نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية مقالا تحليليا للكاتب ديفد إغنيشاس وصف فيه محادثات السلام السورية التي ستنعقد اليوم في فيينا بأنها تشبه عملية السير على الحبال، وقال إن روسيا ترغب في تسوية للأزمة السورية المتفاقمة بنفس الدرجة التي ترغبها الولايات المتحدة، وأوضح الكاتب أن التسوية في سوريا تخدم مصالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وخاصة في ظل تداعياتها السلبية على بلاده التي تعاني شحا في الموارد، وأشار الكاتب إلى الاجتماع الأول للمحادثات السورية في فيينا الذي انعقد آخر الشهر الماضي، وقال إنه لم يضم أيا من الأطراف السورية المعنية، وأضاف الكاتب أن محادثات السلام السورية تتصف بالحساسية المطلقة، وقال إن هناك ثلاثة أفرقة تعمل في وقت واحد، أولها فريق معني بتحديد هوية الجماعات الإرهابية في سوريا، وذلك من وجهة نظر كل من أميركا وروسيا والسعودية وإيران وتركيا وأوروبا، وأشار الكاتب إلى أن جماعات متطرفة مثل تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة قد تندرج على اللائحة السوداء، وتساءل إذا ما كان المؤتمرون سيدرجون حركة أحرار الشام أيضا -التي تلقى دعما سعوديا وقطريا- على ذات لائحة المتطرفين، وأضاف الكاتب أن الولايات المتحدة وبريطانيا تميلان لاعتبار أحرار الشام جزءا من الحل، وأشار إغنيشاس إلى أن فريقا ثانيا من المؤتمرين يسعى لتحديد هوية من سيمثل المعارضة في المحادثات السورية، وأوضح أن الأطراف قد تتوافق على الرئيس الأسبق للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، معاذ الخطيب، ولفت الكاتب إلى أن الفريق الثالث مكلف بأكثر القضايا حساسية، وهي المتمثلة في كيفية تنظيم المساعدات الإنسانية في حال تقدم المحادثات.
- في صحيفة الفاينانشال تايمز البريطانية نقرأ تقريرا بعنوان “قمة سوريا تواجه عقبة كبيرة لتعريف الإرهابي”، وتقول الصحيفة إن وزراء الخارجية المجتمعين في فيينا سيجابهون بواحد من الأكثر الأسئلة المسببة للخلاف في الصراع في سوريا: من هو العدو الحقيقي؟ وتضيف أن واحدة من أهم القضايا المطروحة على جدول أعمال القمة التي تهدف إلى إيجاد حل للحرب الأهلية الدائرة في سوريا هي محاولة تحديد أي من الجماعات التي تعمل في سوريا يجب تعريفها بأنها “جماعات إرهابية”، وأي جماعات يرى العالم الخارجي أنه يمكنه العمل معها، وتشير الصحيفة إلى أنه بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها يعد نقاش الإرهاب نوعا من المقامرة، مبرزة أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يريد أن تكتسب العملية الدبلوماسية زخما، ويأمل أن يؤدي التوصل إلى تحديد عدو مشترك أن يدفع روسيا إلى تركيز تدخلها العسكري على مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية، ولكن الخطر في الأمر، حسبما تقول الصحيفة، هو أن يبعد محاولة تحديد ماهية الجماعات الإرهابية الاهتمام عن نقاش مستقبل بشار الأسد كما أنه يجبر الكثير من الدول الغربية إلى اتخاذ موقف من العناصر الإسلامية داخل المعارضة السورية المسلحة، وهو نقاش يحاول البيت الأبيض تحديدا تجنبه، وتقول الصحيفة إنه من المرجح أن يتفق المشاركون في قمة فيينا على تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، وعلى الرغم من أن الهجمات الجوية الروسية استهدفت في بعض الأحيان أهدافا للجيش السوري الحر، إلا أن موسكو قالت إنها لا تنظر إليه بوصفه جماعة إرهابية، وتستدرك الصحيفة قائلة إن الولايات المتحدة تجنبت اتخاذ موقف علني من الكثير من الجماعات الإسلامية الأخرى المقاتلة في سوريا لأن بعضها يدعمه حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط كما أن بعضهم حارب في صف القوات التي تدعمها الولايات المتحدة، ومن بين هذه الجماعات، على سبيل المثال، جماعة أحرار الشام، التي بدأت نشاطها كجماعة مسلحة متشددة ثم سلكت مسلكا أكثر اعتدالا.
