمنهج وطريقة الإيراني في سورية .
عيد الجلاء في قاعدة الاحتلال الروسي في حميميم
من خلال احتفالات النظام بعيد الجلاء في قاعدة حميميم، وبغياب أي رمز يدل على سورية ، هل مازال المؤيدون يروون أن هذا النظام يصلح ، خاصة بعد فشله المروع في إدارة الاقتصاد ؟
فأجاب :
لم يعد للنظام مؤيدين ؛ لأن سلطة الحكم أصبحت – فعلياً – عصابة ، و الناس مشغولون بأوضاعهم المعيشية ، والتي أصبحت أقرب إلى جحيمحقيقي ، مما أثر على الحاضنة من مؤيديه، وأصبحوا تحت ضغطين :
– التسلط والخوف من السجن والقمع ….
– إلى جانب الضيق المعيشي ، والذي كان يدفع أحدهم لبيع أحد أعضاءجسمه كي يعيش .
الكارثة – التي يعيشها أهلنا السوريون – تحت سلطة النظام ، لا تقل عنالكارثة التي يعيشها أهلنا الذين اضطرو إلى اللجوء في المخيمات لسنينطويلة ، بسبب أفعال النظام وجرائمه .
روسيا تصنع غرفة انعاش لاقتصاد النظام المنهار
أعلنت روسيا وإيران عن غرفة عمليات ؛ لإنقاذ النظام من الورطة الاقتصادية والتي تهدده اليوم فعلياً ، فهل ستنجح في تجاوز العقوبات الأمريكية ؟
أجاب :
لو كان بمقدور الروسي والإيراني أن ينقذا النظام من هذه العقوبات – منخلال هذه الغرفة المشتركة – لكان استطاعا إنقاذ نفسيهما ، فهل استطاعالإيراني إنقاذ نفسه ؟! و الآن نسمع أن الروسي أيضاً ، بدأ يَئِنُّ تحتضربات العقوبات الجديدة القادمة من أوربا وأمريكا ، يبدو أنَّه من المستحيل أنْ يستطيعا ذلك ، وخاصة أن الانهيار الكبير – المالي الاقتصادي- لدى النظام هو أكبر بكثير ، ويمكننا القول ، بمرات عدة عن الانهيار في إيران وروسيا ، الذين كما ذكرنا أصلاً يعانون من وطئة العقوبات . الخلاصة : أن هذه التحركات هي محاولة إنقاذ الغريق لنفسه في اللحظات الأخيرة ، وأعتقد أنها لن تفلح