دمشق – محمد القاسم: كلنا شركاء
بدأت معسكرات الإعداد العسكري في روابط حزب البعث والشبيبة منذ منتصف تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، والتي تم التحضير لها في شهر تشرين الأول /أكتوبر من ذات العام.
ويقوم عناصر من الفرع السوري لـ “حزب الله” وعناصر من ميليشيات عراقية من الطائفة الشيعية على تدريب طلاب وطالبات المرحلة الثانوية في اتحاد (شبيبة الثورة) التابع لحزب البعث، ويتم التدريب في دمشق على حمل السلاح، وعلى الاقتحام والمداهمة، وكل ما يخص التدريب العسكري، وذلك في مدارس داخل أحياء العاصمة دمشق، تحسباً لاقتراب الثوار من العاصمة.
وبدأت أولى روابط دمشق بالمعسكر الوطني للإعداد العسكري والعقائدي والدفاع المدني والتثقيف الصحي والإسعافات الأولية، ويقوم مبدأ هذه التدريبات العقائدية على غسل كامل لأدمغة الشباب والفتيات المنضمين لحزب البعث والشبيبة، وتمجيد النظام والأسرة الحاكمة، ووجوب الدفاع عن سوريا والقومية، واستعادة الجولان المباع ومقاتلة إسرائيل بعد الانتهاء من الحرب مع الإرهابيين، على حسب قولهم.
ويقوم المسؤولون عن هذه النشاطات ببث معتقدات نظام البعث والقومية والاشتراكية التي يدعيها في أدمغة هؤلاء الشباب اليافعين الذين تتراوح أعمارهم بين خمسة عشر عاماً واثنان وعشرين عاما، والمنضوون تحت اسم رابطة شبيبة الشاغور، وشعارهم (البعث عقيدتي… والأسد قدوتي)، ويبلغ عدد المتطوعين في شبيبة حي الشاغور المئات من الشباب الضائع، أو الذي يسعى لكسب مبالغ مالية أو سلطة وسلاح وبطاقات أمنية.
وتجري هذه التدريبات صباح كل سبت لطلاب المدارس المجبرين على المجيء لحضور التدريبات وتعلم مهارات القتال، والتعلم على السلاح، ويبلغ عددهم ما يقارب الـ 300 شاب وشابة، ويتم إعداد وتدريب سرايا مدربة بإشراف ورعاية عناصر وضباط من حزب الله للاقتحام، تتألف من مجموعات من الشباب والفتيات، كل مجموعة تتألف من 7 إلى 10 أشخاص.
ويقوم بتدريب هؤلاء الشباب على السلاح، من فك وتركيب، وعلى التدريبات والمهارات القتالية والمداهمات وما إلى ذلك، هم ضباط أو عناصر من حزب الله فرع سوريا، والذي يتواجد مركزه في حي الشاغور، إضافة إلى بعض المقاتلين من العراق من الطائفة الشيعية مع عناصر من حزب البعث.
وأجرت هذه المعسكرات عدة نشاطات وتدريبات وعروض قتالية داخل العاصمة في ساحة الأشمر في حي الزاهرة بالقرب من حي الميدان، وفي دوار باب مصلى قاموا باستعراضات عسكرية في الأسابيع الماضية، وتم إغلاق الدوار وإيقاف حركة السير لعدة ساعات وسط حضور من ضباط ومسؤولين في أجهزة الأمن.
وتسعى قوات النظام لتأهيل وتدريب أعداد كبيرة من الشبيبة وحزب البعث وقوات الدفاع الوطني ولجان شعبية، خوفاً من تقدم الثوار باتجاه العاصمة وبسبب النقص والعجز الكبير في جيش النظام، بعد انشقاق أعداد كبيرة منذ بداية الثورة، وتخلف الآلاف عن الالتحاق بالخدمة الإلزامية، ما دفع النظام لشن حملات اعتقال ضخمة للمتخلفين عن الخدمة الإلزامية، وإنشاء مراكز لتدريب الشباب اليافع لرميهم على الجبهات عند اقتراب الخطر من العاصمة دمشق.