- تحت عنوان “العرب يسلمون بلادهم لإيران ثم يتباكون عليها” كتب فيصل القاسم مقاله في صحيفة القدس العربي، الكاتب سلط الضوء على الخطاب العربي السياسي والإعلامي والشعبي المناهض لإيران، ولفت إلى أننا حين نستمع لهذا الخطاب نأخذ الانطباع أن العرب، من شدة توجسهم وتخوفهم وكرههم لإيران، يقفون لها بالمرصاد، ويراقبون تحركاتها لحظة بلحظة كي لا تتجاوز حدودها، وكي يردعوها دائماً وأبداً، ولكن الواقع معاكس تماماً للهيصة السياسية والإعلامية والشعبية المناهضة لإيران في العديد من بلداننا، وبين أنه عندما سقط العراق عام 2003، بدأ الحلم الإيراني يتحقق شيئاً فشيئاً، خاصة وأن إيران استغلت الكاوبوي الأمريكي لتحقيق مطامعها التاريخية في العراق، مبرزا أنه وبعد اثني عشر عاماً على الغزو الأمريكي، أصبح العراق عملياً تابعاً لإيران أمنياً وعسكرياً واقتصادياً، وبالنسبة للبنان، أشار الكاتب إلى أن العرب الذين صنعوا اتفاق “الطائف” الذي أنهى الحرب اللبنانية، سلموا لبنان لإيران، وأوضح أنهم بدل أن يستثمروا بذراع عسكري في لبنان يحمي البلد، ويحمي مصالحهم، استثمروا في السياحة، بينما كانت إيران من تحت الطاولة تستثمر في “حزب الله” الذي أصبح الآن بعد خمسة وعشرين عاماً على الطائف الحاكم بأمره في لبنان، سياسياً وعسكرياً، بينما أصبحت الأطراف المحسوبة على العرب صفراً على الشمال، أما في سوريا، اعتبر الكاتب أن تغاضى العرب عن النفوذ الإيراني منذ استلام آل الأسد السلطة عام 1970، فتح الباب أمام إيران للتغلغل فيها، والسيطرة عليها بمباركة النظام، وحذر الكاتب في نهاية مقاله العرب من أن عدم انتباههم إلى داخل بلدانهم سيجعلها عرضة للاختراق الإيراني، واصفا بعض العرب بالمساكين والمغفلين ممن صدعوا رؤوسنا بالحديث عن الخطر الإيراني الرافضي، بينما هم في الواقع يسلمون بلادهم لإيران الواحدة تلو الأخرى على طبق من ذهب، ثم يتباكون عليها، ويحذرون من الخطر الفارسي.
- نطالع في صحيفة العرب اللندنية مقالا لسلام السعدي بعنوان “روسيا وإيران: كسب معركة وليس الحرب”، الكاتب تطرق إلى للتدخل العسكري الروسي في سوريا لمساندة نظام الأسد، ولفت إلى أن الشهر الأول لهذا التدخل كان مخيّبا لآمال الطرفين على حد سواء (روسيا والنظام)، مبينا أن الأيام الماضية أظهرت أن ذلك الجهد الحربي المكثف بدأ يقطف بعض الثمار، من دون أن يتبيّن في ما إذا كان الحصاد متواصلا أم أن العقم العسكري سيعود ليصيب جميع المتحاربين من جديد، ورأى الكاتب أن روسيا تريد تدعيم قوات النظام في المواقع الحساسة بصرف النظر عن كون العدو المسيطر على تلك المواقع هو “داعش” أو الجيش الحر، وأشار إلى أن روسيا تفضل أن يكون العدو الذي يتلقى ضرباتها هو الجيش الحر وليس “داعش”، موضحا أنه حينها فقط سيكون لمجهودها الحربي مردود مضاعف وهو: توسيع مناطق سيطرة النظام من جهة، وإضعاف القوة الرئيسية التي تهدده والتي يمكن أن تفاوضه في يوم ما على تقاسم السلطة من جهة أخرى، وسلط الكاتب الضوء على نجاح النظام بفك الحصار عن مطار كويرس العسكري، واعتبر أنه على المستوى السياسي تخدم هذه العملية روسيا التي لا تزال تصر على أن حربها في سوريا هي ضد “داعش”، كما نوه إلى أنها تخدم النظام في زيادة حشد مؤيديه من حوله ليواصلوا صمتهم عن إستراتيجيته العدمية وهي القتال دون أفق حتى النهاية، كما تخدم في إظهار النظام بمظهر الحريص على جنوده والقادر على حمايتهم، وأكد الكاتب في نهاية مقاله أن العامل الحاسم في تقدم قوات النظام على الأرض لم يتمثل بالضربات الجوية الروسية، بل بمشاركة قوات الحرس الثوري الإيراني لتعوض نقص أعداد جنود الجيش النظامي والإنهاك الشديد الذي لحق بهم بعد سنوات من القتال، مشددا على أنه يمكن كسب بعض تلك المعارك، ولكن لا يمكن لأي طرف أن يكسب الحرب.
