أخبار الآن: كلنا شركاء
في حدث شبيه لما جرى مع ثوار حمص المحاصرة، قام اليوم 136 شابا من قوات المعارضة المسلحة برفقة عائلاتهم بالانسحاب باتجاه مدينة إدلب في الشمال السوري، وذلك بعد عمل طويل لما يسمى “لجنة المصالحة” بالتنسيق مع “الهلال الأحمر السوري” ووفد من “هيئة الأمم المتحدة”.
فبعد حصار خانق استمر لأكثر من خمسة أشهر، اضطر بعض مقاتلي المعارضة المتواجدين في قدسيا والهامة للاستجابة لمطالب النظام بالانسحاب منها تمهيدا للوصول لتسوية تقضي بفك الحصار عن المنطقة وإدخال المساعدات الإغاثية والطبية.
وأكد ناشطون أن العملية تمت اليوم، وقد تم نقل المقاتلين مع أُسرهم بخمس حافلات للنقل الداخلي، وقد وصلوا مساء اليوم إلى إدلب وأصبحوا ضمن الأراضي المحررة.
ويفيد “أبو باسل الدمشقي” الإعلامي في مجلس الهامة المحلي، أن خروج المقاتلين كان بعد ضغوطات من النظام السوري لإخراج كافة المظاهر المسلحة من قدسيا والهامة، خاصة العناصر التي ليست من أبناء المنطقة مقابل فك الحصار الخانق على المدينتين. وفضلت العائلات مرافقة المقاتلين خوفا من نقض الاتفاق من قبل قوات النظام السوري عقب انسحابهم من هناك.
وأضاف الدمشقي أن التسوية قد دخلت حيز التنفيذ بالفعل صباح اليوم وذلك بعد أن أزالت قوات النظام السواتر الترابية التي تغلق كافة الطرقات المؤدية للبلدة، إضافة للسماح للأهالي بالدخول والخروج للمرة الأولى منذ خمسة أشهر دون مضايقات أو اعتقالات.
وذكر “فريق قدسيا الإعلامي” أن لجنة المصالحة كان لها دور كبير في عملية اليوم، حيث قامت بنقل المقاتلين الذين تجمعوا قرب ثانوية قدسيا النسوية إلى منطقة الحرس الجمهوري، مكان انتظار باصات النقل لهم، بالاضافة أنها قامت بمرافقة المقاتلين المنسحبين إلى إدلب والوصول معهم للمناطق المحررة لضمان عدم تعرضهم لأي مضايقات.
الجدير بالذكر أن هذه الاتفاقية قد أشهر خمسة من الحصار تعرضت له “قدسيا والهامة”، كانت كفيلة بخلق أزمة إنسانية كارثية بعد انعدام الغذاء والدواء في الأسواق وتوقّف دورة الحياة فيهما، الأمر الذي كان له الدور الأبرز في قبول مسلحي المعارضة الانسحاب مقابل فك الحصار.
وتعتبر سياسة الحصار والتجويع إحدى وسائل الضغط التي يتبعها النظام السوري مع مدن وبلدات الريف الدمشقي الثائر وذلك لتجنب الدخول في معارك واستنزاف جنوده في تلك المناطق في ظل انشغاله في مناطق أخرى مشتعلة.