ترى مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية أن الحلول الدبلوماسية المطروحة لأجل إنهاء الأزمة السورية مجرد خداع وأن مصير الحرب ستحسمه ميادين المعارك.
وقال المحلل والكاتب السياسي “كولام لينتش” في مقال له نشرته المجلة: إن البيت الأبيض أبدى اهتمامًا في الآونة الأخيرة إلى تسوية سياسية في سوريا لذلك سعى الرئيس أوباما إلى تقارب وجهات النظر بين الرياض وطهران وتدخل شخصيًّا الشهر الماضي لإقناع الملك سلمان بن عبد العزيز، العاهل السعودي، من أن مصالحها لن تتأثر في حالة دعيت فيه إيران إلى طاولة المفاوضات.
وأوضح الكاتب أن الحرب الدائرة في سوريا “وضعت إدارة أوباما أمام امتحان كبير فيما إن كان اتفاقها النووي الهام الذي وقعته مع إيران في يوليو الماضي سيفتح الباب لإنهاء الأزمة، أم يؤدي بشكل أوسع للتعامل مع صعود التيارات المتشددة في منطقة الشرق الأوسط”. مشيرًا إلى أن النجاح يعتمد على الطريقة التي سيتم من خلالها إدارة “الدمامل المفتوحة” بين القوة السنية في الرياض ومنافستها الشيعية في طهران.
ويقول الكاتب: إن جهود الإدارة لتلطيف الأجواء بين السعودية وإيران تأتي في وقت يحضر فيه وزير الخارجية جون كيري واللاعبون الآخرون لجولة محادثات جديدة في لندن بحلول يوم 12 نوفمبر.
ويفيد “لينتش” أن نقطة الخلاف بين الدبلوماسيين المشاركين في المحادثات ليست حول مصير بشار الأسد فقط ولكن هناك نقاط خلاف أخرى تتعلق بالمعايير التي سيتم فيها التفريق بين الفصائل المقاتلة على اعتبار أيها تعد شرعية وأخرى تعتبر “إرهابية”.
ويعتقد “لينتش” أن نتيجة المعارك على الأرض هي التي ستحدد مصير سوريا وينقل في هذا الصدد عن “جوشوا لانديز”، مدير معهد دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، قوله إن مصير الشعب السوري سيقرر في ميادين المعارك وليس في غرف المفاوضات.
وأكد “لانديز” على أن محادثات التسوية لإنهاء الأزمة السورية ستكون عبارة عن دخان ومرايا أو خداعًا وسوف يكون الفعل الحقيقي على الأرض.
وأضاف أن الكثيرين ينتظرون فيما إن كان جيش الأسد لديه القدرة على استعادة مناطق هامة خسرها في ضوء الدعم الروسي، أم أن الثوار سيقلبون الطاولة على الجميع.