دعا مقال بصحيفة نيويورك تايمز الأميركية واشنطن التي قل نفوذها بسوريا كثيرا إلى تقديم معونات مالية وتسهيلات قانونية للجوء الضباط والمسؤولين الراغبين في الانشقاق من النظام السوري، واصفة ذلك بأنه وسيلة فعّالة للضغط على دمشق لإنهاء الحرب بأسرع وقت، وقال كاتب المقال محمد علاء غانم، وهو مدير العلاقات الحكومية في المجلس السوري الأمريكي، إن السخط وسط العلويين أنفسهم وكذلك الدروز والأقليات الأخرى قد ارتفع إلى مستوى لم يبلغه منذ 2012، عندما انشق العشرات من كبار الضباط والمسؤولين من النظام، وأضاف أنه في العام 2012 تواصل مسؤول بنظام الأسد مع الجالية السورية بمدينة واشنطن، وكان مستعدا للانشقاق ويرغب في الحصول على مساعدة، لكن وزارة الخارجية الأميركية ردت عليه بأن يتبع الطرق العادية في الحصول على تأشيرة دخول للولايات المتحدة، مما دفعه للتخلي عن فكرة الانشقاق، وذكر الكاتب حادثة أخرى لضابط علوي كبير كان يحاول معرفة ما إذا كانت واشنطن ستدعمه إذا تخلى عن منصبه، مشيرا إلى أن هذا الضابط كان بإمكانه تحريض الموالين له ضد النظام إذا حصل على مساعدة، لكن واشنطن تجاهلته، ومع ذلك أقر الكاتب بأن إدارة الرئيس باراك أوباما ظلت تتصل سرا بمسؤولين سوريين كبار طيلة سنوات لتشجيعهم على الانشقاق، لكن تلك الاتصالات كانت مقصورة على نطاق ضيق وعلى مسؤولين كبار فقط ولم تتضمن تقديم حوافز ملموسة. وأوضح أنه ولكي تكون هذه الوسيلة مثمرة، يجب على واشنطن أن تقدم مساعدات كبيرة للضباط والمسؤولين الأقل رتبا أيضا، واقترح تقديم لجوء مؤقت ودفعتين من المساعدات المالية الأولى تُقدم للمنشقين فور تخليهم عن النظام، وبعد ذلك مرتب شهري ببضعة آلاف من الدولارات، وقال إن هذه مساعدة ليست بالقليلة، لكنها لا تساوي كثيرا إذا ما قورنت بالثلاثة مليارات دولار التي تنفقها واشنطن على الحملة ضد تنظيم الدولة، وختم الكاتب مقاله بالقول إنه إذا تخلت الأقليات السورية عن النظام بأعداد كبيرة، فإن الصراع سيفقد كثيرا من طابعه الطائفي الخطر وإن فرص التحوّل السياسي المستقر ستزداد.
في مقال مشترك بصحيفة الديلي تلغراف البريطانية نبه سياسيان ألمانيان بارزان إلى ضرورة عدم ترك الولايات المتحدة تخون ثوار سوريا لأجل بوتين والأسد، وقالا إنه إذا لم تقف أوروبا إلى جانب المعارضة السورية فلن يقف أحد بجانبها، وهذا الأمر ستكون له عواقبه الوخيمة على القارة، وقال جو كوكس وأوميد نوريبور إن الوقت قد فات إذا ما اعتبرت أوروبا الصراع في سوريا مشكلة بعيدة عن دارها لأن انزلاق البلاد من الاحتجاج السلمي إلى الفوضى العنيفة له تداعياته الواضحة عليها بداية من اليائسين الفارين من العنف بحثا عن الأمان في الاتحاد الأوروبي إلى التهديد المتزايد للإرهاب في شوارعها، واعتبرا الأمر الآن أزمة أوروبا لأن حكوماتها ظلت طويلا في موقف المتفرج مع تزايد الأوضاع سوءا، وفي الفجوة التي تشكلت من تقاعسها وغياب استجابة أوروبية منسقة ومتماسكة صبت روسيا الزيت على النار وفاقمت المعاناة، وختم الكاتبان بأن تكثيف روسيا حملة القصف في سوريا أثناء التجهيز لمفاوضات السلام دليل على عبث النهج الأميركي والحاجة إلى استجابة أوروبية أشدة قوة تتمثل في ممارسة ثقل دبلوماسي كبير بنهج منسق لإيجاد حل سلمي للصراع السوري لا يركز فقط على تنظيم الدولة الإسلامية، لأنه والأسد ليسا مشكلتين منفصلتين، وثانيا ضرورة التوقف عن استرضاء الأسد بشأن الوضع الإنساني في المدن المحاصرة واستغلاله كسلاح حربي والبدء في خطة عاجلة لإسقاط المساعدات جوا.
