حلب ـ «القدس العربي»: أكد محللون سياسيون وعسكريون سوريون في حديثهم لـ «القدس العربي» أن القصف الإسرائيلي الأخير على مواقع عسكرية بالقرب من دمشق، رسالة واضحة ومباشرة من الاحتلال الإسرائيلي إلى الأطراف المتداخلة في حلبة الصراع السوري، مفادها أن إسرائيل لا تريد وجوداً عسكرياً إيرانياً قريباً من حدودها، حيث تعتبر «إسرائيل» وجود حزب الله اللبناني داخل سوريا بالقرب من هذه الحدود مع الجولان المحتل يعني وجوداً إيرانياً.
وكانت الطائرات الإسرائيلية قد شنت قبل أيام غارات على مواقع عسكرية يعتقد أنها تابعة لحزب الله اللبناني في محيط العاصمة دمشق جنوب البلاد، حيث ذكرت وسائل إعلام، إن الغارات استهدفت مركزاً عسكرياً للبحوث العلمية في منطقة جمرايا غربي دمشق، إلى جانب مستودعات أسلحة تابعة للنظام وللحرس الثوري الإيراني وحـزب الله.
ويرى المحلل السياسي محمود عثمان، إن أهداف الغارات التي تشنها إسرائيل على الأراضي السورية جميعها إيرانية، حيث لا علاقة لسوريا أو النظام السوري بها.
وأوضح عثمان أنه «من حيث المبدأ إسرائيل لم تعترض على الوجود الايراني في سوريا، حيث لو أنها اعترضت لتغير مسار الأحداث في سوريا، وأخذت الثورة السورية منحى آخر وفق رؤيته».
ولفت عثمان لـ «القدس العربي»، إلى «أن إسرائيل و أمريكا لم تطالبا يوماً بخروج القوات الإيرانية من سوريا! معتبراً أن ذلك دليل على أن الوجود الايراني لم يشكل خطراً على الأمن الاستراتيجي لإسرائيل. بل إن دور كل منهما مكمل للآخر».
وقال عثمان «عند النظر إلى الأهداف الإيرانية التي قصفتها إسرائيل في سوريا نجدها أسلحة متطورة يمكن أن تشكل خطراً على أمن إسرائيل مستقبلاً، وبالتالي اسرئيل لا تعترض على الوجود الايراني أو المرتزقة والميليشيات الشيعية التي جلبتها إيران من بلدان مختلفة.
وأكد أن إسرائيل ينحصر اعتراضها وقلقها في مستوى معين من الصواريخ والأسلحة المتطورة التي تحاول إيران وضعها في مناطق معينة من سوريا، لذلك تشترط إسرائيل ابتعاد الوجود الايراني 20-30 كم عن حدودها كإجراء احترازي.
وقـال المحـلل السـياسي خليل المـقداد لـ «القدس العربي»، إن القصف الإسرائيلي جاء للتأكيد على أن إسرائيل هي من يحدد قواعد الاشتباك، وبالتالي إسرائيل لن تسمح لحزب الله (ذراع إيران) في التواجد على حدودها.
وأردف هنالك خطوط حمراء إسرائيلية على حزب الله وإيران بشأن الاقتراب من حدودها وبناء قواعد عسكرية في الجنوب السوري، وكذلك نقل اسلحة ثقيلة قد تغير في موازين القوى، وبالتالي إسرائيل لا تريد وجود حزب الله وإيران على حدودها، بينما في المقابل هي لا تمانع وجودهما في سوريا.
أما الخبير العسكري العميد أحمد رحال فيرى «أن الغارات الإسرائيلية على مواقع النظام السوري وحزب الله جاءت بضوء أخضر روسي، بسبب معاناة الروس من عدم القدرة على إبعاد إيـران والاسـتحواذ بالورقـة الســورية».
وأشار في الوقت ذاته لـ«القدس العربي»، إلى أن الغارات الإسرائيلية تؤكد على أنه لا مكان لقواعد إيرانية ثابتة في سوريا، خصوصاً في المناطق القريبة من دمشق أو على مقربة من الجولان المحتل، وبالتالي نرى ازدياد الغارات الإسرائيلية خلال الأيام الماضية.