دمشق – «القدس العربي» : يتصدر الخطف والقتل أخبار محافظة السويداء، حيث أثارت حادثة العثور على جثة يافع مقتول بطلق نارس وسط المدينة غضباً اهلياً عارماً، لما تعيشه المحافظة من حالة انفلات أمني أرادها النظام السوري، بسبب خروج المحافظة جزئياً عن سيطرته الأمنية. وفي التفاصيل، عثر، أمس الاثنين على جثة يافع مقتول وسط ظروف غامضة، في مدينة السويداء، حيث نقلت جثته إلى مستشفى السويداء الوطني، دون معرفة مرتكب الجريمة.
وقال مصدر محلي من المدينة أن المواطن «محمد رفاعة رضوان» 16 عاماً، عثر عليه مصاباً بطلق ناري غرب المؤسسة العسكرية دون معرفة الأسباب، مؤكداً أن الشاب كان مفارقاً للحياة عند العثور عليه. وتأتي هذه الحادثة بعد 12 يوماً على عثور سكان في مدينة السويداء على رأس شخص بدون جثته، مقطوعاً ومرمياً في المدينة، وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن مواطنين عثروا على رأس شخص مقطوع ومفصول عن الجسد، دون العثور على الجسد، وذلك صباح يوم الأربعاء التاسع والعشرين من الشهر الفائت، وأكدت المصادر الأهلية، أن الرأس الموضوع في باحة مسجد بحي المقوس في مدينة السويداء، يعتقد أنه عائد لأحد المختطفين من أبناء العشائر القاطنة في ريف السويداء، جرى اختطافه قبل فترة، في القطاع الغربي من ريف السويداء، الأمر الذي أثار توتراً في مدينة السويداء، من هذه الحادثة التي تعد الأولى من نوعها في المحافظة، وما زاد الاستياء هو تعمد من وضع الرأس في باحة المسجد كتابة عبارات حضت على «الكراهية والاقتتال» وفقاً للمصادر الأهلية.
الباحث السياسي د.فايز قنطار علق على الحادثة بالقول إنه ومنذ انطلاق الثورة السورية، أطلق النظام سراح المجرمين مقابل ان يقوموا بأدوار تحددها لهم الأجهزة الأمنية في قمع المظاهرات والاحتجاجات السلمية. كما استعمل الكثير من الرعاع لنفس الغرض، فافترشوا الاسواق والطرقات لبيع كل ما يمكن بيعه. ومع مرور سنوات على هذه الفوضى، تحول الكثير من هؤلاء إلى عصابات منظمة للتهريب والاتجار بالمخدرات والخطف وكانت أجهزة الأمن توجه عمل هذه العصابات، بهدف تهديد المجتمع وخلق الفتن وتقاسم الأموال. الامر الذي تسبب حسب المتحدث إلى دخول مجتمع السويداء في فوضى غير مسبوقة، وظهرت ظواهر جديدة وغريبة وبعيدة كل البعد عن تقاليد المجتمع في الجنوب السوري.