في صحيفة النهار اللبنانية نقرأ مقالا لسميح صعب تحت عنوان “كويرس تقع في فيينا”، الكاتب اعتبر أن وقائع الميدان السوري لها هذه المرة وقع أكبر على اجتماع فيينا الدولي الذي يفترض انعقاده اليوم بنسخته الثانية، مبرزا أن تحطم طائرة الركاب الروسية فوق سيناء ومعنى أن يكون سبب الكارثة الجوية عبوة ناسفة، لم يعد في الامكان فصلها عن مفاعيل المشهد السوري، ورأى الكاتب أن أي اقتراح سياسي لن يصادف القبول من كل الأطراف إلا إذا كان هذا الاقتراح انعكاساً لحال الميدان، وأوضح أن الغرب لن يقبل بأي أفكار روسية للحل إلا إذا وجد نفسه مضطراً إلى ذلك تحت وطأة تطورات عسكرية تفقده الأمل في إمكان فرض واقع ميداني يعزز الفكرة الأصلية التي ينادي بها منذ أكثر من أربعة أعوام وهي المطالبة برحيل بشار الأسد، لافتا إلى أنه على الرغم من أهمية المكاسب التي حققها الجيش السوري النظامي تحت الغطاء الجوي الروسي مثل فك حصار عمره سنتان ونصف سنة عن مطار كويرس في ريف حلب الشرقي وتقدم الجيش في ريف حلب الجنوبي وريف اللاذقية الشمالي، فإن الدول المطالبة برحيل الاسد ليست مقتنعة بأن ما تحقق منذ بدء الغارات الروسية في 30 أيلول كاف ليجعلها تُدخل تعديلات على استراتيجيتها، وبعد أن أكد أن صورة الحلول السياسية ترتسم على الأرض أكثر منها في المحادثات والمشاورات الجارية بحد ذاتها، شدد الكاتب على أن الأمر يحتاج إلى أكثر من كويرس حتى يلين الموقف الأمريكي من مسألة رحيل الأسد.
- في مقال بعنوان “هل تقتحم روسيا (ستاتيكو) درعا؟” كتبت صحيفة الغد الأردنية أن المروجين أو المتوجسين من نجاح ما لموسكو في سوريا يقولون إن روسيا نجحت، في إطار التنسيق مع أصدقائها بالمنطقة بشأن عملياتها العسكرية في سوريا، في طمأنة مصر والأردن، كما نجحت في ضبط حركة تركيا، وإرسال طمأنة من نوع خاص لإسرائيل، واعتبرت الصحيفة أن فشل “عاصفة الجنوب” أسهم في إرساء (ستاتيكو) في تلك المنطقة، لكنه بدأ يتعرض، هو الآخر، للاختبار وربما الزعزعة، خاصة إذا قررت موسكو في خططها المبيتة التدخل في الجنوب، مشيرة إلى ما تذهب إليه تقارير من أن النظام السوري بصدد تركيز قواته لشن هجوم جديد في الجنوب، ومن غير المستبعد، بالطبع، طلب الدعم الجوي الروسي، وهذا مثار قلق للأردن وإسرائيل.