«القدس العربي:»

استعادت قوات النظام وميليشيا جيش الدفاع الوطني وصقور الصحراء السيطرة على جبل النوبة الإستراتيجي، للمرة الثالثة، في معارك السيطرة المتبادلة بين قوات الثوار وميليشيات النظام على المنطقة الواقعة بين جبلي التركمان (الباير والبسيط) والأكراد (مصيف سلمى وقمة النبي يونس).
وتقدمت ميليشيات النظام لتسيطر على جب القصب وقرية القصب (المسيحية) بعد جبل النوبة وعلى النقطة 46 وتلة غزالة. وتهدد قوات النظام والميليشيات التابعة لها طريق جسر الشغور ـ اللاذقية، حيث أضحى الطريق تحت السيطرة النارية لقوات النظام بعد خسارة القصب على أعتبار أنه يمر أسفل هذه القرية.
قائد عمليات الفرقة الساحلية النقيب محمد باجيكو، أكد لـ«القدس العربي» خسارة القصب، ولكنه قلل من أهمية رصد طريق جسر الشغور ـ اللاذقية، وقال: «هناك عشرات الطرق التي نسلكها نحن والمدنيون». وأعتبر النقيب باجيكو خسارة القصب أو النوبة بمثابة «الأمر الطبيعي» وأضاف: «نحن في معارك كر وفر منذ سنتين مع قوات النظام. وتبادلنا السيطرة عدة مرات على كثير من النقاط».
وعزا قائد العمليات تقدم قوات النظام إلى «كثافة القصف الجوي الروسي، وقصف سلاح المدفعية لعمق القرى المدنية، ما يشغل الكثير من مقاتلينا في تأمين أهلهم إلى أماكن خارج القرى».
وأشار باجيكو إلى أن «العاصفة الثلجية في صالحنا رغم قساوتها، فهي ستخفف من الطلعات الجوية، وتحد من حركة المدرعات في قوات العدو».
ودخلت عاصفة ثلجية المنطقة يوم الأربعاء الماضي. وغطت الثلوج كل الجبال السورية، حيث تدور الاشباكات مع قوات النظام والمليشيات المقاتلة إلى جانبه.
وسـتعيق العاصفة محاولات التقدم بالنسبة لقوات النظام، بسبب طبيعة المنطقة الجبلية، الأمر الذي يحد من حركة الآليات وخصوصاً الدبابات وآليات نقل الأفراد والذخيرة، بسبب ضيق الطرق وتراكم الثلوج. وكانت شبكة «أخبار مصياف» المؤيدة للنظام بثت شريط فيديو، يظهر دبابات النظام مغطاة بالثلج بشكل شبه كامل بالقرب من مناطق الاشتباك في مصيف سلمى. وأكد مصدرعسكري معارض لـ«القدس العربي» أن «غرفة العمليات تقوم بالتحضير لهجوم مشاة على أكثر من محور في المنطقة، مستغلين العاصفة الثلجية»، دون ذكر اسم المنطقة أو زمن البدء بها.
ومن المرجح أن يكون الهجوم لصالح قوات الثوار لعدة أسباب منها كون الميدان منطقتهم الجغرافية وهم أكثر دراية وخبرة فيها، خصوصاً وأنها كانت ضمن العمق العسكري لهم. سبب آخر هو غياب سرايا الرصد والاستطلاع لقوات النظام، والتي ستلجأ إلى التحصينات الأكثر دفئاً. سبب ثالث هو سهولة الاقتحام، كونها ستعتمد على تسلل المشاة دون اللجوء إلى الآليات.
في تطور آخر، بث المكتب الإعلامي في الفرقة الساحلية شريطاً مصورا لأحد أبرز رماة صاروخ «تاو» في الجيش السوري الحر، أحمد حمزة، نفى فيه الأخبار التي أشاعها النظام حول أسره. وكانت صفحات موالية للنظام قد نشرت صوراً لشخص يرتدي لباسا مدنيا، واصفة اياه بـ»رامي صاروخ تاو الذي دمر دبابات الجيش السوري». وعن هوية الشخص الذي ظهر أسيراً لدى ميليشيا «صقور الصحراء» قال أحمد حمزة في حديث لـ«القدس العربي»: «لا نعلم من هو الشخص الذي ظهر في الفيديو، لكنه ليس من مقاتلي أي من فصائل الجيش الحر أو الفرقة الأولى الساحلية». ورجح حمزة أن يكون الأسير من «المدنيين الذين يقومون بتحطيب الأشجار في المنطقة».
ويذكر أن رامي التاو أحمد حمزة استطاع تدمير سبعة أهداف لقوات النظام خلال معركة السيطرة على سهل الغاب وانسحاب النظام من مدينة جسر الشغور نهاية نيسان/ابريل من العام الماضي.
وفي الخلاصة يبدو أن فصائل الثوار ستشهد معركة مشاة مع وحدات من المشاة الروس، بدأوا بالتمركز في جبل النوبة قبل عدة أيام، وربما سيكون هذا الموقع هو الاختبار الأول للطرفين، حيث سيختبر المقاتلون الروس أنفسهم مع مقاتلي الثوار لأول مرة، بعد أن كانوا يشاهدون طائراتهم تدك معاقل «الأعداء» وهم جالسون في مطار حميميم. وإذا صحت الـــتــوقــعـــات ودخـــل المشــاة الروس المعركة، فمن المرجح أن أول صورة لجندي روسي قتيل ستكون في جبل النوبة حيث المعركة المنتظرة.

منهل باريش