أكد مصدر في اللجنة الأمنية في محافظة البصرة، جنوب العراق، وجود عتاد أسلحة جوية ضمن المسروقات من المطار العسكري في المدينة نافياً استرجاعها من قبل الجهات المختصة أو وجود تحقيق بشأنها من قبل وزارة الدفاع العراقية.
وقال المصدر الذي يشغل عضوية لجنة الأمن والدفاع في محافظة البصرة أن جميع المؤشرات الحالية تذهب إلى وجود مواد عسكرية ضمن المسروقات التي استولت عليها مجموعة كبيرة من المسلحين قاموا بمداهمة المطار العسكري يوم الخميس الماضي، وشلوا حركة جميع عناصر الشرطة والاستخبارات العسكرية والأمن الوطني قبل أن ينقلوا حمولة ضخمة من المسروقات. وأضاف في تصريح لــ «القدس العربي» أن الحمولة الضخمة المسروقة تم نقلها بواسطة تسع شاحنات ضخمة وليس اربعاً كما روجت لها الجهات الرسمية، كاشفاً عن وجود كميات مجهولة من العتاد والأسلحة الخاصة بالطائرات المروحية العسكرية ضمن المسروقات، ومرجحاً أن تكون هذه المعدات خاصة بالمروحية العسكرية (ام اي 28) والتي استوردها العراق مؤخراً من روسيا.
وتابع المصدر، الذي لم يكشف عن اسمه لحساسية الموضوع، أن توسع الموضوع والاهتمام الكبير الذي ناله داخل الأوساط الشعبية دفع بوزارة النقل إلى الاعلان عن استرجاع المسروقات والقبض على اللصوص من قبل قيادة العمليات في البصرة، مستغرباً عدم صدور بيان أو موقف يخص عملية الاسترجاع من قبل الحكومة المحلية في البصرة.
وأشار إلى ان قوة ضخمة كانت ترتدي الزي العسكري وتستقل أكثر 12 سيارة دفع رباعي دخلت دون مقاومة إلى مطار البصرة العسكري يوم الخميس الماضي، وقامت بالاستيلاء على كميات ضخمة من الموجودات العسكرية بداخله، مبيناً أن قوة بهذا الحجم والنفوذ لا يمكن ان يتم إلقاء القبض عليها دون تقديمهم إلى الإعلام او الحكومة المحلية في البصرة خصوصاً وان السرقة أصبحت قضية رأي عام. واستغرب المصدر من عدم تدخل وزارة الدفاع في قضية بالغة الأهمية والحساسية، نافياً وجود اي تحقيق من قبلها أو حتى من لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي.
الى ذلك طالب النائب البرلماني مازن المازني من لجنة الامن والدفاع بإجراء تحقيق فوري وعاجل لمعرفة حقيقة الأمر ومحاسبة المقصرين في موضوع سرقة مطار البصرة العسكري. واتهم في بيان تلقت «القدس العربي» نسخة منه القنصلية الأمريكية في محافظة البصرة بالمسؤولية عن سرقة مواد ومعدات وأسلحة مختلفة من الجانب العسكري من مطار البصرة. واوضح المازني أن القنصلية الأمريكية في البصرة تهيمن على مواقع مهمة في مطار البصرة العسكري وخطوط الطيران العسكري وتتحمل المسؤولية الكاملة عن سرقة وتهريب هذه المعدات.
ودعا المازني رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى وضع حد لتواجد القوات الأمريكية في مطار البصرة، كاشفاً عن معلومات بخصوص قيام القوات الأمريكية بإنشاء بنايات ومشاريع داخل مجمع المطار نجهل ماهيتها وحاجة القنصلية لها، حسب تعبيره.
وتشهد محافظة البصرة، جنوب العراق، حالة انفلات أمني يتمثل بتزايد عدد جرائم الخطف والسرقة فضلاً عن معارك ضخمة بين القبائل ويتم أغلبها باستخدام معظم أنواع الأسلحة بما فيها المتوسطة وهو ما دفع رئيس الوزراء العراقي إلى الاعلان في مطلع العام الحالي عن إرساله قوة ضاربة إلى المدينة من أجل فرض الأمن فيها.
ويرى مراقبون ان حالة الانفلات الامني في مدينة البصرة الملقبة بـ»رئة العراق الاقتصادية» تعود بالأساس إلى عدم وجود قرار أمني مركزي فيها وتوزيع الصلاحيات والسلطات بين الأحزاب الكبيرة الحاكمة والتي يمتلك كل منها ذراعاً مسلحة بالإضافة إلى القوة العسكرية المتنامية لدى القبائل.

أمير العبيدي

“القدس العربي”