ستراتفور: ترجمة فتحي التريكي – الخليج الجديد
تماشيا مع القول المأثور بأن الأمور نادرا ما تكون على ما تبدو عليه، تفيد التقارير الواردة يوم 4 ديسمبر/كانون الأول أن رؤوس الحربة العسكرية التركية قد توغلت في شمال العراق بقدر مبالغ فيه. وزعمت وسائل الإعلام المحلية أن ثلاثة أفواج عسكرية تركية قد دخلت إلى الأراضي العراقية يوم 3 ديسمبر/ كانون الأول الحالي وانتشرت في محيط أجواء مدينة الموصل في محافظة نينوى والتي تقع تحت سيطرة «الدولة الإسلامية». كما اتضح، كان هذا التدخل التركي المفترض مجرد دورية صغيرة تهدف إلى تغيير القوات المخصصة لمهمة التدريب الروتينية عبر الحدود. تفيد التقارير أن أنقرة تقوم بتدريب قوات البيشمركة الكردية وغيرها من قوات المتطوعين السنة في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في العراق منذ نوفمبر/تشرين الثاني لعام 2014.
إيفاد 130 جنديا تركيا، وصفوا بأنهم كتيبة لكن العدد أقرب إلى سرية مشاة صغيرة، هو أقل من الالتزام المطلوب بـ 3 أفواج (وفق ادعاءات وسائل الإعلام). وجود هؤلاء الجنود لا يغير مجرى العملية لاستعادة السيطرة على الموصل، كما أنه لا يؤثر بشكل ملحوظ على الجدول الزمني اللازم لها على الرغم من أن التدريب العسكري قد يساعد في الحملة الشاملة ضد «الدولة الإسلامية». وعلى الرغم من كل شيء، فإن الأمر لا يعد خطوة شاذة بالنسبة إلى أنقرة: بالإضافة إلى عمليات التدريب المستمرة في المناطق الكردية، فإن هناك وجود عسكري تركي في منطقة العمادية في محافظة دهوك لمكافحة المتمردين من حزب العمال الكردستاني.
وزعمت التقارير الأولية من وكالات الأنباء المحلية أن القوات التركية التي دخلت إلى الأراضي العراقية يوم 3 ديسمبر/كانون الأول الحالي تحتشد حاليا في مخيم نارجيزليا (المعروف أيضا باسم معسكر الشيخين)، وهو قاعدة ميليشيات تقع في مقاطعة الشيخان. يستخدم الجيش التركي الموقع من أجل تدريب قوات المتطوعين السنة ويقع المخيم على الحدود بين محافظات دهوك ونينوى وتم من خلاله تدريب 3500 مقاتل إلى الآن يشاركون في العمليات ضد تنظيم «الدولة الإسلامية». وتشير تقارير إعلامية بدورها إلى أن الهجوم على الموصل قد بات وشيكا.
وقد نقلت وكالات أنباء عن مسؤول مجهول الهوية ينتمي إلى البيشمركة الكردية إضافة إلى مصادر من ميليشيا تعرف باسم الحشد الوطني لتحرير نينوى أن الأفواج التركية الثلاثة من المنتظر أن تشارك القوات في المنطقة في الهجمات على الموصل من أجل استعادتها. ومع ذلك فإنه بعد ساعات من صدور التصريح فقد نفاه عدد من القادة المحليين بما في ذلك حاكم ولاية نينوى «نوفل حمادي»، ورئيس قيادة عمليات نينوى اللواء «نجم الجبوري» وممثلين عن الحزب الديمقراطي الكردستاني.
عند تحليل الوضع، فقد لاحظت «ستراتفور» أن هناك عدد قليل من التقارير قد اهتمت برصد هذه التحركات. في تقييمنا الأولي، فإننا ننصح بالنظر إلى هذه المعلومات بحذر شديد. من الواضح أن هناك اختلاف حول حجم وطبيعة القوات التركية سوى الخلاف حول مقصدها والهدف منها. بدلا من قيام أنقرة بتسهيل مهام تدريب قوات الحشد الوطني لتحرير نينوى، فإن تقارير غير دقيقة قد تحدثت حول نشر فعلي لوحدات تركية كبيرة من أجل القيام بمهمة استعادة السيطرة على الموصل.
الحضور التدريبي المحدود لتركيا هو جزء من التحالف الإقليمي ضد «الدولة الإسلامية» وهو يتم بموافقة بغداد في النهاية. هذا التناوب للقوات هو مثال واضح على التزام تركيا المستمر بتدريب العناصر السنية في العراق كما أنه ببساطة أحد مكونات الاستراتيجية التركية في تعميق محيطها الشرق أوسطي. أنشطة أنقرة في العراق تسير جنبا إلى جنب مع خطط تركيا لدعم العمليات الهجومية ضد «الدولة الإسلامية» وحكومة الرئيس السوري «بشار الأسد».
تحديث (الخليج الجديد): أصدر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي تصريحا بخصوص الأمر جاء فيه «تأكد لدينا بأنّ قوات تركية تعدادها بحدود فوج واحد مدرّعة بعدد من الدبابات والمدافع دخلت الأراضي العراقية وبالتحديد محافظة نينوى بادّعاء تدريب مجموعات عراقية من دون طلب أو إذن من السلطات الاتحادية العراقية وهذا يعتبر خرقاً خطيراً للسيادة العراقية ولا ينسجم مع علاقات حسن الجوار بين العراق وتركيا»، داعياً هذه القوات إلى الانسحاب فورا، هذا ولم يصدر تعقيب من الجانب التركي إلى الآن. كما اعتبر الرئيس العراقي في بيان عاجل ظهر السبت أن نشر قوات تركية في شمال العراق يمثل خرقا للقانون الدولي.