بيان
صادر عن حزب الشعب الديمقراطي السوري
تتواصل الاشتباكات الدامية في ريف دير الزور بين ثوار العشائر العربية و” قوات سوريا الديمقراطية -قسد”، التي تسعى لاستمرار سلطتها الغاشمة على مناطق تحتلها في ريف دير الزور، بينما يسعى الثوار من أبناء العشائر لإنهاء تسلطها وفسادها وارتكاباتها في مناطقهم، التي يطالبون بإدارتها بأنفسهم بعد أن ضاقوا ذرعاً بالانتهاكات وامتهان كرامات أهالي المنطقة.
تحاصر قوات “قسد” بعض المناطق وتقتحم أخرى، وتستخدم الأسلحة الثقيلة والحديثة في عدوانها، مخلفة مئات القتلى والمصابين من المدنيين. وتتواصل المواجهة من قبل الثوار بعمليات الكر والفر مع قلة السلاح والذخيرة، كما تشهد بعض المناطق تظاهرات ضد “قسد” وتدعو لوقف إطلاق النار. بينما نجد الموقف الأمريكي الذي بدا صامتاً ومراقباً، ينحاز سياسياً وعسكرياً إلى المجرمين والمتسلطين، بدل الدعوة إلى وقف إطلاق النار، والبدء بحوار من أجل تسوية بين الطرفين، تنصف أصحاب الأرض وترد المظالم إلى أهلها. وهو موقف ستكون له آثار سلبية على مصير المنطقة وحياة أهلها.
حاول المجلس العسكري بدير الزور ممارسة صلاحياته والحفاظ على دوره ومهامه في منطقته، وهو ما تسبب بتوترات متكررة مع “قسد” بلغت ذروتها باعتقال قادة المجلس بموافقة أمريكية، فانكشف حجم وعمق التوتر والاحتقان بين المكون العربي وقسد، وكان هذا الاعتقال هو الشرارة التي فجرت غضب العشائر العربية، وطرحت الحاجة إلى التغيير ورد الحقوق المسلوبة. علماً أن قائد المجلس كان مرفوضاً من قبل أبناء المنطقة أصلاً؛ لثبوت فساده وارتكاباته. فاستمرار “قسد” بسياساتها الخرقاء التسلطية والفئوية في إقصاء المكوّن العربي، وعدم تمثيله بشكل حقيقي وعادل في إدارة مناطقه، أمر رفضه أبناء المنطقة، واحتجوا عليه مراراً وبأشكالٍ متعددة خلال السنوات الماضية.
إن الصراع في ريف دير الزور هو صراع نفوذ للسيطرة على حقول النفط والغاز، ويرتبط أيضاً بحقوق أهل المنطقة المهدورة والمسلوبة، وبعنصرية وعسف وفساد “قسد” التي تمثل سلطة الأمر الواقع؛ ناهيك عن افتضاح صورتها الحقيقية كوجهٍ آخر للنظام من جهة، ورغبة أبناء المنطقة في تحصيل حقوقهم وإدارة شؤونهم من جهة أخرى. لكن أبعاد هذا الصراع وارتداداته؛ مرشحة لأن تتجاوز ذلك بكثير، لوقوع المنطقة في قلب الصراع الدولي والإقليمي؛ بدءاً من الوجود الإيراني وانسحاباً إلى النفوذين التركي والروسي، وإمساك التحالف الدولي والولايات المتحدة بإيقاع المشهد العام برمته.
نحن في حزب الشعب الديمقراطي السوري نقف إلى جانب أهلنا السوريين في دير الزور والمنطقة الشرقية بجميع مكوناتها من عرب وكرد وسريان وآشوريين وتركمان في سعيهم لنيل حقوقهم في الحياة والحرية والكرامة. كما نؤكد على أحقيّة أبناء العشائر في مطالبهم وسعيهم لطرد المحتل القسدي منها، كما نؤيد وندعم حقهم في إقامة إدارة مدنية مستقلة ومنتخبة من قبل أبناء المنطقة لإدارة شؤونها الحياتية والخدمية. وإقامة مجلس عسكري مستقل للتصدي لأية محاولة لتهديد استقرار المنطقة من قبل ميليشيات الأسد، وإيران وخلايا داعش. وتشكيل هيئة أعيان من ممثلي العشائر والقيادات المجتمعية لضمان العيش الكريم والسلم الأهلي، تكون ممثلة حقيقية للمنطقة ضمن الرؤية الوطنية السورية.
دمشق 8/9/ 2023
الأمانة المركزية
لحزب الشعب الديمقراطي السوري