نشرت صحيفة الديلي تلغراف البريطانية أن هناك نحو نصف مليون امرأة حامل من بين السوريين النازحين واللاجئين، وفقا لأرقام أممية جديدة تظهر مرة أخرى الحجم الهائل للأزمة الإنسانية التي أثارتها الحرب، وأشار مسؤول أممي إلى وجود نحو 10 ولادات يومية في مخيم الزعتري وحده شمال الأردن وأن عدد الولادات الإجمالية للاجئين كان بمئات الآلاف، وأضاف أن من بين الأربعة ملايين لاجئ الحاليين هناك نحو 70 ألف امرأة يعتقد أنها حامل، بالإضافة إلى 360 ألفا بين أولئك النازحين داخليا، ونبه المسؤول إلى بعض الآثار السلبية للحرب، مثل اضطرار النساء للولادة قيصريا بسبب نقص الإمكانات وقصف المستشفيات، كما أن آلاف الأطفال يصعب تسجيلهم في ظل هذه الظروف مما يشكل جيلا ضائعا من الأطفال الذين لم يذهبوا إلى المدارس ولم يسجلوا وبقوا بدون جنسية.
نطالع في صحيفة الشرق الأوسط مقالا لعبد الرحمن الراشد تحت عنوان “التدخل البري السعودي في سوريا”، سلط فيه الضوء على تصريح المتحدث والمستشار العسكري لوزير الدفاع السعودي، العميد أحمد عسيري، عن استعداد الرياض للقتال في سوريا بًرا، ولفت إلى أن هذا التصريح أثار الكثير من التساؤلات: فهل هو تبدل في السياسة الخارجية؟ ولماذا نقاتل في أرض بعيدة؟ ولماذا نقاتل مع التحالف الدولي؟ وإذا كانت هناك الرغبة فلماذا لا نقاتل نظام الأسد الأكثر إجراًما؟، أما لماذا القتال ضمن التحالف الدولي؟، أشار الكاتب إلى أن من بين الأسباب، هو السبب القانوني، موضحا أن على السعودية إما أن تحصل على موافقة من نظام الأسد في سوريا، كما تفعل روسيا اليوم، وهو أمر مستحيل أن تطلبه الرياض ومستبعد أن توافق عليه دمشق، أو تأذن به الأمم المتحدة، كما يحدث حاليًا في اليمن، حيث تحارب القوات السعودية بموافقة من مجلس الأمن، ولهذا يمنحها التحالف الدولي الغطاء الشرعي، ويمثل منظومة متكاملة من ثلاث عشرة دولة، ورأى الكاتب أن السؤال الأكثر إحراًجا هو: لماذا نحارب «داعش» ونترك نظام الأسد الذي ارتكب أكبر جرائم قتل وتدمير في تاريخ المنطقة؟، وأجاب: أولاً أن السعودية ليست دولة مجاورة لسوريا، بل يفصلها عنها العراق والأردن، وثانيًا، لا تستطيع القتال هناك دون تفويض دولي وإلا اعتبر عملاً عدوانيًا، وله تبعات خطيرة، واعتبر الكاتب أن مقاتلة «داعش»، عمل سياسي لا عسكري فقط، ستلغي ذريعة الروس والإيرانيين التي جعلوها لهم حجة لتدمير المعارضة السورية الوطنية، التي لا علاقة لها بالجماعات المتطرفة والمقاتلين الأجانب، مبرزا أن إضعاف «داعش» بالقضاء على معظم مقاتليه، سيعزز وضع المقاومة السورية التي طالما استهدفها المتطرفون وقوات نظام الأسد وحلفاؤه.
