صنعاء – العرب
اعتبرت مصادر يمنية أن تركيبة وفد الشرعية في اليمن إلى الاجتماع الذي دعا إليه ممثل الأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد تعكس إلى حد كبير حال الضعف والبلبلة التي تعاني منها هذه الشرعية التي يقف على رأسها الرئيس الانتقالي عبدربّه منصور هادي.
وأشارت المصادر إلى أن الوفد الشرعي الذي يفترض أن يرأسه عبدالملك المخلافي الأمين العام لأحد الأحزاب الناصرية “نسبة إلى جمال عبدالناصر” يعطي فكرة عن الوضع، الهش سياسيا، الذي تعاني منه الشرعية.
ورأت المصادر أن ذلك يأتي في وقت يعمل فيه الحوثيون، بدعم من قوى عسكرية لا تزال موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح على تعزيز مواقعهم العسكرية القائمة واستعادة مواقع كانوا خسروها بفضل قوى التحالف العربي الدولي التي حرّرت عدن ومعظم المناطق الجنوبية من الحوثيين والقوات التابعة لعلي عبدالله صالح.
وأشارت إلى أن الحوثيين الذين امتنعوا، حتى الآن، عن تسمية أعضاء وفدهم إلى جولة المفاوضات المقبلة يعانون بدورهم من مشاكل داخلية كبيرة، بما في ذلك الخلافات بين قيادييهم في شأن كيفية التعاطي مع علي عبدالله صالح الذي يعتمد على العلاقة القويّة التي تربطه بزعيم “أنصار الله” عبدالملك الحوثي الموجود في صعدة.
وكشفت المصادر ذاتها أنّ القادة الحوثيين الموجودين في صنعاء والذين يشرفون على الدوائر الرسمية والوزارات المختلفة يكنّون عداء شديدا للرئيس السابق ويرفضون الذهاب إلى أبعد من التعايش معه لأسباب تكتيكية مرحلية لا أكثر فرضتها الظروف.
وأوضحت المصادر أن الحوثيين لن يسمّوا وفدهم قبل تحقيق إنجازات على الأرض تثبت أنّهم ما زالوا قادرين على المواجهة. وهذا يفسّر إلى حدّ كبير القصف الذي تعرّضت له تعز ومحاولتهم احتلال مناطق في محافظة الضالع الجنوبية مثل مدينة دمث.
وأكدت المصادر أنّ الشرعية كان يمكن أن تستفيد من البلبلة السائدة لدى الحوثيين ومن التذبذب في علاقاتهم مع علي عبدالله صالح عن طريق حزم أمرها والانتهاء من التجاذب القائم بين عبدربّه منصور ونائب رئيس الجمهورية رئيس الوزراء خالد بحّاح.
ورأت أن الطريق الأقصر للانتهاء من التجاذب إعادة عبدالله الصائدي وزير الخارجية في حكومة بحاح إلى الواجهة وتخلي الرئيس الانتقالي عن وزير الخارجية الذي يسعى إلى فرضه، وهو رياض ياسين بابوخان، الذي لا يمتلك أي خبرة في العمل الدبلوماسي.
ولاحظت أن الصائدي دبلوماسي محترف يمتلك خبرة طويلة في العمل السياسي والدبلوماسي، فضلا عن أنّه من محافظة إب المجاورة لتعز حيث الثقل السكاني الشافعي.
وأبدت المصادر تخوفها من أن تؤدي حاجة الحوثيين إلى تحقيق مكاسب على الأرض إلى تأجيل جولة الحوار الجديدة التي دعا إليها ولد الشيخ أو إلى إفراغها من أي مضمون.
ولم يعلن الحوثيون بعدُ المشاركة في اجتماعات جنيف المقررة منتصف الشهر، لكن يبدو أنهم يسعون لإفشالها أو تأجيلها إلى وقت غير محدد في ظل ضغوط خارجية تدفع إلى إنهاء الأزمة على قاعدة القرار 2216.
وتخفي الهجمات الأخيرة للمتمردين، التي استعادوا بها بعض المواقع، رغبة في أن يقنعوا المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد بأنهم يمتلكون هامشا من المناورة على الأرض، وذلك لتخفيف الضغوط التي مورست عليهم في الفترة الأخيرة لإجبارهم على العودة إلى المفاوضات.