قال وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو”، اليوم، إن اتفاقية “إعادة القبول بين بلاده والاتحاد الأوروبي، لا تشمل اللاجئين السوريين، والذين تركوا بلدانهم، حفاظًا على أرواحهم، وإنما ستطبق على المهاجرين لأسباب اقتصادية، وذلك بشرط إثبات دخلوهم إلى الدول الأوروبية عبر تركيا”.
وكان رئيس الوزراء التركي “أحمد داود أوغلو”، أوضح في وقت سابق أن اتفاقية “إعادة القبول” (تنص على إعادة المهاجرين غير الشرعيين إلى بلدانهم، وفي حال تعذر ذلك، إعادتهم إلى آخر بلد عبروه قبل دخولهم إلى حدود الاتحاد الأوروبي)، ستدخل حيز التنفيذ في يونيو/حزيران 2016.
وفيما يتعلق بالتوتر مع روسيا، وصف “جاويش أوغلو” في مقابلة تلفزيونية مع إحدى القنوات التركية، حمل أحد الجنود الروس قاذفة صواريخ على كتفه (أمس الأحد) وتوجيهها نحو مدينة إسطنبول، فوق سفينة حربية روسية أثناء عبورها من مضيق “البوسفور”، بأنه “تصرف استفزازي”. وأضاف أن حدوث مثل هذا الأمر خلال هذه المرحلة “ليس محض صدفة”.
وشدد وزير الخارجية التركي، على ضرورة أن تتخلى روسيا عن موقفها الحالي، قائلاً: “نحن قمنا بالمبادرات اللازمة، وكيفية عبور السفن الحربية من المضيق معروفة، وجرى تنظيم ذلك عبر اتفاقية مونترو، بالطبع هذه السفن لا تشكل لنا خطراً، ولكن في المقابل لم تشكل تركيا أي خطر عليها حتى هذا اليوم، لذلك فإن عبور تلك السفينة بهذا الشكل، تصرف استفزازي ويجب التوقف عنه”.
ولفت الوزير أن لبلاده حقوق يعترف بها القانون الدولي، ومنها اتفاقية “مونترو” المتعلقة بالمضائق، مستدركاً أن “بلاده تنتظر من روسيا أن تتصرف كدولة أكثر نضجًا”، وأنها تدعو السلطات الروسية للحوار لتجاوز الأزمة.
وبموجب اتفاقية مونترو (غربي سويسرا) الموقعة عام 1936، يسمح بمرور السفن الحربية لدول حوض البحر المتوسط من المضائق التركية دون قيود، بينما تضع الاتفاقية قيوداً على السفن الحربية من خارج تلك الدول، فيما يخص الحجم والوزن والشكل والحمولة وعدد السفن المارة من المضائق.
واعتبر “جاويش أوغلو” أن “التوتر الحالي، ليس له فائدة لروسيا، وعلى ما يبدو أن هناك حالات انزعاج داخل روسيا نفسها وفي العالم كله”.
ولدى سؤاله عما إذا كان لديه لقاء جديداً مع نظيره الروسي، “سيرغي لافروف”، في الأيام المقبلة، قال: “قد تكون هناك لقاءات في المرحلة المقبلة، لأن هناك اجتماعات دولية ستُعقد، ومن الممكن أن نتحادث هاتفيًا أو نلتقي وجها لوجه، إذا اقتضت الحاجة لذلك”.
وكانت مقاتلتان تركيتان من طراز “إف-16″، أسقطتا طائرة روسية من طراز “سوخوي-24″، في 24 تشرين ثاني/نوفمبر الماضي، لدى انتهاك الأخيرة المجال الجوي التركي عند الحدود مع سورية بولاية هطاي جنوب تركيا، وقد وجّهت المقاتلتان 10 تحذيرات للطائرة الروسية خلال 5 دقائق، بموجب قواعد الاشتباك المعتمدة دولياً، قبل أن تسقطانها، وهي الحادثة التي فرضت موسكو على إثرها، عقوبات اقتصادية على تركيا.
وفي معرض تقييمه للتطورات عقب تبديل الوحدة العسكرية التركية في مدينة الموصل العراقية، أوضح أن عملية التبديل جاءت بناء على طلب المسؤولين العراقيين، بهدف تعزيز أمن الجنود الأتراك الموجودين في المنطقة وقدراتهم، مشيراً إلى أن ردود الأفعال الصادرة من حكومة بغداد جاءت “بتأثير بعض دول الجوار”. وقال إن “رئيس إقليم شمال العراق، مسعود بارزاني، سيزور أنقرة، الأسبوع الحالي، لافتاً أن هذه الزيارة كان مخططاً لها من قبل”.
الاناضول