في صحيفة القدس العربي نقرأ مقالا لفيصل القاسم تحت عنوان “الجيش السوري حبيب إسرائيل المفضل!”، أشار فيه إلى أن نظام الأسد أوهم السوريين بأنه رأس الحربة العربية في مواجهة المشروع الصهيوني، ولطالما قضى ألوف السوريين في السجون لمجرد الاشتباه بأنهم اتصلوا، ولو بطريقة غير مباشرة، بـ”العدو الصهيوني”، منوها إلى أن السوريين كانوا يظنون أن النظام ألد أعداء إسرائيل في المنطقة، واتخذوا، بناء على ذلك، موقفاً معادياً جداً من إسرائيل، كذباً أو صدقاً، مجاراة لنظامهم «الممانع والمقاوم»، ورأى الكاتب أن المضحك في الأمر هو أن ذلك الجيش «العقائدي» لم يخض سوى حرب (تحريك لا تحرير) يتيمة ضد إسرائيل في عهد الأسد، وهو منذ أربعين عاماً وأزيد، يستهلك سبعين بالمائة من الميزانية السورية وهو قابع في المعسكرات والثكنات، بينما اعتدت إسرائيل عشرات المرات على سوريا، ودمرت مواقع نووية واستراتيجية، ولفت إلى أن الثورة السورية جاءت لتؤكد أن الجيش العقائدي المزعوم هدفه الوحيد حماية النظام وإسرائيل من الشعب السوري، بحيث صب حممه على السوريين عندما تحركوا ضد النظام بمباركة إسرائيلية، واعتبر الكاتب أن أبسط سؤال يسأله السوريون الآن بعد أن انكشاف الأكاذيب هو: لماذا لم تستغل إسرائيل ضعف الجيش السوري العقائدي الذي يزعم النظام أنه يشكل أكبر خطر على إسرائيل، وتسحق «عدوها المزعوم» بالضربة القاضية وهو في أسوأ وأضعف حالاته؟ مضيفا أنه وللمفارقة، فإن إسرائيل أكثر المطالبين بحماية المؤسسة العسكرية في سوريا، وهي التي استنزفت ثروات السوريين على مدى نصف قرن من الزمان بحجة التصدي لإسرائيل.
اعتبرت صحيفة الراية القطرية أن التزام المجتمع الدولي، ومن خلال مؤتمر المانحين في لندن، بتوفير11 مليار دولار لدعم الشعب السوري يمثل رسالة واضحة بأن المجتمع الدولي لن يتخلى عن هذا الشعب وأن المطلوب ليس توفير الدعم له فحسب، وإنما إنقاذه من الإبادة الممنهجة التي يتبعها النظام وحلفاؤه، وسجلت الصحيفة في افتتاحيتها، أن محنة الشعب السوري لا تزال قائمة بل وتزداد سوء بالرغم من عدد اللقاءات والمبادرات بشأن الأزمة القائمة منذ خمس سنوات، مؤكدة بدورها على ضرورة أن يعمل المجتمع الدولي على تسوية الأزمة السورية.
كتبت صحيفة الأهرام المصرية في افتتاحيتها بعنوان “سوريا الحوار هو الحل” أن الكثير توقع فشل مفاوضات جنيف لأن الفرقاء كلهم ذهبوا إلى هناك وفى أذهانهم أن الصراع فى سوريا سيتم حله بالخيار العسكري، مع أن كل الحقائق المنطقية تشير إلى أنه لن يحل الصراع إلا من خلال الخيار السياسي والحوار، وبعد أن ذكرت أن كل طرف وراءه نصير دولي يمده بالسلاح، شددت الصحيفة على أن الحل السياسي هو الضمانة الوحيدة لوقف مسلسل الدم، وقالت إن الفرصة حتى الآن لاتزال سانحة لإنقاذ سوريا، بشرط أن يعود الجميع لطاولة المفاوضات.
تطرقت صحيفة الرياض السعودية إلى توقف المفاوضات بين المعارضة السورية، والنظام قبل أن تبدأ، مبرزة أن مؤتمر السلام الذي يراد له أن يستمر لستة أشهر لم يستطع أن يصمد لستة أيام! قبل أن يتدارك «دي ميستورا» الواقع الصعب والمعقد للأزمة السورية، وأشارت الصحيفة إلى أن من المنتظر أن تشهد الأيام المقبلة ضغطاً عسكرياً منقطع النظير تشنه روسيا وجيش النظام ومليشيات الحرس الثوري، التي تحقق نجاحات واختراقات عسكرية بفضل الغطاء الجوي الكثيف، وأكدت على أن حال الصراع في سورية يمكن أن تشبّه بأزمة مغلقة الثابت فيها هو رحيل الأسد إنما استمرارية الصراع العسكري لن تتوقف ما دام نهر الدم يسيل، وإن مفاتيح إغلاق هذا السيل المنهمر لا شك في أيدي القوى الدولية التي تدعي أن الأمر برمته عائد للسوريين فيما هو في حقيقته عائد إليها.