روى عدد من الأشخاص الذين تصادف وجودهم في المواقع التي تعرضت لإطلاق نار وانفجارات في العاصمة الفرنسية باريس الجمعة ما رأوه أثناء تلك الهجمات.
وكان بينهم صحفيون وأشخاص أخرون سجلت وسائل إعلام فرنسية شهاداتهم بالتفصيل ونُشرت على عدد من المواقع الإليكترونية الإخبارية نستعرض أهم ما جاء فيها.
الجثث في كل مكان
كانت جولين بيرس، الصحفية في إذاعة يوروب وان، في الحفل المقام في مركز باتالكون للفنون في باريس عندما بدا إطلاق النار.
وقالت جولين في تقرير نشرته الإذاعة على موقعها الإليكتروني إن “العديد من المسلحين اقتحموا الحفل، شخصين أو ثلاثة لا يرتدون أقنعة وبدا في أيديهم ما يشبه بنادق كلاشينكوف وأطلقوا النار بطريقة عشوائية على الجميع دون تمييز على الجمهور.”
وأضافت أن “إطلاق النار استمر لعشر أو خمسة عشر دقيقة. وكان الموقف غاية في العنف، ما أثار الذعر بين الموجودين. وكان لدى منفذي الهجوم متسعا من الوقت لإعادة تزويد سلاحهم بالذخيرة ثلاث مرات. لقد كانوا شبابا. وكانت الجثث في كل مكان.”
إطلاق نار
وقال شاهد عيان أثناء خروجه من الحفل المقام في مركز باتالكون للفنون إن “منفذي الهجوم أطلقوا النار من بنادق نصف آلية”، وفقا لما نقلته إذاعة فرانس إنفو.
وأضاف: “تمكنا من الهروب، وكان الدم يغرق المكان.”
حادث مروع
كان بن غرانت في حانة مع زوجته عندما بدأ إطلاق النار في الشارع، وقال غرانت إنه رأى ست أو سبع جثث على الأرض، وأخبره بعض المارة أن مسلحين أطلقوا النار من داخل عدد من السيارات.
وأضاف أن “هناك الكثير من القتلى، وكان المشهد مروعا، ولكن بصراحة، كنت خلف الحانة ولم أتمكن من رؤية ما حدث.”
وأكد أنهم علقوا في الحانة بسبب تراكم كومة من الجثث أمامهم حالت دون خروجهم.
انفجاران كبيران
ونقلت صحيفة لايبرايشن شهادة على لسان أحد مراسليها الذي يُدعى فنسنت، والذي كان موجودا في استاد فرنسا أثناء المباراة الودية بين منتخبي فرنسا وألمانيا الوطنيين لكرة القدم.
يقول فنسنت إن “الجميع هبطوا إلى أرض الملعب، وكان القلق يخيم على الجمهور بعد أن بدأوا التحرك عقب إطلاق صافرة نهاية المباراة، لكن أحدا منهم لم يكن يعلم ما حدث خارج الاستاد.
لقد سمعنا دوي انفجارين هائلين أثناء مشاهدة الشوط الأول، ودوي انفجار أقل حدة بعد ذلك بقليل، وكانت مروحية تحلق أعلى الاستاد بعد انتهاء الشوط الأول.”
وأضاف أن “المباراة استمرت كأن شيئا لم يحدث، لكننا كنا نتابع كل ما يجري على تويتر، خاصة بعد مغادرة الرئيس أولاند للاستاد، وهو ما لم يره أحد منا، ولم أشاهد الشوط الثاني من المباراة فقد كانت هناك تنويهات تشير إلى ضرورة مغادرة الملعب من المخرجين الشمالي والجنوبي، لكن لم تمر خمس دقائق حتى عاد الجميع مرة ثانية.”
ألعاب نارية
وسُجلت شهادة عيان أخرى لجوناثان هيل، الآتي من كارديف للعمل في باريس، تضمنت أنه رأى رجلا يوجه المارة إلى دخول حفل باتالكون.
وأضاف: “كنت أسحب بعض النقود من ماكينة الصراف الآلي بجوار محطة مترو الأنفاق التي تبعد عن مركز باتالكون بحوالي 50 إلى 70 ياردة، وبينما كنت ألتقط الأموال من الماكينة، سمعت دوي ثلاث طلقات، في البداية لم أكن أصدق أن هذا دوي إطلاق نار حقيقي فقد كان الصوت أشبه بذلك الذي يصدر أثناء إطلاق الألعاب النارية وسط الشارع.”
وتابع: “بينما كنت أشاهد ما يحدث، رأيت شابا قوي البنية يبلغ طوله أكثر من 183 سنتيمرا ملامحه قوقازية من على بعد 45 مترا وهو يصرخ في المارة قائلا “هيا هيا”.
وبدا أنه شخص طيب يريد أن يساعد الناس من خلال حثهم على الخروج من المقهى والتوجه إلى الداخل، في تلك الأثناء، رأيت إطلاق نار آخر وشخص يسقط على الأرض أمام مركز باتالكون”.
هجوم على مطعم كمبودي
يقول بيير مونتفورت، المقيم بالقرب من مطعم بيتي كامبودج في جادة ريو بيشاه حيث وقع إطلاق النار: “سمعنا دوي إطلاق نار استمر لثلاثين ثانية. في البداية تصورنا أنها العاب نارية.”
وقال أحد شهود العيان من رواد المطعم إن الجميع انبطح أرضا فور سماع دوي إطلاق النار.
وأضاف أن “شابا كان يحمل فتاة بين ذراعيه، بدت كأنها فارقت الحياة.”
بي بي سي