منال حميد: الخليج أونلاين
قالت صحيفة الديلي بيست الأمريكية إن قرار الإدارة الأمريكية إرسال 50 مقاتلاً إلى سوريا، في إطار ما يعرف بالحرب على تنظيم الدولة هناك، إنما يأتي ضمن خطة أمريكية لحرب أكبر وأوسع ضد هذا التنظيم، تقوم على فكرة نجاح المستشارين الأمريكيين في تحقيق التقارب بين القوات الكردية والقوات العربية لخوض معركة مشتركة ضد تنظيم الدولة في الرقة.
وأوضحت الصحيفة أن هناك ما يقارب 3 آلاف مقاتل كردي ضمن وحدات حماية الشعب، وأيضاً هناك أكثر من 5 آلاف مقاتل عربي سوري ضمن قوات المعارضة التي تتمركز قريباً من الرقة، المدينة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، ومن ثم فإن مهمة المقاتلين والمستشارين الأمريكيين هو تحقيق التقارب بين هذه القوات العربية والكردية والخوض بهم معركة شرسة في الرقة لطرد تنظيم الدولة.
وتنقل عن ديفيد روس، الباحث في شؤون الأمن والدفاع بواشنطن، أن القوات الكردية لم تطلب أصلاً وجود قوات أمريكية، بل كانت تطلب فقط أسلحة ومعدات ثقيلة، كما أنهم لا يريدون أن يخوضوا في حرب بعيدة عن مناطق وجودهم، في وقت تسعى واشنطن لإدخالهم في حرب ضد التنظيم بمدينة الرقة التي لا يبدو أنها تشكل شيئاً للأكراد.
ويرى روس أن الخطوة الأمريكية المتمثلة بإرسال 50 مقاتلاً إلى سوريا ستكون جيدة إذا ما كانت قائمة على استراتيجية محددة الأهداف وواضحة المعالم، “المشكلة الآن أن سياسة الإدارة الأمريكية غير واضحة”.
وحول إمكانية أن توسع واشنطن من مهمة قواتها التي سترسلها إلى سوريا، قال مسؤول كبير في البنتاغون، شريطة عدم ذكر اسمه، إن القوات الأمريكية التي ستذهب إلى سوريا ستذهب بمهمة محددة ولن تبقى فترة طويلة، وإنما ستذهب للتدريب وتقديم المشورة، وهي نفس الكلمات التي رددها مسؤولون في البنتاغون بعد إرسال بضع مئات إلى العراق قبل نحو عام، ليصل الرقم إلى أكثر من 3 آلاف مقاتل، بعضهم يقاتل جنباً إلى جنب مع القوات العراقية.
المسؤول الأمريكي لم يستبعد حصول تغيير في المهام المسندة إلى تلك القوات التي ستتجه إلى سوريا، معتبراً أن وجود هذه القوة الأمريكية سيسهم في بناء علاقة مع المقاتلين المحليين، وهو ما سينعكس على الجبهة التي يراد لها أن تتشكل في إطار الاستعداد لمحاربة تنظيم الدولة.
الولايات المتحدة الأمريكية أرسلت هذا الشهر فقط، نحو 50 طناً من الأسلحة والمعدات للمعارضة السورية، وبحسب مسؤول أمريكي فإن إرسال مثل هذه الأسلحة للمعارضة السورية، بالإضافة إلى إرسال نحو 50 مستشاراً، سيمنح واشنطن فرصاً لدمج عملياتها الجوية مع ما يجري من عمليات على الأرض، مؤكداً أن القوات الأمريكية التي سترسل ستتمركز في الركن الشمالي الشرقي من سوريا وتحديداً وراء القوات الكردية التي تعتبرها واشنطن أكثر القوات قدرة على قتال تنظيم الدولة، إلا أن المشكلة، كما تقول الصحيفة، أن الأكراد غير متحمسين لقتال تنظيم الدولة في الرقة، فهم لا يرون فيها أية أهمية حيوية بالنسبة لجهودهم لإقامة إقليمهم.