عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: سقطت قذيفة صاروخية على منزل محافظ حمص طلال البرازي أمس الجمعة، ما أدى إلى اصابة اثنين من مرافقيه.
وقالت مصادر رسمية في مدينة حمص إن قذيفة صاروخية سقطت على منزل المحافظ في حي الملعب، وأن اثنين من مرافقي المحافظ اصيبا بجروح وتم نقلهما إلى مشفى الوادي لتلقي العلاج. ونفت المصادر إصابة المحافظ، في الوقت الذي أكدت فيه بعض مصادر في المعارضة اصابته.
يذكر أن مقار أمنية في حمص تعرضت في الخامس والعشرين من الشهر الماضي لهجمات انتحارية أسفرت عن 42 قتيلاً بينهم رئيس فرع المخابرات العسكرية وإصابة رئيس فرع أمن الدولة.
من جهة أخرى قال الجيش التركي امس الجمعة إنه قتل 71 مسلحاً كردياً في سوريا في الأسبوع الأخير في تصعيد على ما يبدو للاشتباكات مع وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تسعى للسيطرة على مناطق على طول الحدود مع سوريا.
وتهدد الاشتباكات بين القوات المدعومة من تركيا ووحدات حماية الشعب، وكلاهما متحالفان مع الولايات المتحدة في الحرب على تنظيم «الدولة»، بعرقلة الجهود الأمريكية لتشكيل تحالف للسيطرة على الرقة معقل المتشددين. وتشعر تركيا بالقلق من أن تميل واشنطن إلى التحالف مع وحدات حماية الشعب في العمليات لانتزاع السيطرة على الرقة بدلا من استبعاد قواتها.
وتقول واشنطن إنها تتخذ تحركات لتفادي الصراع بين القوات التركية ووحدات حماية الشعب التي تعتبرها أنقرة قوة معادية بسبب صلاتها بحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا في الأراضي التركية. وتعتبر الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية. وقال الجيش التركي الذي يدعم تحالفا من مقاتلين سوريين عرب وتركمان إن 71 من مقاتلي وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني قتلوا خلال أسبوع. وبهذا يصل عدد القتلى منذ الخامس من يناير /كانون الثاني إلى 134 قتيلاً. ويزداد الوضع المضطرب في شمال سوريا تعقيدا بسبب تقدم قوات تحارب في صف الرئيس السوري بشار الأسد من الجنوب.
ونسبت وسائل إعلام رسمية سورية إلى مصدر عسكري قوله في وقت متأخر الخميس إن الجيش التركي قصف قوات الحكومة السورية وحلفاءها مما تسبب في حدوث وفيات وإصابات. ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن المصدر العسكري قوله إن القصف التركي استهدف مواقع لحرس الحدود السوري في الريف قرب مدينة منبج الشمالية.
ومنذ العام الماضي تخضع المنطقة المحيطة بمنبج لسيطرة مجلس منبج العسكري وهو فصيل محلي يشكل جزءا من قوات سوريا الديمقراطية وهي تحالف يضم عدداً من الجماعات المسلحة منها وحدات حماية الشعب.
من جانبها قالت «قوات سوريا الديمقراطية»، (قسد)، امس الجمعة إن لديها «القوة الكافية» لانتزاع مدينة الرقة من تنظيم الدولة الإسلامية بدعم من التحالف بقيادة الولايات المتحدة في تأكيد لرفضهم لأي دور تركي في الهجوم.
والرقة هي المعقل الرئيسي لعمليات التنظيم المتشدد في سوريا. وتلقت الحملة التي تدعمها الولايات المتحدة لاستعادة المدينة دفعة مع وصول وحدة مدفعية تابعة لمشاة البحرية الأمريكية.
وتضم «قوات سوريا الديمقراطية» و»حدات حماية الشعب الكردية السورية» وجماعات عربية وتمكنت في الأيام القليلة الماضية من قطع الطريق من الرقة إلى معقل التنظيم في محافظة دير الزور وهو آخر طريق رئيسي للخروج من المدينة.
وقالت «قوات سوريا الديمقراطية» إنها استبعدت أي دور تركي خلال اجتماعات مع مسؤولين أمريكيين الشهر الماضي لكن تركيا أشارت الخميس إلى أنه لم يتخذ قرار بعد وإن التحالف بقيادة واشنطن قال إن دورا تركيا محتملاً لا يزال محل نقاش.
وقالت جيهان شيخ أحمد المتحدثة باسم «قوات سوريا الديمقراطية» في بيان «عدد قواتنا الآن في تزايد وخاصة من أهالي المنطقة ولدينا القوة الكافية لتحرير الرقة بمساندة قوات التحالف.» وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً منذ ثلاثة عقود ضد الحكومة التركية. وقال متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية الخميس إنه يتوقع أن تصل القوات إلى مشارف الرقة في غضون أسابيع قليلة. وبدأت قوات سوريا الديمقراطية عملية تطويق الرقة في تشرين الثاني/نوفمبر.
وقالت جيهان شيخ أحمد «أصبحت الرقة الآن مدينة معزولة ولدينا معلومات تفيد بنقل العدو لقسم من قيادته إلى خارج المدينة كما يقوم بحفر الأنفاق تحت الأرض. ونتوقع بأنهم سيحصنون المدينة وأن التنظيم الإرهابي سيعتمد على قتال الشوارع.» وتابعت «تقدمت قواتنا تقدماً ملحوظاً خلال فترة زمنية وجيزة وتمكنت من تحرير عشرات القرى والتلال الاستراتيجية ووصلت لنهـر الفرات.»
و»قوات سوريا الديمقراطية» و»وحدات حماية الشـعب» هي الشريك الرئيسي لواشنطن في حملتها على «الدولة الإسلامية» في سوريا. ويقدم التحالف بقيادة واشنطن دعماً جوياً وينشـر قوات خاصـة في سوريا لمسـاعدة الحمـلة.
من جانبه أعلن الجيش الروسي، امس الجمعة، أن ضرباته الجوية الأخيرة، في سوريا، قتلت أكثر من 600 عنصر من تنظيم «الدولة ـ داعش»، وذلك خلال أسبوع واحد.
وقال رئيس إدارة العمليات في هيئة أركان القوات المسلحة الروسية، سيرغي رودسكوي، امس خلال مؤتمر صحافي، إن «الطيران الروسي وجه خلال أسبوع 452 ضربة إلى مواقع «داعش» في ريف حلب الشرقي». وأوضح أن «الضربات الجوية الأخيرة أسفرت عن تصفية أكثر من 600 مسلح، وتدمير 16 عربة لنقل الجنود، و41 سيارة مزودة برشاشات ثقيلة، و30 سيارة أخرى».